أكد رئيس جمعية التآكل العالمية فرع الكويت ورئيس فريق التآكل والتفتيش في شركة نفط الكويت عبد الرازق الشمري، أن التآكل يعد من المشاكل الصناعية التي تواجه معظم الشركات الصناعية العالمية سواء في القطاع النفطي أو المدني.وأضاف الشمري في تصريحات على هامش مؤتمر «التفتيش والتآكل الثاني» الذي عقد برعاية شركة نفط الكويت، أن كلفة التآكل السنوية تقدر بنحو 4.2 في المئة من الدخل القومي السنوي للدول الصناعية، مقدّراً مصروفات التآكل في دول مجلس التعاون بنحو 84 مليار دولار، منها 8 مليارات دولار في الكويت تمثّل كلفة الصيانة في المنشآت لحمايتها من التآكل.وقال الشمري إن جمعية الكويت للتآكل تتبع المنظمة العالمية للتآكل في الولايات المتحدة، مبيناً أن هناك لقاءات ربع سنوية مع الأعضاء، لمناقشة أوراق العمل عن آخر المستجدات في التآكل.وأشار إلى أن هناك دورات تدريبية تقيمها الجمعية للمهندسين المتخصصين في التآكل داخل الكويت وخارجها، بالإضافة إلى اعتماد شهادات بعد الاختبارات التي تستمر من أربعة إلى خمسة أيام مؤكداً أن تلك الشهادات معترف بها عالمياً.واوضح الشمري أن حساب عمليات التآكل تبدأ منذ أول يوم للمشروع، أي من مرحلة الدراسات وتكلفة المشروع والجدوى الاقتصادية.ولفت إلى أن بداية التصاميم تحسب إليها كيفية حماية تلك المنشآت من التآكل، موضحاً أن هناك عدة سبل مختلفة للحماية من التآكل تبدأ من التغليف، والأصباغ الصناعية، واستخدام المواد الكمياوية والمواد المقاومة للتآكل.وأشار إلى أنها كلها تختار بناء على التكلفة والعمر الافتراضي، وتكلفة طرق الحماية، لافتاً إلى أن هناك تناسبا بين هذه العناصر وحماية كل مشروع مختلفة عن الآخر بحسب الحجم والنوعية والمنتج الموجود فيها سواء كان نفطا او غازا او مياه.وأضاف الشمري «بالنسبة لإطالة عمر المنشأة بالتصاميم الأولية، تتم الصيانة الدورية للمنشأة والتفتيش عليها وهناك عدة طرق للتفتيش بواسطة الفحص من دون إتلاف المنشأة، وهناك أجهزة خاصة مع جداول الصيانة الدورية لكل منشأة.وتابع أن كل الشركات في الكويت تطبق الطريقة نفسها، مؤكداً وجود تعاون بين الشركات في استخدام التكنولوجيا الحديثة، بجانب الاجتماعات شبه الدورية.من جانبه قال مدير مجموعة المشتريات في شركة نفط الكويت عبد الوهاب المذن، عقب افتتاحه المؤتمر نيابة عن الرئيس التفنيذي لنفط الكويت هاشم هاشم في تصريحات للصحافيين، إن التفتيش والتآكل من أهم العمليات في الصناعة النفطية، مشيراً إلى أن شركة نفط الكويت لديها العديد من المشروعات التي تحتاج الاهتمام بهذا الجانب.وأضاف المذن أن عمليات مراقبة التآكل في المعدات والمنشآت والأنابيب، تساعد في المحافظة على تلك المنشأة وإطالة عمرها حتى تعمل بشكل آمن يمنع الكثير من الحوادث، بالإضافة لإطالة عمر المنشآة والأنابيب.ولفت إلى أن هناك العديد من أوراق العمل المقدمة في كافة فروع التآكل كالمواد المستخدمة وأهميتها وأنواعها، موضحاً أن عمليات الصيانة من صميم عمل مهندسي التآكل الذين يعملون وفق مناهج وخطط معتمدة.وأشار المذن إلى أن «نفط الكويت» تتعاقد مع العديد من المؤسسات والهيئات المتخصصة في التآكل ومنها جمعية التآكل العالمية، والتي لها تعاون كبير مع نفط الكويت، موضحاً أن هناك 320 شهادة تتعلق بالتآكل حصل عليها موظفو شركة نفط الكويت.وأوضح أن عدد الحاصلين على تلك الشهادة كبير إذا ما قورن بالشركات الكبرى، مؤكداً أن الشركة تهتم كثيراً بما يخص التآكل كونه يشكل عنصراً مهماً لحماية المنشآت، مبيناً أن «نفط الكويت» لديها العديد من المهندسين المتخصصين والمؤهلين للتدريب في هذا المجال.وقال المذن إن «الشركة تقوم بحماية المنشآت في الوقت الراهن، من خلال مهندسين مؤهلين بالإضافة إلى برامج الصيانة الدورية وبرامج التفتيش لمنع المخاطر».ومن جانبه، قال رئيس فريق التفتيش والتآكل في مصفاة ميناء عبد الله المهندس مساعد العرادة، إن شركة البترول الوطنية مقبلة على مشاريع ضخمة مثل الوقود البيئي ومصفاة الزور، اللذان يتطلبان استخدام آخر ما توصل إليه العلم في تكنولوجيا الصناعة النفطية، مؤكداً ضرورة التواصل واللحاق بالركب لمواكبة التطور في تلك المشاريع الاستراتيجية.وأضاف العرادة أن «البترول الوطنية» تشارك في ورش العمل الخاصة بالمؤتمر، تطبيقاً لأفضل الأساليب في مجال حماية المنشآت من التأكل، موضحاً أن التعاون في ما بين شركات القطاع النفطي يلعب دوراً كبيراً في تبادل الخبرات والاستفادة القصوى من العلوم الحديثة في مجال التأكل.وبين أن «البترول الوطنية» تشارك في المؤتمر بخمس أوراق تتعلق بالتآكل، منها ما يتعلق بالمواد المستخدمة، وآخر بعمليات الصيانة والتحكم في الآلات والمعدات.وأشار إلى أن «البترول الوطنية» تؤمن أن عمليات التآكل لا يمكن أن تتوقف في المنشآت الصناعية، ولكن يمكن التحكم فيها بشكل كبير وتقليل نسبها على المدى البعيد، موضحاً أن التعامل مع سلوك التآكل يعطي فرصة اكبر للمتابعين للتحكم به.وأوضح العرادة أن العمليات التكنولوجية الحديثة في تطور مستمر، ولاسيما في ما يخص التآكل، وهو ما يحتم على العاملين في المجال ضرورة التواصل والانخراط في المؤتمرات والفاعليات العالمية والمحلية التي تركز على ذلك الجانب.