كانت «ليلته الأخيرة» في 4 نوفمبر فوقف «زمانه» بعد ما ملأ الحياة «لهواً» بشعره وأدبه الى ان أسلم الروح عن (83 عاماً ) أمضاها في الواجهة وبين الكبار حتى صار واحداً منهم استحق اعلان الشاعر الكويتي عبد العزيز البابطين (في القاهرة) قبل شهر ونيف عن منحه جائزة مؤسسة عبد العزيز ?سعود البابطين للابداع الشعري التكريمية لهذا العام.جرداق، الذي كان أحد كتّاب «الراي» هو شاعر أغنية «هذه ليلتي» التي صدحت بها السيدة الراحلة أم كلثوم العام 1968 وذاع صيته بعدها، صاحب قلم «حفر» في الذاكرة الادبية والشعرية والصحافية، وصوتٌ ملأ أثير إذاعة «صوت لبنان» طوال سنوات حيث قدّم تعليقاً يومياً ساخراً صار له «متحزّبون» ينتظرونه.كتب ايضاً «سمراء النيل» التي غنتها ماجدة الرومي، هو ابن الزمن الذهبي في الفن العربي الذي تحلق حوله مشاهير من العالم العربي، وتحديداً مشاهير الطرب في مصر، من أمّ كلثوم ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وغيرهم، إلى فيروز و«الأخوين رحباني» وفيلمون وهبي ونصري شمس الدين ووديع الصافي.منذ ان وُلد عام 1931 في «مرجعيون» برزت عنده ملامح التميُّز ليحفظ شعر المتنبي، وفقه اللغة العربيّة. وبعد انتهاء دراسته التكميلية في مدارس جديدة مرجعيون، انتقل جورج إلى بيروت، ليلتحق بـ «الكلية البطريركية» عام 1949. وفي هذه الأجواء، كان من البديهي أن يؤلّف جرداق كتاباً في سنّ مبكرة. في الثامنة عشرة من عمره، كتب باكورته «فاغنر والمرأة» عن الموسيقي والفيلسوف الألماني عام 1950.ولأنه صاحب مزاج طريف، شديد الميل إلى الأهاجي والفكاهة، تهاجى مع «الأخوين رحباني» اللذين يتميزان بمثل مزاجه، مدة ستة أشهر كاملة، على صفحات «الشبكة» في أطرف معركة هجاء تابع الجمهور فصولها فصلاً فصلاً، وقال الراحل عنها: «اتفقنا عليها بالمصادفة، صدّقها الجميع إلا عبد الوهاب. عندما قرّرنا وقفها، صرخ بنا سعيد فريحة: بتخربولي بيتي، إنني أطبع 250 ألف عدد إضافي».عن 83 عاماً غاب كبير من لبنان وعلى الأرجح انه فارق الأحبة بعدما قال لهم «هذه ليلتي»... للرحيل.