على وقع انخفاض النفط إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات، وملامسته سعر التعادل للميزانية العامّة للدولة، خسرت سوق الكويت للأوراق المالية أمس أكثر من مليار دولار (294 مليون دينار كويتي) من قيمتها السوقية، وسط حالة من البيع العشوائي، خسر معها المؤشر نحو مئة نقطة.وسجّل برميل الخام الكويتي 76.61 دولار في الأسعار المعلنة أمس (لتداولات الاثنين)، ليتقلص إلى أقل من دولارين الهامش الذي يبعده عن سعر التعادل البالغ 75 دولاراً وفقاً لتقديرات صندوق القد الدولي في تقريره الأخير عن الكويت. وجدير بالذكر أن انخفاض النفط دون هذا المستوى لا يعني وقوع الكويت في العجز حكماً لسببين: الأول، أن سعر التعادل ليس رقماً رسمياً أو حكمياً، بل يخضع للتقدير، والثاني، أن العبرة تبقى بمتوسّط سعر النفط الكويتي على مدار السنة وليس السعر في فترة محددة.وجاء الترقب لمصير صفقة «أمريكانا» ضمن المعطيات التي أثّرت في التداولات، إذ هبطت أسهم مجموعة «الاستثمارات الوطنية» بالحدود الدنيا بعد أن استنتج المتداولون من بيان شركة الخير للأسهم والعقارات أن البيع لا تزال دونه عقبات كثيرة. لكن أوساطا استثمارية اعتبرت أن ربط هبوط السوق ببيان «مجموعة الخبر» مبالغ فيه، لأن السوق لم يكن بأفضل حال قبل البيان.وقد يكون السبب الأكثر واقعية لحالة الهلع التراجعات التي عمّت أسواق الخليج عموماً، بل إن خسائر السوق الكويتي أمس كانت أقل بكثير من خسائر الأسواق السعودية والإماراتية والقطرية.وعلى مستوى النظرة الفنية لاداء المؤشر العام (السعري) فقد تداول امس تحت سقف دعم مهم وهو مستوى 7200 ليقفل عند 7193.4 نقطة متراجعاً بـ 99.83 نقطة. ويأتي ذلك بعد ان كسر الدعم الأول وهو 7280 نقطة.وغابت المحافظ المالية الكبيرة والصناديق الاستثمارية عن تعاملات الامس بشكل لافت، وذلك كون عدد ليس بقليل منها حرص على بناء مراكز جيدة على اللسع التشغيلية، فيما حرص بعض مديري تلك الصناديق على مواكبة الهبومن خلال اقتناء كميات محدوجة من السلع الجيدة.ويتوقع ان تكون تلك الصناديق اللاعب الأكثر تأثيراً في استعادة السوق لتوازنه مرة اخرى، خصوصاً في ظل اهتمامها بالمحافظة على القيمة السوقية لمكوناتها.ولم يعد للمحفظة الوطنية أي حضور يُذكر في التعاملات اليومية، ما يؤكد أنها مجرد متداول عادي يتحرك وفقاً لإفرازات السوق لدى الارتفاع والهبوط.وبحسب معلومات حصلت عليها «الراي» لم تشارك المحفظة الوطنية في شراء كثيف أو مؤثر يعيد الإستقرار الى الأسهم التي تراجعت بلا سبب يُذكر.وما زالت المحفظة تعمل بوقود مالي يصل الى 400 مليون دينار دون استدعاء ما تبقى من رأسمالها المصرح به والبالغ 1.5 مليار دينار!
اقتصاد
السوق الكويتي الأقل تراجعاً بين الأسواق الخليجية الكبيرة
النفط على حافة العجز والبورصة تخسر مليار دولار
خسائر أقل من الأسواق الخليجية (تصوير سعد هنداوي)
05:03 ص