استغرب الحضور في الديوانية عندما اخبرتهم بأن سنة واحدة فقط قد مرت من عمر مجلسنا العتيد وبقي ثلاث سنوات، فقد كانوا يتصورون بأن المجلس قد شارف على نهايته وان انتخابات جديدة ستجرى خلال اشهر، وكان التعليق الاساسي لكثير منهم: الله يعيننا على هذا المجلس!بعدها علق احد الحضور بأن الاوضاع المحلية والدولية من حولنا تستلزم وجود مجلس قوي صاحب قرار لكي يخرج البلد من سباتها العميق ويردها الى مصاف الدول المتقدمة، فرد عليه آخر: تريدون مجلسا قويا وانتم لا تملكون حكومة قوية صاحبة قرار ثم عادت الاسطوانة المشروخة التي نكررها في كل لقاء عن تردي اوضاع البلد وتعطل مشاريع التنمية واسباب فشل خطة الانماء!لا اريد ان اخالف قناعات معظم المواطنين في ان البلد متعثر وان الفساد مستشر في البلد، ولكني اريد فقط ان ابين بأن مجلس الامة لا يتحمل المسؤولية لوحده وان هنالك انجازات كثيرة قد تحققت من المجلس ومن الحكومة الحالية، فكثير من المشاريع الاساسية - كما يقولون - قد ركبت السكة وبدأت بالتحرك ولله الحمد، ومنها مشروع جامعة الشدادية وهيئة التطبيقي وجامعة جابر، ومنها مستشفى جابر وطريق الجهراء وجسر جابر والكثير من الطرق السريعة، ومنها مشروع المطار الجديد وطريق السكك الحديد ومحطات توليد الكهرباء وغيرها الكثير.اما على مستوى مجلس الامة، فإن المجلس الحالي قد استغل عدم قدرته على الصراخ وفتح العين الحمراء امام الحكومة فتوجه ناحية التشريع وانجز عشرات القوانين الاساسية التي نحن في امس الحاجة اليها، حتى وان كان بعض القوانين ينقصه الدراسة المتأنية وجاء على استعجال! وقد نشرت الامانة العامة للمجلس كتيبا يشرح انجازات المجلس لدور الانعقاد الثاني ويسطر فيه عشرات القوانين منها قانون الشركات وقانون المشروعات الصغيرة وقانون (BOT) المهم وقانون التأمين ضد البطالة وقانون يلزم البلدية بتوفير اراض تكفي لبناء 50 الف وحدة سكنية، وفرض على مؤسسة الرعاية السكنية تسليم اراض الى شركات القطاع الخاص لتنفيذ وحدات سكنية عليها وبيعها للمواطنين وفعلا قد شاهدنا كيف وفرت الحكومة مساحات كبيرة للاراضي السكنية.كما نفذ المجلس قانون تطوير اسطول الخطوط الكويتية وانشاء هيئة تنظيم الاتصالات وقانون المعاملات الالكترونية، وقانونا بإنشاء اللجنة الوطنية للمحافظة على حقوق المستهلك، كما تم حل مشاكل الاندية الرياضية.وفي الطريق عشرات القوانين التي سيتم انجازها باذن الله في القريب العاجل.كما تم المباشرة بعمل هيئة مكافحة الفساد والتي يعلق المواطنون عليها آمالا كبيرة لملاحقة الفساد في الكويت.ان ما اريد الوصول اليه هو ان صراخنا الكثير في ضرورة مواجهة الفساد وتفعيل القوانين وانجاز المشاريع قد ادى الى هذه النفضة التي شهدناها في الآونة الاخيرة وان الأمور تسير نحو الافضل باذن الله، وليس من الحكومة الاستمرار في جلد الذات الى درجة الوصول الى مرحلة اليأس من بلادنا والتسبب في المزيد من الانحراف!الواجب اليوم هو الحث على ضرورة البذل والعطاء واتقان العمل لأن الحكومة والمجلس وحدهما لن يحققا التقدم المطلوب ما لم تكن هنالك انتفاضة شعبية لإصلاح الاوضاع المعوجة واصلاح الخلل يرتبط به اصلاح حقيقي للنظام التعليمي!ابحثوا عن الكفاءات وسلموها القيادة لكي تبحر سفينة الكويت نحو بر الامان باذن الله تعالى.د. وائل الحساويwael_al_hasawi@hotmail.com
مقالات
د. وائل الحساوي / نسمات
لئن تصل متأخراً خير من أن لا تصل !
01:04 ص