قبل خمس سنوات كان كثيراً على المساهم في بنك بوبيان أن يطمح إلى بقاء البنك بعد التعثرات الضخمة في محفظته الائتمانية. حين تسلّم عادل الماجد رئاسة البنك حينها، لم يكن أكثر المتفائلين يتوقّع منه أن يخرج بعد خمس سنوات ليعلن عن طموح جديد: «التحوّل إلى واحد من أكبر ثلاثة بنوك محليّة في 2020».يبدو احتفال بنك بوبيان بمرور عشر سنوات على تأسيسه وكأنه احتفال بالخمس السمان الأخيرة التي عوّضت الخمس العجاف قبلها. يحق للمديرين الجالسين خلف الطاولة أن يزعموا أنه لولا نجاحهم في إنقاذ البنك لما كان هناك احتفال أصلاً، لكن نبرة الكلام هنا أكثر تواضعاً من أداء البنك وطموحه.بهذه المناسبة، فتح نائب رئيس مجلس الادارة الرئيس التنفيذي لبنك بوبيان عادل الماجد دفاتره حول مستقبل «بوبيان» امام الصحافة، حيث عقد حديثا مطولا بمشاركة مسؤولي الإدارة التنفيذية كان فيه الكثير من المكاشفة والأخبار الدسمة. حيث تم استعراض ابرز الانجازات التي تحققت منذ البدء في تنفيذ الاستراتيجية الخمسية (2010 – 2014) وكيف استطاع البنك من تجاوز التحديات التي واجهته ووصوله الى مركز متقدم بين البنوك المحلية، إلى جانب اهم ملامح خطة البنك الجديدة 2020.في البداية لا يخفي الماجد التغير الكبير الذي طرأ على «بوبيان» في السنوات الخمس الماضية، أي منذ استحواذ بنك الكويت الوطني على الحصة الأكبر فيه، لكنه لا يزال على طبيعته غير المكترثة كثيرا بمستوى التحدي بقدر جدوى نتائجه، وفي هذا الخصوص قال «نعم حققنا في الخطة المنتهية الكثير من التقدم للبنك لكن بنك بوبيان لا يزال بنكا صغيرا بطموح كبير».ورغم القفزة الكبيرة التي حققها«بوبيان»في بياناته المالية عن الربع الثالث من العام الحالي، وتحقيق نمو بلغ 117 في المئة قياسا بالفترة نفسها من العام الماضي، الا ان الماجد يفضل الا يحدد فترة زمنية لتوقع انتقال ارباحه إلى خانة مكونة من 3 أرقام، حيث قال «ربما لدينا ثقة كبيرة في قدرة البنك على التطور وتحقيق ارباح بنمو افضل الا اننا لا نتوقع سنة معينة ننتقل فيه بأرباح بوبيان إلى خانات أكبر».وشدد الماجد على ان «غاية مسؤولي «بوبيان» لاتقف عند حدود السوق المحلي حيث اثبتوا انهم على قدر المنافسة فيه بدليل ارقام حصص البنك السوقية المتنامية بوتيرة عالية» مبينا ان «مسؤولي البنك وضعوا في الاعتبار ان يكون ضمن اكبر خمس بنوك اسلامية في العالم من خلال تحقيق التميز في كل ما نقوم به والانفراد بالخدمات والمنتجات التي تجعله الاقرب للعملاء تلبية لمختلف احتياجاتهم».وأضاف الماجد:«نطمح ان نحتل المركز الثالث بين البنوك المحلية ضمن خطتنا الجديدة، خصوصا بعد نجاح إدارات البنك في تحقيق معظم الاهداف التي شملتها الاستراتيجية الخمسية (2010 – 2014) والتي تجاوزت في معظمها المستهدف وفي البعض الآخر وصلت الى مستويات مرضية»، منوها ان إدارة بوبيان «وضعت عند تسملها البنك في سبتمبر 2009 استراتيجتها بمشاركة واحدة من أكبر الجهات الاستشارية العالمية والتي قامت على اساس العودة الى اساسيات العمل المصرفي والتركيز على السوق المحلي من خلال اعادة رسم خارطة فروعنا وتقديم خدمات ومنتجات جديدة والتركيز على خدمة العملاء».وقال «شغلنا الشاغل طوال السنوات الخمس الاخيرة كان العمل على خلق شخصية مميزة لبوبيان وتقديمه للسوق باعتباره بنكا كويتيا شابا متميزا في خدمة العملاء وطرح المنتجات والخدمات المتطورة التي تقدم لاول مرة في محليا وفق احكام الشريعة الاسلامية السمحاء»، وأشار الى «ان الهدف الرئيس الذي وضع ان يكون «بوبيان» رقم 3 في الكويت انطلاقا من مبدأ ان الاهداف الكبرى تحتاج الى بذل جهود مضاعفة وهو ما عملت عليه الادارة التنفيذية مدعومة بثقة العملاء وتأييد مساهمينا والاهم كفاءة موظفينا ورغبتهم في تحقيق نجاح مميز».واضاف: «رغم ما تحقق خلال السنوات الاخيرة نعتبر انفسنا لا نزال في بداية المشوار لاننا نؤمن انه وطوال الفترة الماضية كنا في مرحلة اعادة البناء ووضع الاسس التي تخلق لنا شخصية مميزة في سوق عالي التنافسية وانه حان الان الانطلاق نحو آفاق اكبر لتحقيق الهدف الرئيسي بوصولنا الى المركز الثالث محليا والانطلاق لآفاق اقليمية وعالمية أكبر».إستراتيجية 2020وتطرق الماجد الى استراتيجية البنك الجديدة والتي اطلق عليها استراتيجية 2020 حيث قال: «متفائلون بأن المستقبل لا يزال يحمل الكثير للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية، سواء في الكويت أو المنطقة، نتيجة جميع المؤشرات التي تؤكد ارتفاع الطلب على الخدمات والمنتجات المالية والمصرفية الإسلامية، والتي باتت تشهد رواجا كبيرا حتى بين غير المسلمين، لأن الأمر وإن ارتبط بأحكام الشريعة فإنه أيضا ارتبط بما يقدم للعملاء من خدمات ومنتجات وحلول مصرفية تواكب التطور الحاصل حاليا في مختلف مناحي الحياة».واضاف: «انطلاقا من ذلك فان استراتيجية بنك بوبيان الجديدة تقوم على اساس التوسع في الأسواق الخارجية، بعدما نجح في تثبيت أقدامه في السوق المحلي لأنه مهما تزايدت فرص الاستثمار في الداخل، فإنها ستظل محدودة مقارنة بتطلعات البنك وطموحاته»، مؤكدا انه «لا توجد اسواق بعينها مستهدفة في الوقت الحالي ولكن بطبيعة الحال ننظر الى دول الخليج، خصوصاً السعودية والامارات وقطر بالاضافة الى تركيا ومصر».الحصص السوقيةمن جانبه استعرض نائب الرئيس التنفيذي عبد الله النجران التويجري أسرار النجاح التي تمكن من خلالها«بوبيان»من رفع حصصه السوقية في مختلف القطاعات مع توقعات باستمرار هذا النمو خلال الاعوام المقبلة، موضحا ان الحصة السوقية من التمويل بصفة عامة ارتفعت من 2.3 في المئة في 2009 الى نحو 6 في المئة حاليا بينما ارتفعت حصة تمويل الافراد من 1.2 في المئة الى أكثر من 8 في المئة، بينما يحتفظ أكثر من 12 في المئة من المواطنين الكويتيين البالغين بحسابات لدى البنك.واضاف التويجري:«كلمة السر في ما تحقق من انجازات كانت (خدمة العملاء) التي جعلتنا نضع في الاعتبار ان كل عملائنا مميزون وانهم يستحقون الافضل لان تلبية رغباتهم وطموحاتهم يجب ان تكون في مستوى اختيارهم لنا وبعبارة اخرى فان اختيارهم لنا يجب ان تقابله رعاية وعناية واهتمام خاص»، مؤكدا ان التواصل مع العملاء امر اساسي يعمل البنك على تطوير مختلف وسائله سواء من خلال اللقاء والتواصل المباشر عبر الفروع حيث تم اختيار أفضل العناصرالوطنية لتكون في خدمة عملائنا او من خلال التواصل غير المباشر من خلال قنوات التواصل الاجتماعي او مركز الاتصال والانترنت والموبايل وغيرها.ونوه التويجري الى ان اول القيم التي يرتكز اليها موظفو بوبيان في عملهم هي الاهتمام بالعملاء الى جانب القيم الاربع الاخرى وهي العمل الجماعي والنزاهة والابتكار والاهتمام بالموظفين مشيرا الى حصول البنك على جائزة«سيرفس هيرو» كافضل بنك اسلامي في خدمة العملاء على مدار 4 سنوات متتالية.خدمة المجتمعمن ناحيته، قال مدير عام مجموعة الشؤون الادارية في البنك وليد الياقوت ان المسؤولية الاجتماعية وخدمة المجتمع تمثل حجر الزاوية في تعاملات البنك مع مختلف شرائح المجتمع مساهمة منه في التنمية وبناء مجتمع قادرعلى مواجهة كل المتغيرات الإقليمية والعالمية، لذا كان للبنك السبق في إطلاق العديد من المبادرات الاجتماعية ودعم الكثير من الأنشطة والفعاليات الموجهة لمختلف الشرائح، مشيرا الى ان البنك قام برعاية والمشاركة في أكثر من 400 نشاط وفعالية شملت جميع فئات وشرائح المجتمع مع التركيزعلى الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة منذ 2010.وقال الياقوت ان اتحاد مصارف الكويت في تقريره الاخير حول الدورالاجتماعي للبنوك الكويتية أبرز دور بنك بوبيان خلال الفترة الاخيرة حيث بلغت قيمة التبرعات ومساهمات خدمة المجتمع للبنك نحو 2.6 مليون دينار تشمل المساهمات والتبرعات الخيرية والاجتماعية والانسانية وحصة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ودعم العمالة ومساهمات اخرى.واستعرض الياقوت أبرز الحملات التي نظمها البنك ومن بينها مبادرة البيئة الخضراء التي ينظمها البنك بالتعاون مع منظمة اليونيسكو وتهدف الى غرس الكثير من القيم التي تحفزعلى الحفاظ على البيئة في نفوس النشء.
اقتصاد
احتفل بمرور 10 سنوات على تأسيسه
الماجد: «بوبيان» بين أكبر 3 بنوك محلية في 2020
11:02 ص