على الرغم من كل الإجراءات الحكومية والشعبية، فمازالت مشكلة تعاطي المخدرات واحدة من اخطر المشكلات التي تواجه المجتمع الكويتي، وهي ليست محصورة في فئة معينة بل تنتشر في مختلف الطبقات الاجتماعية ولا تعرف صغيراً او كبيراً وتعدد اسبابها والعوامل التي تدفع بالشخص الى طريق المخدرات وتعاطيها والاستمرار بها او ادمانها.ولعل ما يثير الانتباه ويقرع جرس الإنذار وصول الآفة إلى فصول المدارس، عبر ما يعرف بـ«الشبو» هذه المادة المخدرة التي يسعى من خلالها طلبة المدارس إلى اكتساب المزيد من الانتباه والتركيز ولا يعرفون أنهم بها ينحدرون إلى منزلق التعاطي المدمر.والشبو او ما يعرف باسم الكريستال او الآيس من اشكال دواء الميثامفيتامين المنشط، وكبقية المنشطات يزيد الميثامفيتامين نشاط بعض الناقلات العصبية (دوباين، نورادرينالين، سيروتونين) في الدماغ،والميثامفيتامين هي مادة مركبة تأتي على اشكال عدة مثل البودرة والحبوب والكبسولات، ويتم تعاطيها عن طريق الشم واحيانا بلع المادة ذاتها بعد تهشيمها، ولمادة الشبو او الكريستال او الايس العديد من التسميات مثل (تيك يابا، ،وكراك مات)، واشتهرت باسم الشبو في شرق آسيا، وسميت بالكريستال نظرا للشبه الكبير بين بلوراتها والزجاج، والامر الخطير انه في الوقت الذي يجري فيه تصنيع بعض حبوب الميثامفيتامين بطرق شرعية من قبل شركات الادوية، هناك من يقوم بتصنيعها بطرق غير شرعية في اماكن مختلفة تفتقر لادنى متطلبات الصحة والسلامة، علما بان هذه المادة صنفت على انها من الانواع الخطيرة جدا على الجسم لانها تتسبب بأضرار مختلفة في الاوعية الدموية والدماغ غير قابلة للعلاج، والتي تؤدي للوفاة في الغالب.وتصنف هذه المادة ايضا على انها من المخدرات التخليقية المنشأ، لانها تصنع بالكامل في معامل سرية لتصنيع المخدرات، ويتم تصنيعها من بعض الادوية الصناعية او السلائف الكيميائية المراقبة مثل الامفيتامينات، وهي تدخل ضمن مواد الامفيتامينات المنشطة، وغالبا ما يكون لونها ابيض ناصعا.وتعتبر مادة الشبو او الكريستال او الآيس المخدرة، كما يطلق عليها الآخرون، من المواد المخدرة رخيصة الثمن التي اصبحت متوافرة في الدول العربية بشكل كبير وهي منتشرة بكثرة ايضا في دول شرق اسيا، واصبح الطلب كبيرا على هذه المادة المخدرة، والامر لم يعد يقتصر على بعض الجنسيات الاسيوية التي تتعاطاها في السابق.ويقدم بعض الشباب على تعاطي هذه المادة لانها تسبب لهم شعوراً فورياً بالنشوة والزهو او الارتفاع، ويمكن ان يستغرق مفعول المخدر لمدة 20 دقيقة وقد يمتد الى 12 ساعة بحسب نوع الجرعة التي يتعاطاها، وغالبا ما تتناقص وتتغير تأثيرات الميثامفيتامين مع الجرعات العالية والتعاطي المتكرر.ويشير متخصصون الى أن تأثيرات مادة الشبو تعتبر ذات خطورة صحية كبيرة لانها قابضة للأوعية الدموية وتتلف الدماغ، ويصل المتعاطي لها الى مرحلة الجنون، ويقال عنه في عالم المدمنين بانه (ملحوس) اي تفكيره وعقله قد سحب منه بفعل العقار، واصبح يتصرف بجنون.ومن اهم مكونات الشبو الخطيرة الآسيتون «مزيل صبغ الاظافر»، وميثيل البنزين «يدخل في العطورات وسائل الفرامل»، والليثيوم «عنصر كيميائي يدخل في صناعة البطاريات المنزلية»، وحمض الهيدروكلوريك «يستخدم بصناعة البلاستيك»، وسودو ايفيدرين «دواء لعلاج الاحتقان وحذر من استخدامه لانه يزيد من ضربات دقات القلب»، وهناك مواد اخرى تضاف له.أما الترامادول فهو مسكن ألم مركز له مفعول متقارب للكودابين ويسبب ادمانا ويمكن استخدامه عن طريق الحقن الوريدي والجرعات المستخدمة هي 50 - 100 ملم وتأثيره من خمس الى سبع ساعات وتأثيره كلوي بصبغة اساسية وطريقة تأثيره ليست معروفة بشكل جيد.كما ان الترامادول يستخدم كمخدر ويزيد استخدامه في حالات الامراض الكبدية الحادة ويستخدم كمسكن للالام الكبيرة اي الاعتماد الجسمي والنفسي ثم الادمان حيث تظهر اعراض الادمان على المريض بعد تعاطيه لفترة طويلة وتتمثل في الهذيان وميل للقيء والاسهال وصعوبات في التنفس إلى جانب الهلوسة وتم تصنيفه تحت فئة الادوية المخدرة في دولة الكويت ولا يسمح للصيدلي بصرفه إلا بوصفة طبية معتمدة لكن مع الاسف ان بعض الصيدليات تتغاضى عن هذه الاشتراطات وتقوم ببيعه لغير المرضى، كما انتشر تداوله والاتجار في الاصناف المستوردة منه.وكشف حديثا ان تناول جرعات من الترامادول لاطالة فترة الجماع قد يؤدي إلى احتقانات في المثانة ومن ثم الاحتباس البولي، الى جانب الالتهابات المتكررة في انسجة الاعضاء التناسلية فضلا عن الارهاق العضلي والارتخاء لفترة طويلة كما ان الترامادول لا يجدي في حالات نقص هرمونات الذكورة وامراض التسرب الوريدي.ومن الاثار الجانبية لعقار الترامادول الغثيان والدوار وآلام في المعدة وارتفاع السكر القلق والاكتئاب لفترة طويلة.وتشير دراسة علمية ان الترامادول اكبر وألعن كارثة دوائية في العالم سواء كان من ناحية الادمان او التعود حيث يصيب عقول متعاطيه ويفقدهم الذاكرة وهو اكبر واهم دواء يتم استهلاكه خصوصا في مصر ويستخدم الترامادل كثير من الرجال سعيا وراء اطالة مدة الجماع الجنسية رغم ان هذا ليس غرضه اطلاقا.وهناك نوع جديد من المخدرات، وتعطي نفس الشعور بالادمان والنشوة وهي المخدرات الرقمية، البرنامج عبارة عن مشغل لاصوات معينة، ويحتوي على مشغلات ملف موسيقي صاخب فمثلا لو شغلت ملفا خاصا بمخدر (الماريجوانا) وهو نوع من انواع المخدرات وتستمع للصوت لمدة 45 دقيقة تقريبا متواصلة وفي مكان هادئ بسماعات الرأس، وهذه الاصوات تنتج تفاعل غريب في الدماغ البشري ليحاكي تماما الحالة الحقيقية لتناول الماريجوانا (يعني السطلة ورؤية اشياء غريبة، مثل تأثيرات الماريجوانا الحقيقية بالضبط)، ويقاس هذا على بقية الملفات والاهتمامات الاخرى.واحيانا البرنامج ما يعطي التأثير من المرة الاولى، وحسب ما يثار عن هذا البرنامج فإنه ترتفع معدلات الجرعة اكثر اي بما يعني انك تسمع الملف مرتين او ثلاث حتى تحصل على التأثير المطلوب.وللاسف ان هذا البرنامج مرخص ومصرح له قانونيا في الولايات المتحدة الاميركية وبعض الدول الاوروبية ومتوافرة بالنت.جهود المكافحةوعن جهود الادارة العامة لمكافحة المخدرات بوزارة الداخلية فقد اشارت احصائية الادارة لعام 2013 والتي نشرت على موقعها الالكتروني ضمن المجموعة الاحصائية السنوية لوزارة الداخلية لعام 2013 التي يصدرها مركز البحوث والدراسات ان عدد قضايا جرائم المخدرات بلغت 2944 جريمة توزعت بين 268 اتجار بالمخدرات و201 جلب مخدرات و2283 حيازة وتعاطٍ و134 قيدت ضد مجهول ونتج عنها وفاة 88 شخصاً.وتصدر الكويتيون جرائم الحيازة بعدد 1356 وتصدرت الجاليات المقيمة الاتجار بعدد 366 وجلب المخدرات بعدد 148 والتي ادت الى وفاة 71 كويتياً و17 من الجاليات المقيمة.كما تقدمت الوزارة باقتراحات لتعديل بعض القوانين الى مجلس الامة منذ 2010 ولم تعدل حتى الان واهمها مشروع قانون بتعديل بعض احكام الرسوم بقانون رقم 48 لسنة 1987 في شأن مكافحة المؤثرات العقلية وتنظيم استعمالها والاتجار فيها وذلك باضافة مادة (يجوز للمحكمة التي اصدرت الحكم على المسجون الذي ينفذ العقوبة المحكوم عليها في احدى الجرائم المنصوص عليها في المادة السابقة ان تأمر بالافراج عنه اذا ثبت لها اقلاعه عن الادمان وذلك بناء على طلب يقدم لها من النيابة العامة وبعد خضوع المسجون لفحص طبي وبعد مضي مدة لا تقل عن 3 اشهر من تاريخ تنفيذ العقوبة المقضي بها واجتياز المسجون بنجاح للبرنامج العلاجي والتأهيل الذي تعده الادارة العامة للمؤسسات الاصلاحية.ومشروع قانون بتعديل بعض احكام القانون رقم 74 لسنة 1983 في شأن مكافحة المخدرات وتنظيم استعمالها والاتجار بها بشأن اضافة مادة (ولا يجوز الافراج عن اي من حالات الجلب والاتجار والشراء والانتاج إلا بعد مضي مدة لا تقل عن 9 أشهر من دخول المسجون ضمن البرنامج العلاجي والتأهيلي الذي تعده ادارة السجون، كما ترى الادارة العامة لمكافحة المخدرات ان فرصة التقدم بطلب الافراج لا تمنح إلا للمواطنين فقط وان يُبعد غير المواطن عن البلاد حتى بعد قبول طلب الافراج عنهم.وقدم اقتراح بقانون لتعديل الفترة الثانية من المادة 103 من القانون رقم 74 لسنة 1983 في شأن مكافحة المخدرات الى ان على المحكمة بدلا من توقيع العقوبة المنصوص عليها ان تأمر بايداع من يثبت ارتكابه لهذه الجريمة للمرة الاولى احدى المصحات المتخصصة في علاج الادمان او دور التأهيل الى ان تقدم لجنة يصدر بتشكليها قرار من وزير الصحة تقريرا عن حالته الى المحكمة لتقرر الافراج عنه او استمرار ايداعه لمدة او لمدد اخرى، ولا يجوز ان تقل مدة البقاء بالمصحة عن ستة اشهر ولا تزيد على سنتين يوضع بعدها تحت مراقبة الشرطة لمدة الايداع.ومن الجهود الأخرى ما قدمته وزارة الداخلية من اقتراح بتعديل مدة الحبس الاحترازي لتكون بدلا من 48 ساعة الى 96 ساعة وذلك حتى يتسنى للادارة العامة للمخدرات اجراء المزيد من التحقيقات مع مروجي وتجار المخدرات والمهربين الاجانب لمعرفة من وراءهم وشركاءهم.وفي دراسة عن المخدرات بالكويت، اسبابها وعلاجها للخبير الدولي في الأمم المتحدة بمجال المخدرات الدكتور عايد الحميدان اكد ان اهم اسباب البدء في تعاطي المخدرات بين الشباب هي زيادة الكفاءة الجنسية ثم الاعتقاد بالشفاء من بعض الامراض وثم تقليد سلوك الكبار ويليه ضعف هيبة القانون بين الشباب في المجتمع، ثم محاولة نسيان المشكلات الشخصية ثم حب الاستطلاع ومحاولة التعرف على حقيقة ما يشعر به المتعاطي، ثم البحث عن البهجة، ويأتي بعدها تأثير وسائل الاعلام ثم التشبه بمجموعة من المتعاطين الذين شكلوا بالنسبة للبادئ الجديد جماعة ضغط واغراء وتيسير ثم محاولة التغلب على حالة الاكتئاب والقلق وغيرها من الاضطربات النفسية واخيرا ضعف الوازع الديني.وفي دراسة اخرى للنقيب تامر منصور الهاجري الضابط في قسم التوعية عن المراهقين وواقع المخدرات اوضح ان الاحداث اكثر استخداما لحبوب «الكبتاغون» والتي تعرف باسم «الكبتي» وهي من المواد المخدرة التخليقية والتي يقدم عليها بعض الطلاب الذين يعتقدون انها تساعدهم على السهر والتحصيل العلمي ومن ثم تحقيق النجاح والتميز وهذا الاعتقاد خاطئ ويروجه العصابات من اجل مكاسب مادية ودون مبالاة بما يحدث للمراهقين من جراء تناول هذه الحبوب التي تؤدي الى الادمان والاضطرابات النفسية والوجدانية وربما الوفاة.واشار الهاجري في دراسته الى ان طريق النجاح لا يتم ادراكه بهذه الحبوب المخدرة ولكن بالمتابعة والتحصيل واستذكار الدروس.
محليات
انتشر بين الشباب وطلبة المدارس سعياً للتركيز في الدراسة... فينزلقون إلى مهاوي الإدمان
«الشبو»... ومن المنشّط ما قتل !
04:30 م