أثار دخول «جبهة النصرة» القوي والعلني على خط المعارك التي دارت في طرابلس عبر رفْع منسوب تهديداتها باستئناف عملية تصفية العسكريين اللبنانيين المخطوفين لديها، اهتماماً بالغاً في بيروت من زاويتيْن لم تحجبا البُعد الانساني لهذا التطور ولا سيما على صعيد حال القلق والرعب التي «قبضت» على ذوي الأسرى وتحديداً الجندييْن علي البزال وجورج خوري اللذين وُضعا على «لائحة الإعدام» مع تحديد الخامسة من فجر امس موعداً جديداً لتنفيذ «الحكم» بالأول الذي «نجا» لليوم الثاني على التوالي من «حبل الموت».فـ «النصرة» بربْطها «تعليق» تطبيق قرار إعدام العسكريين بدءاً من البزال (الشيعي) بإنهاء أحداث طرابلس ووقف الجيش اللبناني «الحملة ضد أهل السنّة»، قدّمت اشارة واضحة الى ارتباط المجموعات المسلّحة التي قاتلت الجيش اللبناني في طرابلس والمنية بها، علماً ان احمد سليم ميقاتي الذي انفجرت مواجهات الشمال غداة القبض عليه في الضنية (عكار) هو من أخطر القياديين المرتبطين بـ «داعش» في لبنان، وقد شارك نجله «ابو هريرة» في معارك طرابلس.كما ان «الجبهة» اعتمدت سلوكاً هو الاوّل من نوعه منذ فتْح ملف العسكريين بعد أحداث عرسال قام على دفع «الحرب النفسية» الى أعلى مستوى من خلال تطوريْن:? الاول تكرار ضرب المواعيد لإعدام البزال، وهو ما تَرافق مع اعلان «الجبهة» انها قررت ادراج اسم الجندي المخطوف جورج خوري (المسيحي) «كورقة ضغط من اجل استدراك الوضع الداخلي في لبنان»، في ما اعتُبر محاولة لحشْر الجيش وإدخال تعقيدات اضافية على عمليته شمالاً.? والثاني توزيع صور معبّرة للعسكريين المخطوفين اعلن مصدر قيادي في «النصرة» انها التُقطت لهم خلال تصويرهم رسالة فيديو كان يُنتظر بثها امس من منطقة يفترض أنها في جبال منطقة القلمون السورية الحدودية، مع مفارقة ان الجندي البزال لم يظهر في ايّ من الصور التي قالت وكالة «الأناضول» انها حصلت عليها.وبحسب القيادي في «النصرة» فان العسكريين يحذرون في الرسالة من أن حياتهم مرهونة بوقف الجيش اللبناني «الحملة ضد أهل السنّة»، موضحاً أن البزال ليس بين العسكريين الذين سجلوا الرسالة المرئية التي ستبث ومدتها بين 5 إلى 10 دقائق، رافضاً توضيح سبب عدم ظهوره بين رفاقه الأسرى.وأشار إلى أن الرسالة التي وجّهها العسكريون الذين ظهر بعضهم وهم يبكون وبثياب رثة وذقون طويلة وهم يسيرون حفاة في احد الاحراج، تتضمن مناشدة اللبنانيين «للوقوف في وجه الجيش الذي يحرّكه حزب اللات لقتل أهل السنة»، مشيراً إلى أن الأسرى دعوا «إلى الانشقاق عن هذا الجيش المجرم».وأرفقت «النصرة» تهديداتها بتبني إطلاق صاروخين من جرود بلدة عرسال سقط أحدهما في سهل بلدة اللبوة والآخر بين اللبوة والنبي عثمان، معلنة ان إطلاقهما جاء «نصرة لطرابلس الشام»، في حين لم يتأخر الناطق باسم «كتائب عبدالله عزام» سراج الدين زريقات في الدخول على هذه القضية معلناً عبر «تويتر» ان «قتل أهل السنة المتكرر من صيدا إلى طرابلس، وقبلهما في بيروت، لن يمر مروراً عابراً، بل هو أكبر محرض للانفجار السنّي المقبل».ومرّت تهديدات «النصرة» بحق البزال وخوري على ذويهما كأنها «كابوس» لن ينتهي الا بالإفراج عن ابنيهما والعسكريين الآخرين وهو ما يبقى رهناً بالمفاوضات المستمرة مع «الجبهة» و«داعش» والتي صارت متداخلة مع احداث الشمال والتوقيفات الجديدة التي قام بها الجيش سواء لأحمد ميقاتي او لعناصر في باب التبانة والمنية يمكن ان تشكل معطى جديداً في التفاوض و«موازينه».ومن الخيم التي ينصبها اهالي العسكريين قبالة السرايا الحكومية في وسط بيروت، ظهرت والدتا خوري والبزال وهما تناشدان الخاطفين إطلاق سراح جميع العسكريين، مقابل مساعدتهم في «خطف الوزراء والنواب اذا أرداوا».

الجندي «المخطوف سابقاً» اكتشف «خاطفه» على حاجز

|?بيروت - «الراي»?|في «مفارقة» نادرة، ألقت القوى الامنية اللبنانية، أول من امس، القبض على أحد المسلحين المشاركين بعملية خطف الجنود اللبنانيين في عرسال في 2 اغسطس الماضي، وهوأحمد محمد شهاب - سوري الجنسية (مواليد 1996) من مدينة القصير.مكمن المفارقة، طريقة التعرف على هوية شهاب، حيث استطاع أحد المخطوفين سابقا والمفرج عنهم لاحقا، التعرف على شهاب، الذي كان في طريقه من بيروت إلى البقاع، حاملا بطاقة هوية لبنانية مزورة، حليق الذقن، ويرتدي ملابس أنيقة.ولدى وصول شهاب إلى حاجز ضهر البيدر، تعرّف إليه أحد عناصر الحاجز، المفرج عنه مع 12 آخرين تباعاً في سياق المفاوضات مع «داعش» و«جبهة النصرة» ورسائل «حسن النية».وبحسب التقارير، فقد بادر«المخطوف السابق» خاطفه قائلاً: «نزال نزال جيت لوحدك ما حدا جابك».واشارت معلومات تم تداوُلها في بيروت، الى ان شهاب اعترف بالمشاركة في خطف الجنود اللبنانيين، وعليه، اقتيد إلى وزارة الدفاع للتحقيق.