|تحقيق ناصر الفرحان وعبدالله الدوسري|

عجيب ومحير أمر الأبراج المركبة أعلى العمائر السكنية لتقوية ارسال الهواتف النقالة، فإذ يؤكد الأطباء والقائمون على الوضع الصحي أنه لم يثبت علمياً أي ضرر لها على صحة الإنسان وأن كمية الإشعاعات المنبعثة منها لها مقياس دولي، يثبت أن الكويت من أقل الدول في التعرض لهذه الإشعاعات، نجد المواطنين في توجس ورعب دائمين من ذلك الكائن الغريب الجاثم على أسطح منازلهم، ويخيل اليهم أنه يلاحق أطفالهم بالأمراض الفتاكة كالسرطان، حتى وصل الأمر بأحدهم وهو يبث مخاوفه لـ «الراي» أن يقترح رفع الايجار من قبل مالك العقار الذي يسكنه في مقابل إنهاء التعاقد مع الشركة صاحبة هذا البرج «المريب».ومن المعروف أن العالم اليوم يعيش ثورة علمية في مجال الاتصالات وتبادل المعلومات وقدرت الأوساط الصناعية بأن مستخدمي الهاتف النقال وصل عددهم إلى أكثر من 1.6 مليار شخص على مستوى العالم في عام 2005 ولهذا السبب يتزايد عدد محطات الهواتف النقالة (الأبراج) لتغطية البث والاستقبال.ومحطات الهواتف النقالة هي أحد مصادر الأشعة غير المؤينة التي تصدر موجات كهرومغناطيسية ذات تردد عال الهدف منها تقوية الارسال والاستقبال لتقديم خدمة أفضل لمستخدمي الهاتف النقال، ورغم توافر خدمة الاتصالات بعد انتشار الهواتف المتنقلة التي سهلت الكثير من الأمور الحياتية إلا انه صاحبها إنشاء شبكة من محطات التقوية التي انتشرت بصورة كبيرة في كل المناطق، الأمر الذي ولد شعورا بالقلق لدى عامة الناس بشأن آثارها الصحية وهل هذه الأبراج مرخصة من الجهات الرسمية؟ وهل هناك رقابة عليها من هذه الجهات ومدى أضرارها الصحية؟ ومن يتحمل المآسي التي قد تنتج عن هذه الأبراج خصوصا وانه يقال بأنها تسبب السرطان وتشوه الأجنة.«الراي» أرادت أن تعرف آراء المواطنين وأهل الاختصاص حول هذه الأبراج، وإليكم هذه السطور:

في البداية يؤكد شافي القويماني أن هذه الأبراج تثير الرعب في نفوس ساكني البيوت أو المجمعات السكنية فلقلة الوعي والثقافة الصحية حول هذه الأبراج الجميع يجهل ما إذا كانت ضارة أم آمنة، ولذا فإن على وزارة الإعلام والصحة وأصحاب الشركات دوراً كبيراً في توعية المواطنين والمقيمين بآثار هذه الأبراج ومدى الضرر الذي تلحقه بالساكنين بجوار هذه الأبراج أو التأكيد على انها آمنة دون ترك الأمور هكذا للإشاعات وسماع غير المختصين الذين يفتون بأمور غير صحيحة.ومن جانبه، أكد إبراهيم محمد عبدالعزيز ان هذه الأبراج مأساة على من يسكن البيوت التي تحمل تلك الأبراج، أو بجوارها حيث إن أقل ما قيل عنها بأنها مسببة للسرطان وتشوه الأجنة وتسبب أمراضاً أخرى لم نعلم عنها، وعلى أصحاب ومُلاك البيوت أن يتقوا الله في جيرانهم لأن ذلك يدخل في إطار حسن الجوار وأن يأخذ رأيهم وموافقتهم قبل أن يسمح بوجود هذه الأبراج فوق منزله لأن الضرر سيتحمله الجميع ومن حقهم أن يرفعوا قضية على هذا المالك غير المبالي.وأيده فلاح الحجاج بذلك مستغربا ترخيص هذه الأبراج من قبل الجهات المختصة واذا تم ترخيصها فهل هناك رقابة على عمل هذه الأبراج؟ نترك الأمور لضمير الشركات، وهل تقوم الجهات المختصة بالكشف عن هذه الأبراج بعد ترخيصها من فترة لأخرى؟ ان الأمر خطير والشركات لا ترى إلا مصلحتها ومدى ما تحصل عليه من أموال ولا يهمها ان كان المواطن أصيب من هذه الأبراج أم لا.مناشداً الجهات المختصة بمتابعة ومراقبة عمل هذه الأبراج ومدى مطابقتها للمعايير العالمية في الاشعاع والترددات المنبثقة منها أو المستقبلة لها.من جانبه، تساءل مرسال الراضي لماذا لا نرى هذه الأبراج في المناطق النموذجية كالشامية وضاحية عبدالله السالم أو غيرها من المناطق؟ ونرى الأبراج بكثرة في المناطق الخارجية، ثم هل يُعقل أن توضع هذه الأبراج فوق المنازل أو المجمعات السكنية؟ بل يصل الأمر إلى وجودها داخل سور مستوصف مناشداً الجهات المختصة بأن تهتم بصحة الناس وألا ينظروا إلى الربح المادي على حساب صحة المواطن والمقيم، وعلى أصحاب المجمعات السكنية أن يتقوا الله في المؤجرين وألا يسمحوا للشركات أن تؤجر أسطح مجمعاتهم لوضع هذه «الدشات» والأبراج اللاقطة لأن ما تسببه من أمراض أكبر بكثير من الأموال التي يحصلونها.ويرى أشرف وهبة ان البرج المركب من قبل المالك والشركة يتسبب أو هو السبب الرئيسي لمرض السرطان وأمراض عدة تضر بخلايا المخ لدى الإنسان وهذا الكلام ليس كلاماً من فراغ بل وفق دراسات عدة قام بها الباحثون في شؤون الصحة وهي دراسات منشورة في المواقع الالكترونية.وأضاف أن الابراج تؤثر بالشكل المباشر على الاطفال الصغار وهم رجال المستقبل ولا نريد أن يصيبهم اي ضرر قد يؤثر على مستقبل حياتهم وهم كل آمالنا.وطالب المسؤولين في الدولة ان يضعوا أنفسهم بنفس الموقف الذي نحن فيه وهل يرضون ما يحدث لنا خاصة وأن هناك قراراً من وزارة البلدية بعدم تركيب مثل هذه الأبراج في السكن الخاص.أما علي عسكر فقال اننا لا نمانع برفع تكلفة الايجار علينا مقابل نزع صاحب البناية والشركة المتعاقد معها الابراج الهوائية من أعلى المنازل لانها تضر بصحة أبنائنا مع مرور الوقت وهذا الأمر لا يرضي الله.وقال عسكر اننا قمنا بحملة تواقيع لسكان العمارة احتجاجاً على البرج المركب ولكن دون فائدة حيث ذهبنا الى المالك وقال «اللي مو عاجبه يعزل».

«الرأي الطبي»وقد وجهنا سؤالاً الى الدكتور فواز أبوالهدى الاستشاري في مستشفى حسين مكي جمعة عن مدى الاضرار التي تنتج عن وجود الابراج اللاقطة فوق أسطح البيوت والمجمعات السكنية فأوضح انه لا ضرر ابداً من هذه الابراج ولم ينتج عنها اي مرض ولا تتسبب في مرض السرطان كما يردد بعض الناس وهذه الابراج مرخصة من قبل الصحة والبيئة والبلدية وعليها مراقبة دورية وموضوعة حسب المعايير الدولية العالمية وأطمئن القارئ بأن كل ما يقال غير صحيح ولم يثبت حتى هذه اللحظة بأن هذه الابراج مسببة لأي نوع من أنواع الأمراض الخطيرة.

«رأي وزارة الصحة»من جانبها، أكدت وزارة الصحة ممثلة بلجنة الوقاية من الاشعاع في الوزارة انها تراقب وترخص محطات الهواتف النقالة وان اللجنة ممثلة من عدة جهات بالدولة تشمل وزارة الصحة والمواصلات والطاقة والبيئة وجامعة الكويت ومعهد الكويت للأبحاث العلمية وتقوم بمنح تراخيص لهذه المحطات بعد اجراء التفتيش على المكان والموقع والمواصفات الفنية للتأكد من ان مستويات الاشعاع المنبعث في الحدود المعمول بها ضمان لسلامة المواطنين والمقيمين.وأوضحت اللجنة من خلال نشرتها السنوية وموقعها الالكتروني www.moh.gov.kw بأن الهيئة الدولية للوقاية من الاشعة غير المؤينة ان هناك مقداراً لكثافة القدرة الموجبة والتي تقاس بوحدة المايكروواط لكل سنتيمتر مربع كمقياس لمستوى الاشعاع وتعتبر الحدود المعتمدة في الكويت قليلة جداً اذا ما قورنت بالدول الأخرى ففي فرنسا تبلغ هذه الاشعة 950 وحدة أما في أميركا فتبلغ 200 وحدة، في حين تبلغ في ايطاليا 10 وحدات وكذلك في الكويت 10 وحدات فقط.فالحدود المعتمدة بالكويت أقل 45 مرة عن الحدود الموضوعة من قبل الهيئة الدولية للوقاية من الاشعة غير المؤينة.ويضيف: تقوم ادارة الوقاية من الاشعاع في وزارة الصحة بقياس مستويات الاشعة المنبعثة من الهوائيات للتأكد من انها في حدود المستويات الآمنة والمعتمدة في الكويت وقد اثبتت القياسات الدورية للأشعة المنبعثة من الهوائيات انها في الحدود الآمنة والمقبولة كما أوضحت اللجنة بأن المسافة الآمنة والمعتمدة بالكويت من الهوائيات هي 12 متراً في اتجاه الاشعة المنبعثة منها بينما هذه المسافة في دول أخرى 6 أمتار، فليس هناك اي ضرر من السكن في مبان مركب عليها هوائيات هواتف نقالة مرخصة من وزارة الصحة لأن موجه الاشعة المنبعثة من البرج يبعدها عن المبنى كما ان اسطح واسقف المباني الاسمنتية المسلحة بالحديد لها القدرة على امتصاص كمية كبيرة من الطاقة الاشعاعية المنبعثة من الهوائيات والهوائيات المركبة على جوانب المبنى تكون من النوع المصمت العاكس للأشعة غير المؤينة ضماناً لحماية السكان.كما أكدت اللجنة بأنه لا يوجد هناك ضرر من التواجد تحت برج الهاتف النقال مباشرة لأن مستوى الاشعاع تحت البرج يكون في أدناه لأن الاشعة المنبعثة من الهوائيات تكون موجهة بشكل أفقي في ثلاثة اتجاهات تغطي المنطقة حول البرج وتكون ضيقة جدا في اتجاهها العمودي كما ان ازدياد عدد المحطات ادى الى تخفيف حمل الاتصالات على كل محطة مما ساعد ايضاً في انخفاض الاشعة الصادرة منها.وكشفت لجنة الوقاية من الاشعاع في وزارة الصحة بأن هناك تأثيراً بيولوجياً للأشعة المنبعثة من الهوائيات على الانسان ولذا وضعت له الحدود الدنيا لجرعات التعرض من هذه الاشعة ولكن الدراسات لم تثبت ان تعرض الانسان للاشعة الراديوية المنبعثة من الهواتف النقالة او ابراج محطاتها تسبب اي اثار صحية ضارة.

«المجلس البلدي يمنع التركيب»أما بلدية الكويت فقد اصدرت قراراً من المجلس البلدي رقم (م/ب/ف4/37/4/2000) المتخذ بتاريخ 14 فبراير 2000 يقضي بمنع استغلال وتأجير مباني السكن الخاص والنموذجي لتركيب ابراج بث أو تقوية لشبكات الهواتف المتنقلة وتزال جميع الهوائيات المثبتة على المنازل وكذلك تمنع شركات الهواتف المتنقلة من تركيب ابراج بث او تقوية لشبكات الهواتف النقالة على المرافق العامة أو اي موقع آخر الا بعد أخذ موافقة البلدية.ولكن هل هذا القرار مطبق الآن وهل هناك مخالفات على الملاك الذين يوقعون عقوداً بشكل مستمر حتى اللحظة لوضع ابراج فوق بناياتهم السكنية والخاصة وكيف يتم منع استغلال وتأجير مباني السكن الخاص والنموذجي لتركيب ابراج بث او تقوية ثم تطلب من الملاك مراجعتها بدل مخالفتهم.

المحطات القاعدية

• ما المحطات القاعدية للهواتف النقالة وما نوع الأشعة الصادرة منها وأين أماكن تركيبها؟- المحطة القاعدية للهواتف النقالة هي عبارة عن محطة للارسال والاستقبال تتكون من الهوائيات والمرسلات والمستقبلات لموجه الراديو.والاشعة المنبعثة من هوائيات المحطة هي اشعة كهرومغناطيسية تدخل في مجال الترددات الراديوية (ميكروويف) ما بين 80-2200 ميغا هيرتز وتعتبر من الاشعة غير المؤينة.وتحتاج الهواتف النقالة الى محطات قاعدية (هوائيات) بهدف تقوية الارسال والاستقبال دون انقطاع عند انتقالنا بالهاتف النقال من منطقة الى أخرى.وتركب هذه المحطات على ابراج عالية مستقلة في الأماكن العامة وعلى ابراج مثبتة اعلى أسطح المباني السكنية والاستثمارية وعلى الحوائط الخارجية لمبان سكنية او استثمارية.

الرأي القانوني للمجلس البلدي

علي عسكر وابناه