قال محافظ بنك الكويت المركزي الدكتور محمد الهاشل إن السياسة الحصيفة والاحتياطات المكونة في الكويت على مدار السنوات الماضية ستخفف من تداعيات تراجع اسعار النفط السلبية، وان «المركزي» سيتابع الاشراف والرقابة على البنوك لتحصينها ضد أي أزمات والتحوط من اي اضطرابات قد تنشأ على المصارف، معربا عن أمله في القائمين على رسم السياسة المالية القيام بدروهم في هذا الشان.وقال الهاشل في مؤتمر صحافي على هامش افتتاح أعمال الاجتماع الستين للجنة محافظي مؤسسات النقد والبنوك المركزية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي انطلقت أمس في الكويت في حضور محافظي مؤسسات النقد في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن «تراجع أسعار النفط يمثل عاملا مؤثراً لدول التعاون الخليجي نظرا لاعتمادها على الموارد النفطية»، وأضاف «نتأثر ونؤثر بهذه الاسواق ويتعين ان تراعي السياسة المالية التطورات الحاصلة في سوق النفط حتى لا تتاثر بشكل كبير».وحول تأثير تراجع اسعار النفط على السياسة النقدية وما اذا كانت المستويات الحالية ستزيد الطلب على الودائع في السوق المحلي، قال الهاشل: «مررنا بمثل هذه المراحل ولن يكون هناك تأثير سريع وقوي ومباشر بهذه الطريقة، خصوصا وان البنوك المحلية قوية ومتينة ولديها فوائض كبيرة من السيولة وكفاية رأسمالية عالية قادرة على مثل هذه الصدمات»، وأضاف: «بلا شك ستتأثر البنوك مستقبلا اذا استمر هذا الانخفاض لفترة طويلة لكنها في المرحلة الحالية جيدة ولديها القدرة على امتصاص الاثار السلبية لتراجع اسعار النفط الحاصلة في الوقت الراهن».وحول مدى تأثر الكويت بتراجع أسعار النفط في الاسواق العالمية افاد المحافظ ان «وزارة المالية تستقطع ما يؤخذ من اموال لصندوق الاجيال المقبلة، وفي الميزانيّة سعر التعادل اعلى من السعر المربوط ولذا ما زلنا في المرحلة الحالية نحقق فوائض لكنها قليلة قياسا بسابق عهدها ودعمها يتطلب ان نعمل بجهد على مستوى الحكومة ككل لتعدي مثل هذه المرحلة».واستبعد الهاشل اي تأثير لايقاف السياسات النقدية غير التقليدية عالمياً على دول الخليج، وقال: «لم نتأثر ببداية هذا التيسير والدول التي تأثرت في البداية من حيث نقل رؤرس الاموال مثل الاقتصادات الناشئة في آسيا والبرازيل وتركيا هي التي ستتأثر بتغيير هذه السياسة وسحب هذه الاموال اما الكويت والخليج لن تتأثر بهذه التطورات».وقال الهاشل: «نطمح ان تحقق البنوك مزيد من الارباح التشغيلية التي تتسم بالديمومة والحيطة والحذر بلا افراط أو تفريط، ولا مبالغة باخذ مخصصات بدون حاجة حقيقية ولذلك لا بد ان تكون هناك حصافة ونظرة مستقبلية وليست نظرة (محدودة) بنهاية الربع أو العام، بل قراءة جيدة لمحتويات المحفظة الائتمانية والاستثمارية، وواثق ان البنوك ستستمر في تحقيق نتائج ايجابية».وعن العملة الموحدة، قال الهاشل إن العمل لتحقيقها «مستمر ونعمل على قدم ساق لتجهيز هذا الكيان ونحتاج إلى دراسة شاملة والاستفادة من تجارب الاخرين خصوصا منطقة اليورو واهمية التفاعل والتناغم بين السياسة المالية والنقدية تحاشيا لاي أزمات مستقبلا».وعن اجتماع المحافظين، قال إنه «ناقش ما يتعلق بلجنة الاشراف والرقابة على البنوك المحلية في الخليج وكذلك تطورات تعليمات مكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب، وربط نظام المدفوعات في ما بين دول المجلس واتفقنا على نظام والية وشكل نظام الموحد للمدفوعات في ما بين مجلس التعاون والتطورات في المجلس النقدي».وفي كلمته بافتتاح الاجتماعات، قال الهاشل انه «بات جليا حساسية المرحلة الراهنة بالنسبة لدول المجلس لما تنطوي عليه هذه المرحلة من مخاطر جمة وتحديات صعبة عالميا وإقليميا، وما يمكن أن يكون لها من آثار وتداعيات على دولنا وما يستدعيه ذلك من ضرورة التعاطي مع تلك التطورات والتصدي لتداعياتها بالحصافة اللازمة من خلال إجراءات وتدابير احترازية».وقال الهاشل إن «أداء الاقتصاد العالمي يتاثر في المرحلة الراهنة بتضافر مجموعة متنوعة من العوامل والمتغيرات، ومن أبرزها تزايد حدة التوترات والمخاطر الجيوسياسية واتساع رقعتها، لاسيما مع تسارع وتيرة الاضطرابات السياسية لتمتد من هونغ كونغ شرقا الى بعض دول غرب افريقيا غربا، ومن اوكرانيا شمالا وحتى اليمن جنوبا».
اقتصاد
افتتاح الاجتماع الستين للجنة محافظي البنوك المركزية الخليجية
الهاشل: مصدّاتنا كافية لتخفيف تداعيات انخفاض النفط
12:57 م