استمرّ «وهج» العملية النوعية التي نفذها الجيش اللبناني فجر الخميس في الضنية بشمال لبنان وأدت الى توقيف الارهابي أحمد سليم ميقاتي، حاضراً في بيروت التي امتزج فيها الارتياح للإنجاز الكبير الذي حققته المؤسسة العسكرية من ضمن سياسة «الأمن الوقائي» مع الارتياب مما تحيكه التنظيمات الارهابية للبلاد والتي شكلت خلية الضنية عيّنة منها.وفيما نُقل عن مصادر عسكرية ان احمد ميقاتي من «اكبر رؤوس الارهابيين الخطرين» وان خلية الضنية كانت مهمتها احداث خضة كبيرة وعنيفة للجيش والتخفيف عن المسلحين في جرود عرسال، بدا ان لعملية الجيش تتمة اذ تحدثت تقارير عن ارهابيين آخرين تجري عمليات تعقب لهم بهدوء وبغية توقيفهم بالطريقة «النظيفة» نفسها اي من دون اي أخطاء يمكن ان تتسبب بأذى للمدنيين او تفضي الى مقتل المطلوبين البارزين.وتوقفت دوائر مراقبة في بيروت امام ما نُسب الى مصادر امنية ربطت بين احمد سليم ميقاتي وبين نائب عكار خالد الضاهر، اذ افادت ان التحقيق الاولي مع ميقاتي بيّن انه «كان على اتصال من هاتفه الخاص بشكل مستمر بأحد النواب الشماليين، ممن عُرفوا بالتطرف والأحلام المقدسة، وكان ينسق معه عبر الواتساب ويرسل له فيديوهات عن فرار الجنود من الجيش» في اشارة ضمنية الى الضاهر الذي ذكرت وسائل اعلام اخرى اسمه صراحةً.وفي حين لفتت تقارير الى أن قيادة الجيش ستتخذ الإجراءات القانونية والقضائية المناسبة بما فيها الطلب الى مجلس النواب رفع الحصانة عن الضاهر تمهيداً لاستجوابه في القضية، لفت قول النائب احمد فتفت (من كتلة الرئيس سعد الحريري) رداً على سؤال حول «موقف المستقبل في حال طلب رفع الحصانة عن أحد نواب الشمال» ان «أمن البلد هو أهم من أي شيء آخر، وهو فوق كل اعتبار إن كان سياسياً نيابياً أو إعلامياً، ونحن سنتصرف بمسؤولية تجاه هذا الموضوع».وعاد الدور الذي تضطلع به المؤسسة العسكرية الى الضوء ولا سيما في ظل المساعي المستمرة لتوفير العتاد والأسلحة بما يتيح لها أداء مهمتها على أكمل وجه.وفي هذا السياق، تم التداول في بيروت بمعلومات عن ان طلائع الهبة السعودية بقيمة مليار دولار لتسليح المؤسسات العسكرية والأمنية ستبدأ بعد شهرين حيث من المتوقع توقيع عقود بموجب هذه الهبة تشمل شراء 6 طائرات مقاتلة من طراز «سوبر توكانو» و18 مروحية هجومية خفيفة مخصّصة لتنفيذ هجمات تُوصف بـ «Light attack» في العلم العسكري.ونُقل عن مصدر عسكري ان طائرات «سوبر توكانو» هي «طائرات حربية من الطراز الحديث مزوّدة بجهاز لايزر وقادرة على شنّ هجمات بالغة الدقة من علو شاهق (يصل إلى ارتفاع أكثر من 30 ألف قدم)، لافتاً في ما يتعلق بالمروحيات الهجومية إلى أنّ شراءها سيتم بموجب عقدَين أحدهما يضم 6 مروحيات من الطراز الحديث وآخر يضم 12 مروحية مستعملة، مع إشارته في الوقت عينه إلى أنّ العقود الموقّعة من ضمن مبلغ النصف مليار المخصصة للجيش تشمل كذلك «تعزيز وتسليح المقاتلات الموجودة حالياً لدى المؤسسة العسكرية».