يُنتظر ان تقرّ الحكومة اللبنانية رسمياً، غدا، سياسة وقف اللجوء السوري نهائياً الى البلاد على قاعدة ان «لبنان لم يعد يتحمل المزيد كما انه لم تعد هناك اي حاجة للجوء لان المناطق القريبة من الحدود اللبنانية خلت من سكانها، اما اللجوء من المناطق البعيدة فامر غير عادل لأن لبنان لا يستحق تحمل هذه الأعباء، والاوْلى ان تستقبل اللاجئين، الدول الأقرب الى مناطقهم».«حيثيات» هذا القرار الذي كان مهّد له لبنان في الايام الاخيرة، اعلنها وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي كان حمل هذا الملف الاسبوع الماضي الى الكويت، وذلك بعد اجتماع الخلية الوزارية المعنية بملف اللاجئين السوريين، اذ اكد «وقف اللجوء الى لبنان بشكل نهائي»، مشيراً الى «اننا لا نتحدث عن قفل حدود بين لبنان وسورية لان الحدود لن تقفل الا بحالة طارئة ولمدة محدودة».واضاف: «وقف اللجوء امر نهائي لان لبنان لم يعد يستطيع ان يتحمل المزيد، اما في شأن اللاجئين الموجودين الذين يبلغ عددهم نحو 1.2 مليون، فقد تقرر وبصورة دورية اعادة تقويم اوضاعهم ومعرفة مدى انطباق صفة اللاجئين عليهم، وسنطلب شطب صفة اللاجىء عن الذي يتبين انه لا تنطبق عليه صفة اللجوء».وفي ما يخص موضوع المخيمات للاجئين، اعتبر ان «المخيمات لا يمكن وضعها في التداول، لأنها موضوع مختلف عليه».وكان لبنان ابلغ المفوضية السامية لشؤون اللاجئين انه «لم يعد قادراً على استقبال المزيد من اللاجئين الذين بات عددهم يشكل نحو ثلث سكانه ويكبدون اقتصاده خسائر تجاوزت 8 مليارات دولار، فيما المجتمع الدولي يتلكأ عن الوفاء بالتزاماته تجاههم».واذ تؤكد بيروت انها لن تستقبل بعد اليوم الا الحالات الانسانية، لاحظت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان نينيت كيلي، ان «عدد اللاجئين السوريين في لبنان الى انخفاض»، موضحة ان «ما نلمسه على الارض يتناسب وهذا الاعلان من الحكومة، فأرقام الذين يقصدوننا طلباً للتسجيل انخفضت من 75 الى 90 في المئة».ويأتي حسم لبنان مقاربته لملف اللاجئين وفق المسودة التي أقرتها الخلية الوزارية والتي يفترض ان يحوّلها مجلس الوزراء، غدا، سياسة معتمدة رسمياً، استعداداً للمؤتمر الدولي للدول المانحة الذي سينعقد في ألمانيا في 27 و28 الجاري، حيث سيشارك لبنان فيه بوفد يرأسه رئيس الحكومة تمام سلام ويضم وزيري الخارجية والشؤون الاجتماعية.