بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع نظيره السوداني عمر البشير في القاهرة، امس، الموضوعات والملفات المشتركة بين البلدين خصوصا ملف سد «النهضة» الإثيوبي.وذكرت مصادر رئاسية، ان «الرئيسين عقدا جلسة مباحثات موسعة في قصر الاتحادية الرئاسي، أعقبتها مأدبة غداء أقامها الرئيس المصري على شرف البشير والوفد المرافق له، ثم عقد الاجتماع الوزاري وضم الوزراء المرافقين للرئيس السوداني ونظراءهم في مصر».ورافق الرئيس السوداني في زيارته وفد كبير يضم وزير رئاسة الجمهورية صلاح ونسي، ووزير الخارجية علي كرتي، ووزير الدولة للدفاع الفريق يحيى محمد خير، ووزير الكهرباء والموارد المائية معتز موسى، ووزير الاستثمار مصطفى عثمان إسماعيل، ووزير العمل والإصلاح الإداري إشراقة سيد محمود، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق محمد عطا المولى.وقال مصدر مصري لـ «الراي» إن «قضية سد النهضة من أهم القضايا التي ستشهدها المحادثات التي ستجرى على مدار اليومين بين الرئيسين، الى جانب عدد من الملفات الثنائية لتعزيز العلاقات بين القاهرة والخرطوم، بينها إنشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين بعد افتتاح المعبر البري أشكيت- قسطل».ولفتت إلى أنه «من المنتظر أن يلتقي الرئيسان اليوم للمرة الثانية، وسيلقيان بيانين حول الزيارة ونتائجها.في سياق آخر، ذكرت مصادر مصرية مسؤولة، ان «تصريح وزير الكهرباء السوداني معتز موسى، الخاص بتبعية منطقة حلايب وشلاتين للسودان هي مجرد تكرار لأمر غير منطقي وغير معقول، خصوصا أن جميع الوثائق الجغرافية والتاريخية تثبت تبعية المنطقة لمصر».وكان وزير الكهرباء السوداني صرح بان «الدولة السودانية تسلمت حدودها من الدولة المصرية العام 1956، وكانت تحت الإدارة المصرية البريطانية بحدودها الحالية التي كانت جزءا منها حلايب وشلاتين، ثم فجأة ولأسباب لا نعرفها تذكر إخواننا المصريون أنها جزء من أرض مصر من دون أن نعرف لماذا».في سياق متصل، اختتمت اللجنة الوطنية الثلاثية لسد «النهضة» أعمالها على مدار يومين في القاهرة، ليل أول من أمس، لاختيار المكتب الاستشاري العالمي لاستكمال دراسات السد الإثيوبي.وأعلن وزير الري المصري حسام مغازي، عن اختيار مكتب «كوربت» الإنكليزي للمحاماة، للتعاقد مع المكتب الاستشاري، والذي سيتولى استكمال الدراسات.وقال الناطق باسم الحكومة المصرية حسام القاويش، إن «أجواء مفاوضات سد النهضة إيجابية»، مشيرا إلى أنه «تم الاتفاق خلال الاجتماعات بين الدول الثلاث على تدريب خبراء إثيوبيين في مجال الكهرباء، وتدريب عدد من أساتذة الجامعات في مصر وإرسال كوادر طبية مصرية إلى إثيوبيا».وقال وزير المياه والطاقة الإثيوبي اليماهو تيجنو، إن «خطة إثيوبيا تعتمد على إنشاء عدد من السدود في 12 حوضا من أحواض الأنهار لتوليد الكهرباء وتصديرها بخلاف النيل الأزرق»، مشيرا إلى أن «سد النهضة سيسهم في مساعدة بلاده على تنفيذ مشروعات للربط الكهربائي مع دول المنطقة»، مضيفا، ان «الخطة تعتمد على الربط الكهربائي بين إثيوبيا وجيبوتي للدول العربية، إضافة إلى الربط الكهربائي مع السودان ورواندا وبروندي وكينيا وبحث دراسة الربط الكهربائي مع جنوب السودان والصومال»، مشددا على أن «إثيوبيا ملتزمة بنتائج دراسات سد النهضة التي سيقوم بتنفيذها المكتب الاستشاري العالمي الذي ستتفق عليه الدول الثلاث».وقال وزير المياه والكهرباء السوداني معتز موسى، إن «نتائج اجتماعات اللجنة الوطنية الثلاثية لـسد النهضة طيبة»، مشيرا إلى أنها «حققت الهدف المنشود في التوافق حول مجموعة من المكاتب الاستشارية التي ستستكمل الدراسات الفنية والبيئية المطلوبة لمشروع سد النهضة»، مضيفا ان الدول الثلاث «تسير بشكل جيد نحو تنفيذ خريطة الطريق التي تم الاتفاق عليها في الخرطوم».في سياق مواز، قال نائب وزير الخارجية الروسي مبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، إن «تخلي الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك عن السلطة كان «قرارا شجاعا»، لافتا إلى أن «القرار ساهم في إنقاذ مصر من كثير من الدمار والخراب».مضيفا: «لو لم يتخذ مبارك القرار، فإن مصير مصر قد يكون سيئا، والجيش أنقذ مصر من الكثير من المشكلات والدمار، ومنع الانزلاق إلى أزمة دامية قد تكون حربا أهلية، وقد كان منقسما بين الفئات الدينية والليبرالية»، موضحا أن «الإخوان كانوا يبحثون عن مصالحهم فقط، ولهذا كانت لدينا شكوك في نجاح قيادة الرئيس المخلوع محمد مرسي».