وسط طغيان الهواجس الأمنية في لبنان على كل الملفات والأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، انشغلت مختلف القوى السياسية في الساعات الأخيرة بتتبُّع نتائج اللقاء الذي عقد مساء أول من أمس، في روما وضمّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري.واكتسب هذا اللقاء أهميته في ظل ما كشفه الحريري بعد الخلوة التي عقدها مع الراعي والتي أعقبت اجتماعاً موسعاً شارك فيه المعاونون الاساسيون للحريري، من ان «البحث تركز على استحقاقيْ التمديد لمجلس النواب الحالي واولوية انتخاب رئيس للجمهورية».واذ لم يخف رئيس تيار»المستقبل» حتمية التمديد بوصفه كأساً مُرة لا بد منها لتجنُّب الفراغ المجلسي بعد الرئاسي، فان ابرز ما عبّر عنه تمثّل في التلميح للمرة الاولى الى ان «قوى( 14 آذار) هي في صدد الإقدام على مبادرة للتوصل الى توافق على انتخاب رئيس الجمهورية بين جميع القوى الداخلية».واذ علمت «الراي» ان خطوطاً مفتوحة بين بيروت وروما رافقت لقاء الراعي- الحريري حتى ساعة متقدمة من اللقاء، واستعيدت حرارتها امس، فُهم ان تفاصيل ما جرى بين الرجلين في خلوتهما لم يُسرّب عنها شيء، حتى ان الحريري و الراعي حرص كلٌّ منهم على عدم وضع معاونيهما الا في العناوين العامة للمداولات التي جرت في الخلوة، ولكن بعضاً من المواكبين عن كثب للقاء ومداولاته أكدوا ان اهمية اللقاء تكمن في ثلاث نقاط:* اولا اعادة الاعتبار بقوة الى تحديد الملف الرئاسي كأولوية لا تتقدمها اي اولوية اخرى من خلال الرجوع المستمرّ الذي يحرص عليه الحريري الى مرجعية بكركي.* ثانياً الإصرار على الحصول على تغطية مسيحية لإجراء التمديد القسري لمجلس النواب الذي وصفه الحريري بانه كأس مُرة ولكنه استعان بـ «وصْفة» سبق لرئيس مجلس النواب نبيه بري ان كشفها في ان «يقترن التمديد بفقرة تنصّ على انتخابات نيابية بعد ستة أشهر مثلاً من انتخاب رئيس جديد للجمهورية».* ثالثا وهو الأهمّ ان أعضاء مرافقين للبطريرك والحريري أكدوا في اتصالات معهم ان اللقاء والخلوة تطرقا الى أسماء المرشحين المعلنين وغير المعلنين لرئاسة الجمهورية. واذ بدا الامر بمثابة عرض عام في الاجتماع الموسع، فان الاوساط المواكبة للقاء لفتت الى ان «الخلوة يرجح ان تكون شهدت تعمقاً في مقاربة موضوع الأسماء هذه المرة من منطلق السعي الجدي والمستمر والسريع للتوصل الى توافق سياسي عريض بين مختلف الاطراف على اسم يمكن ان يستعيد تجربة انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان العام 2008». واتخذ هذا الامر دلالة بارزة حين لمح الحريري امام المراسلين للمرة الاولى الى «امكان ان تعود قوى( 14 آذار) الى ما قامت به في عام 2008 حين تبنّت ترشيح سليمان مع انه كان قائداً للجيش وليس محسوباً عليها ولا على اي فريق آخر وحظي ترشيحه بإجماع».وتذكر الأوساط نفسها، انها «لا تملك ما يؤكد انه جرى حصْر التداول ببضعة أسماء (بعض الصحافة اللبنانية أشار الى خمسة: 2 من 14 آذار و3 توافقيين) لكنها لم تستبعد اطلاقاً السعي في هذا الاتجاه في المرحلة المقبلة وخصوصاً لجهة تركيز الجهود على طرح أسماء مرشحين توافقيين لم يعد ممكناً مقاربة إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي الا من خلالهم». وافادت ان «الاسبوع المقبل قد يكون حافلاً بتحركات واتصالات كثيفة بعد عودة الرئيس نبيه بري من جنيف في نهاية الاسبوع الحالي تمهيداً للاتفاق على موضوع التمديد لمجلس النواب بصيغة تربطه بانتخابات الرئاسة فيما سيطلع الحريري الزعماء الآخرين من حلفائه على حقيقة اتفاقه مع البطريرك والسعي الى توافق داخل (قوى 14 آذار) على مبادرة رئاسية جديدة بأسرع وقت».وكان الحريري اعلن بعد لقاء الراعي أنه «إذا لم تتم الانتخابات الرئاسية فإن (تيار المستقبل) لن يشارك في أي انتخابات نيابية»، موضحاً: «نعلم أن موضوع التمديد كأس مرّ لا بد من تجرعه حتى لا يذهب البلد الى المجهول، لأنه إذا حصلت الانتخابات النيابية سنختلف على رئاسة المجلس وعلى رئاسة الجمهورية ولدينا حكومة ستكون حكومة تصريف أعمال، لذلك ندخل في مكان ما الى مجهول خطر جداً على البلد».واكد انه «بالنسبة الى موضوع الأسماء لا فيتو لدينا على أي شخص، ولكن بعد الحوار الذي حصل مع البطريرك وبعد التمديد، يجب علينا كقوى 14 آذار أن نبحث عن أسماء يمكن أن يتم التوافق عليها، تماماً كما حصل في العام 2007 حين خرجنا كقوى 14 آذار وسمينا الرئيس سليمان، وربما يجب علينا أن نصل الى هذه المرحلة الآن أيضاً».
خارجيات
معلومات عن تداول أسماء مرشحين «توافقيين»
لقاء الحريري - الراعي وضع الانتخابات الرئاسية على «سكة التسوية»
06:06 م