تحت غطاء «هجوم سياسي» لقوى «14 آذار» ووزير العدل اشرف ريفي اتّهما خلاله مجموعات تدور في فلك فريق «8 آذار» باستهداف الجيش اللبناني في عاصمة الشمال طرابلس ومحاولة دفع الأمور الى «مواجهة مشبوهة» مع المؤسسة العسكرية، نجحت المساعي الحثيثة في تفكيك «صاعق» شادي المولوي - اسامة منصور وفق معادلة «الانكفاء والاختفاء» لهذين المطلوبيْن ومجموعتهما للقضاء اللبناني.وجاء إخلاء مسجد عبدالله بن مسعود وتسلُّمه من «دار الفتوى» وتفكيك «المربع الامني» الذي كان استحدثه المولوي ومنصور في محيطه ونزْع كاميرات المراقبة والدشم ليفتح الطريق امام «تصفيح» الخطة الامنية لمدينة طرابلس التي كان بدأ تنفيذها بعيد تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام وأفضت الى إنهاء «حرب الست سنوات» (بين 2008 و 2014) بين باب التبانة (السنية) وجبل محسن (العلوية) والتي تمتدّ «فتائلها» الى زمن الحرب الاهلية، وهي الخطة التي كانت مهدّدة مع تزايُد وتيرة الاعتداءات على الجيش في عاصمة الشمال ووضع المؤسسة العسكرية بين خياريْ الحسم مع مجموعة المولوي - منصور او ترْك الامور لمعالجة «على البارد» تفضي الى سيناريو يشبه الذي اعتُمد في توفير «ممر آمن» لفرار القيادييْن العلويين من جبل محسن (علي ورفعت عيد) وتالياً تجنيب طرابلس مواجهة قد تترك تداعيات امنية كبرى في أكثر من منطقة.وما جعل انكفاء المولوي ومنصور بعد اتصالات شارك فيها عدد من المشايخ وفاعليات طرابلس في موازاة رفْع الغطاء السياسي عن اي مطلوب والمطالبة بتوقيف كل مخل بالامن، يكتسب أبعاداً بالغة الدلالات هو الوقائع الآتية:* اعتبار اوساط قوى «14 آذار» ان مخططاً بالغ الخطورة كان يجري العمل عليه من فريق «8 آذار» لجرّ الجيش الى معركة مع باب التبانة على وقع «النفخ» في الاتهامات بان طرابلس ستتحوّل «إمارة للمجموعات الإرهابية»، وسط التقارير المتزايدة في إعلام هذا الفريق عن شيء ما تحضّره المجموعات التكفيرية في الشمال من عكار الى طرابلس.* تأكيد وزير العدل أن «الحوادث التي استهدفت عناصر الجيش في الفترة الماضية تم معرفة منفذيها ومطلقي النار، ولا علاقة لأهل التبانة بهم، وهناك طرف ثالث يريد جرّ أهل التبانة لمواجهة مع الجيش»، موضحاً ان «هذه المجموعات تدور في فلك (8 مارس)، وهي تحاول دفع الأمور الى مواجهة مشبوهة مع الجيش، لكننا، والحمد لله، نجحنا في تجنيب المدينة هذه المواجهة»، قبل ان يشير القيادي في «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش «إلى وجود جهات غير بريئة تقف وراء الحملة الإعلامية على طرابلس، تهدف إلى عبرا ثانية في المدينة، هي ذاتها التي حرضت من قبل على عرسال وأرادت إدخالها في مذبحة حقيقية»، لافتاً إلى أن «شخصيات مشبوهة تابعة لـ (حزب الله) في المدينة، هي المسؤولة عن الاعتداءات الأخيرة على الجيش في طرابلس، وقد صدرت مذكرات توقيف بحقهم».ورغم إنهاء المربع الامني في محيط مسجد عبدالله بن مسعود، فان المخاوف تبقى من محاولة استغلال انتقال المولوي ومنصور الى مرحلة «الاختفاء او التخفي» داخل التبانة حتى الساعة وبلا اي مظاهر مسلحة ومع وعود بعدم التعرض للجيش، لاستدراج توترات جديدة الى طرابلس تحت عنوان توقيف هذين المطلوبين اللذين كان ادعى عليهما مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية الخميس الماضي من ضمن عشرة أشخاص فارين، وموقوف واحد، بجرم الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح والاحتماء في أحد مساجد طرابلس وتفجير عبوات استهدفت الجيش في المنطقة.علماً ان ليل اول من امس كان شهد عقب القرارات التي صدرت عن الاجتماع النيابي - الوزاري - السياسي الذي عقد في منزل النائب سمير الجسر إلقاء قنبلة يدوية على مركز للجيش يقع عند تقاطع شارع المئتين - الزاهرية، الامر الذي اعتُبر «رسالة نارية» الى محاولات معالجة ملف المولوي - منصور.وكان الاجتماع في منزل الجسر الذي حضره ايضاً وزير العدل، ابن طرابلس، خلص الى شجب وإدانة «الاعتداءات المشبوهة على العسكريين في طرابلس وعكار»، معبراً عن تضامن أهل المدينة في المقابل «مع أبنائهم في كل المؤسسات العسكرية والأمنية» وتمسّكهم «بالخطة الأمنية وتطبيقاتها التي أرست الأمن في طرابلس».وشدّد المجتمعون على وجوب استكمال الخطة الأمنية بتطبيق «خطة إنمائية موازية»، مطالبين بـ»ملاحقة المشبوهين الذين اعتدوا على حواجز الجيش وهم باتوا معروفين ولا يمتّون بصلة إلى المدينة وأهلها»، وأكدوا أنّ الخطة الأمنية كفيلة بالتعامل مع أي «مربع أمني» في أي جزء من المدينة بعيداً عن التضخيم الإعلامي والسياسي، ومشيدين بـ «الجهود التي بذلها أبناء طرابلس وبخاصة فاعليات التبانة من أجل إرساء الأمن وتجنيب المدينة الصدامات».وسبق ذلك، اجتماع لبعض المشايخ مع المولوي ومنصور انتهى الى توافق على تسليم مسجد عبدالله بن مسعود في غضون 48 ساعة وازالة كاميرات المراقبة الموجودة في محيطه وعدم وضع عناصر حراسة ليلية في المنطقة المذكورة والتي تم ذكرها على اساس انها مربع امني وعدم التعرض لعناصر الجيش اللبناني في المنطقة، ودخول الجيش الى المنطقة المذكورة بعد ان يتم الانتهاء من البنود الاولى.