كانت مؤسسة الموانئ الكويتية أمس مع موعد ساخن، بتنفيذ 200 موظف اضرابا مفتوحا أكدوا أنه لن يتوقف حتى تحقيق مطالبهم وانصافهم، في وقت دخل رجال الجمارك على الخط باتهام نقابة الموظفين لهم بأنهم «عملوا على سد مكانهم لإفشال الإضراب».ونفذ موظفو المؤسسة إضرابهم في ميناء الشويخ والشعيبة، فيما لم ينفذ في ميناء الدوحة وظل مفتوحا لاستقبال السفن المحملة بالمواد الغذائية حتى لا يتسبب الإضراب بارتفاع اسعار المواد وتزيد من معاناة المواطنين.وفي أجواء مشحونة بين نقابة العاملين في المؤسسة ورجال الجمارك اتهم رئيس النقابة علي السكوني مدير عام الجمارك خالد السيف بالتدخل في شؤون الموظفين ومحاولة افشال الاضراب والذي استمر حتي نهاية الدوام، ودون الاعلان عن موعد انتهائه.وقال السكوني لـ «الراي» ان النقابة دعت الى الاضراب بعد ان استنفدت كافة الطرق لايصال المطالب للجهات المسؤولة، مستغربا «عدم اكتراث مجلس الادارة وعدم سماع صراخ الموظفين للمطالبة بحقوقهم المهضومة» مدللا على ذلك بعدم حضور وزير المواصلات عيسى الكندري لمناقشة النقابة بالمطالب، بل لم يكترث للاضراب وما يتسبب به من اضرار بالعمل.واضاف أنه سبق لمجلس الخدمة المدنية ان اقر عدة مزايا مالية لشاغلي وظائف المحاسبة والقانون والحاسب الالي والمهندسين والاحصاء، وكذلك منح الموظفين الكويتيين العاملين بالموانئ البحرية مكافأة تشجيعية، موضحاً أن الوظائف سالفة الذكر يتمتع أصحابها المعينون على درجات الوظائف العامة بكوادر خاصة تقديرا للجهود التي يقدمونها كل في مجاله، مع عدم الجمع بين مكافأة المستوى الوظيفي والتشجيعية المنصوص عليها من ناحية وبين البدلات المقررة من نوع العمل أو طبيعتها.وأشار السكوني إلى أن اصحاب التخصصات القانونية والفنية ذوي الشهادات العلمية والأكاديمية والعاملين في المراكب البحرية قد حرمهم وسواهم مع نظرائهم بالدرجات دون النظر إلى السنوات الدراسية التي بذلوها في تحصيلهم العلمي أو طبيعة عملهم التي تتطلب ركوب المراكب البحرية بصفة مستمرة، حيث بات جميع الموظفين متساوون في المرتبات على اساس الدرجة، وليس التخصص مما تسبب في هضم حقوقهم المالية وساوى من يعمل تحت مسؤوليات جسيمة ويتحمل أعباء تخصصه كقانوني أو محاسب، والعاملين في المراكب البحرية وغيرهم، ومن يعمل بوظائف إدارية ليس بها أي مسؤولية.وفي ذات السياق حذر السكوني مدير عام الادارة العامة للجمارك خالد السيف من التدخل في شؤون الموظفين ومحاولة افشال الاضراب وايهام المسؤولين انه قادر على تسيير العمل في الموانئ قائلا له «التزموا عملكم الجمركي ولا تتدخلوا في شؤون الموظفين» ومهددا اذا استمر هذا التدخل «سأشكوا لاتحاد العمال الدولي».من جانبه قال مدير عام الادارة العامة للجمارك خالد السيف لـ «الراي» انه حضر منذ الصباح الباكر لميناء الشويخ لمعايدة رجال الجمارك واعطاء التوجيهات للتعامل مع الاضراب، من دون التدخل في عمل موظفي المواني داعيا السكوني الى تحري الدقة ووضع مصلحة الكويت واهلها فوق كل اعتبار.من جهتها قالت مؤسسة الموانئ الكويتية ان العمل في موانئ البلاد البحرية الثلاثة التابعة لها يسير بصورة طبيعية دون تعطيل أو تأخير. واضافت المؤسسة في بيان ان موانئ الشويخ والشعيبة والدوحة تعمل وفق جداول وبرامج العمل المعتادة لجهة دخول وخروج السفن منها واليها او لجهة تفريغها وتعبئتها.وأعربت المؤسسة عن بالغ الشكر لكل من وزارة الداخلية والادارة العامة للجمارك والعاملين فيهما على تعاونهم، وعلى الجهود المبذولة لسير العمل وانسيابه داخل الموانئ. واشارت الى ان من حق الموظفين التعبير عن ارائهم وتطلعاتهم بالوسائل القانونية المتعارف عليها «الا اننا نؤكد ضرورة وضع مصلحة البلاد وسير العمل فوق كافة الاعتبارات والعمل على تجاوز السلبيات والشوائب التي من شأنها اعاقة العمل والتأثير على سمعة البلاد خصوصا في المرافق الحيوية التي تمثل صلة وصل بين الكويت وشتى دول العالم».واضافت ان ادارة المؤسسة وجميع العاملين فيها لن يدخروا جهدا في تقديم خبراتهم وطاقاتهم لتحقيق رؤية سمو الامير الشيخ صباح الاحمد بتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري عالمي تكون فيها الموانئ الكويتية صلة الوصل بين الشرق والغرب وعاملا حيويا في عملية التحول هذه. واكدت ان اي دعوة للاضراب عن العمل لن تثني ادارة المؤسسة ولا العاملين فيها عن مواصلة جهودهم المخلصه لتحقيق هذه الرؤية مضيفة ان «ديننا الاسلامي السمح وشريعتنا الغراء انما تعلي من قيمة العمل وتحض على ان يقوم كل منا بعمله بكل اخلاص وتفان».