أبدى مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى تشككهم، اول من امس، في أن يفي المؤتمر الدولي للمانحين الذي سيعقد في القاهرة اليوم بطلب الفلسطينيين بالكامل بالحصول على 4 مليارات دولار من تعهدات المساعدات لاعادة بناء قطاع غزة بعد تدميره خلال حرب استمرت 50 يوما بين اسرائيل وحركة «حماس».وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين (وكالات): «من الانصاف أن نقول ان هناك تساؤلات جادة يثيرها المانحون»، مشيرا الى مخاوف من «العودة الى هنا وفعل الشيء نفسه من جديد خلال عام أو عامين مالم يتم انهاء هذه الدائرة».وتوقع أن يسفر المؤتمر عن «مساهمات كبيرة»لاعادة البناء مع توفير دول الخليج معظمها وتقديم واشنطن والاوروبيين مساهمات «ذات مغزى وملائمة» أيضا.لكنه قال: «لا أعرف ما اذا كان أحد يعتقد أننا سنصل الى 4 مليارات دولار أو ما اذا كنا نحتاج لمثل هذا النوع من التعهدات الان».وقدر رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله اجمالي تكلفة اعادة البناء بنحو 4 مليارات دولار على مدى 3 سنوات في غزة حيث دمر ما يقدر بـ 18 ألف منزل كما لحقت أضرار جسيمة بالبنية الاساسية خلال الحرب التي استمرت 7 أسابيع.وقال مسؤول أميركي انه «رغم عدم مشاركة اسرائيل في مؤتمر القاهرة، فاننا نطلب من الاسرائيليين مواصلة القيام بما يفعلونه في ما يتعلق بتسهيل المساعدات الانسانية لقطاع غزة».وتابع ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ينوي لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في القاهرة وسيسعى الى اثنائه عن التحركات الديبلوماسية «المزعزعة جدا للاستقرار».وقال ديبلوماسي اميركي اخر في وزارة الخارجية: «لنا مصلحة في وقف مسلسل الحروب واعادة الاعمار التي نشهدها منذ 6 سنوات» في اشارة الى النزاع الثالث خلال 6 سنوات في غزة.وتابع: «ستسمعون كيري في خطاب سيلقيه في القاهرة وهو يجدد التأكيد على التزام الولايات المتحدة مساعدة الاطراف على التوصل الى اتفاق من اجل حل الدولتين» فلسطينية واسرائيلية.واوضح ان الوزير «سيعرب عن رغبتنا في استئناف المفاوضات والمساهمة في تسهيل نجاحها». واشار الى ان كيري «سيتحدث عن ضرورة تسوية المسائل المتعلقة بالنزاع من اجل التوصل فعلا الى حل دائم لمشكلة غزة».الى ذلك، ذكرت مصادر ديبلوماسية مصرية، إن المؤتمر «هدفه تعزيز أسس وقف إطلاق النار وتحسين آفاق الحل السياسي للصراع عن طريق تعزيز قدرة الحكومة الفلسطينية في تحمل مسؤوليتها في شأن إعادة تأهيل قطاع غزة وتعزيز آلية الأمم المتحدة القائمة لاستيراد وتصدير البضائع من وإلى قطاع غزة، وتوفير الدعم المالي الخاص بإعادة إعمار القطاع».وأفادت لـ «الراي» بأن «عباس سيلقي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ثم يتولى وزير الخارجية المصري سامح شكري، إدارة المؤتمر، حيث سيعطي في الجلسة الأولى الكلمة لنظيره النرويجي بورغ برندة، الذي تتولى بلاده الرئاسة المشتركة للمؤتمر مع مصر».من ناحيتها، طالبت الجامعة العربية بضمانات لعدم تكرار «العدوان» الإسرائيلي على قطاع غزة خاصة بعد إطلاق عملية إعادة الإعمار.وأكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية محمد صبيح، امس، أهمية هذا المؤتمر «الذي يأتي استكمالا للجهد المصري الكبير الذي بذل لوقف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي خلف دمارا هائلا في القطاع الذي يكتظ بالسكان وأدى إلى تدمير البنية التحتية وتشريد وقتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع».ميدانيا، شيع عشرات الفلسطينيين، امس، جثمان الشاب عرفات سهيل طافش (32 عاما) الذي توفي متأثرا بجروح أصيب بها خلال الحرب على غزة.
خارجيات
أكدت أن كيري سيدعو في القاهرة إلى استئناف عملية السلام
واشنطن: مؤتمر إعمار غزة قد لا يفي بمبلغ 4 مليارات دولار المطلوب
عائلة فلسطينية تجلس على شرفة منزلها الذي دمره القصف الإسرائيلي في غزة (ا ف ب)
04:35 م