كونا - زار وفد أكاديمي كويتي من قسم التاريخ في كلية الآداب في جامعة الكويت اسبانيا للاطلاع عن كثب على الحضارات التي مرت هناك، وخصوصا في الاندلس، فضلا عن رصد جوانب النهضة الأوروبية.وقال رئيس الوفد رئيس قسم التاريخ في كلية الآداب في جامعة الكويت الدكتور عبدالهادي العجمي، خلال حفل عشاء في مقر السفارة الكويتية في مدريد، مساء أول من أمس، إن «الزيارة تأتي ضمن إطار خطة القسم لتقديم الجانب العملي من المقررات التي يقدمها تطبيقيا والرامية الى زيارة المواقع الأثرية المهمة التي يتم تدريسها».وأضاف العجمي، «تم اختيار أسبانيا لتغطيتها ثلاث حقب زمنية هي العصور الرومانية والقوطية، وكذلك قرطاجة، الى جانب العصر الاسلامي الذي يكتسب أهمية كبيرة في قسم التاريخ الذي يخصص مقررا كاملا عن تاريخ الأندلس والمسلمين فيها، والدويلات التي قامت هناك، فضلا عن الاهتمام بجوانب النهضة الأوروبية وأساسها والكشوف الجغرافية التي انطلقت من اسبانيا».وأوضح أن «الوفد المكون من 45 شخصا بينهم 12 أستاذا جامعيا وطلبة دراسات عليا استهل زيارته بمدينة قرطبة التي مكث فيها ثلاثة أيام لزيارة أهم معالمها، وكذلك مدينة الزهراء تلتها زيارة لموقع مدينة قرمونة الذي ذكره الجغرافيون المسلمون، وذلك قبل زيارة إشبيلية ذات الأهمية الخاصة والمكانة الرفيعة في التاريخ الاسلامي والانساني».ولفت الى أن «الوفد زار أيضا مدينة غرناطة الاندلسية التي وصفها بجوهرة التاج، قبل التوجه الى العاصمة مدريد حيث قام بزيارة الاسكوريال لفهم التجربة الانسانية التي تمثل عصر النهضة الاسبانية، قبل أن تتم زيارة مدينة طليطلة التي تشكل إحدى أقدم صور فقدان المسلمين للاندلس، وكانت أول المناطق التي سقطت هناك».وبين الدكتور العجمي، أن «قسم التاريخ يهدف من خلال هذا النوع من الرحلات الى الترويج لفكرة الزيارات العلمية والسياحة المعرفية، ومن المقرر أن تختتم الرحلة اليوم».واشار الى اطلاق «هاشتاغ»، «رحلة-قسم-تاريخ-لإسبانيا»، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، مرفقا بمجموعة وافية من الصور والبيانات في كل المواقع التي تمت زيارتها واطلع عليه أكثر من 200 ألف شخص خلال الأيام الماضية، ما يشكل خطوة تعليمية كبيرة لآلاف المتلقين.وافاد بأن «الزيارة كانت تجربة غنية في رؤية المواقع ومراقبة التغييرات التي طرأت عليها، والاطلاع على التجربة البشرية ككل هناك»، معربا عن الشكر للجهات الداعمة لخطة قسم التاريخ بهذا الصدد، لاسيما سفارة الكويت في مدريد، وعلى رأسها السفير الدكتور سليمان الحربي، في تسهيل الاجراءات وكذلك لمؤسسة «دروب» المختصة بالزيارات الى الأندلس.من جانبه، قال سفير الكويت لدى اسبانيا الدكتور سليمان الحربي إن «الحرص على الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين الكويت واسبانيا وتوطيد أواصر التعاون بينهما، لاسيما في الجانب الثقافي، يشكل قاعدة للتفاهم والاحترام المتبادل».وأضاف السفير الحربي، ان «الزيارة تندرج ضمن إطار ما يمكن تسميته بالديبلوماسية الثقافية التي تعد جسرا بين الكويت بمراكزها العلمية المتمثلة بجامعة الكويت والجامعات الكويتية وبين اسبانيا بمراكزها العلمية وجامعاتها المتعددة وآثارها التاريخية المهمة، ومن شأن ذلك تسليط الضوء على العلاقة الثنائية الوطيدة بين البلدين الصديقين».ولفت الى الحرص على «تعزيز الجانب الثقافي للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى المستوى الذي يطمح إليه البلدان، لاسيما أنه يقع ضمن إطار القطاعات الأربعة التي دأبت السفارة الكويتية على التركيز عليها لتطوير العلاقات الثنائية، وتشمل الى جانب القطاع الثقافي والتعليمي قطاع الاقتصاد والاستثمار والتجار والقطاع السياحي والقطاع العلاجي في اسبانيا».