خلف فرح ومرح أطفال مدينة سعد العبدالله في ساحة الالعاب الموقتة، اختبأ خطر التلوث الذي خلفه سكراب أمغرة، متربصا بمن يلهو ويلعب دون الانتباه إليه، رغم لافتة ثبتتها الهيئة العامة للبيئة للتحذير من خطر الاقتراب من المنطقة قبل تأهيلها.مدينة الالعاب الموقتة أقيمت على مساحة شاسعة من موقع منطقة سكراب أمغرة، كانت مصدرا للتلوث والنفايات الخطرة، ولم تخضع للتقييم البيئي أو لاعادة التأهيل مما فتح الباب أمام تعرض أطفال المنطقة لخطر الاصابة بسبب مخلفات السكراب أو استنشاق روائح الزيوت التي قد تهيج ما لدى بعضهم من امراض صدرية.موقع السكراب القديم الذي أزيل أخيراً لم يخضع لاعادة التأهيل، فأضحى ملاهي تستقبل الاطفال ولم تقم الجهات المختصة بفحص التربة وإعادة تأهيلها واحتضن مئات الاطفال خلال إجازة العيد، وما زال، مما شكل صدمة كبيرة للمختصين في شؤون البيئة لما يحويه الموقع من أنواع كثيرة من الملوثات الخاصة بنشاط السيارات والكراجات كالزيوت والمعادن الثقيلة.وعمليا، وبحسب المراجع العلمية، تقوم الجهات المختصة بفحص التربة وتقيم نوع الملوثات وأنواع النفايات ومدى خطورتها وبعد ذلك يتم تأهيل الموقع ليكون ملائما لاستخدام الانسان، وجميع هذه الخطوات لم تحصل في موقع الالعاب في ساحة سكراب أمغرة بل نصبت «الديارف» لاستقبال الاطفال.وفي هذا الصدد، تقول أمينة سر جمعية حماية البيئة وجدان العقاب لـ«الراي»: «بعد سنوات من المطالبة تم بحمد الله ازالة السكراب بجهود اللجنة الفنية المختصة، وبالطبع بعد الازالة كانت مرحلة التنظيف وازالة الانقاض التي كانت واقعة على عاتق البلدية التي نرى انها كانت بطيئة نوعا ما في اداء تلك المهمة»، مشيرة إلى أن «استخدام الأرض قبل تقييم الوضع البيئي من قبل الهيئة العامة للبيئة وتحديد نوع النشاط أمر غير مقبول، لا سيما أن الجمعية كان لها اقتراحات متكررة بخصوص إزالة الأنقاض بطريقة الفرز بالمصدر، ليكون هناك تقرير واضح من قبل السلطات والجهات المعنية يتيح الاستخدام الآمن لتلك المنطقة».وقالت العقاب: «كان على الجهة المسؤولة عن الموقع حراسته ومنع الناس من دخوله حتى لا نفاجأ بوجود استراحة ترفيهية للاطفال في الموقع مع ما يمثله ذلك من تهديد لصحتهم وسلامتهم»، متسائلة: هل لدى صاحب تلك الملاهي رخصة لاقامة الاستراحة؟ وإذا كانت لديه رخصة فمن وافق على اعطائه اياها؟».وأشارت إلى أن «الجمعية عقدت ندوة توعوية داخل المنطقة في ثانوية المهيني المقابلة للسكراب بعد ازالته بحضور الاطفاء ووزارة الداخلية للمشاركة في البرنامج التوعوي وطالبت بالابتعاد عن الموقع لحين الانتهاء من رفع الانقاض وتقييمه بيئيا وإعادة تأهيله وشرحت مختلف أنواع المخاطر فيه بما يشمل الملوثات والانقاض، وحفر الصيانة التي لا تزال مفتوحة، والزيوت القابلة للاحتراق».وأبدت العقاب استغرابها «وجود موقع الالعاب مع ما يحمله ذلك من مخاطر تهدد فلذات الاكباد الذين يلعبون في دائرة الخطر»، مطالبة بـ«إيقاف هذه الممارسات واتخاذ الجهة المسؤولة عن الموقع التدابير الضرورية لحماية المواطنين».وأكدت أن «الجمعية الكويتية لحماية البيئة وضعت لافتة كبيرة لتهنئة الاهالي بإزالة السكراب وتحذيرهم من الاقتراب من الموقع حفاظا على سلامتهم لكنها اختفت من المنطقة بعد مرور شهرين ولا نعلم الجهة التي أزالتها»، لافتة إلى أن «المواطنين اعتقدوا أن إزالة اللافتة تعني زوال الخطر».
محليات
يلعبون في مدينة ألعاب أقيمت على أنقاض «السكراب» رغم تحذيرات «البيئة»
أطفال «سعد العبدالله»... في أحضان النفايات الخطرة
09:47 ص