اللغة هي التي تنسق العلاقات بين الكلمات حين ننظمها بجمل مفيدة، وهي المنظمة الرمزية التي ترمز إلى نشاط المجتمع، وتترجم تجاربه وخبراته وتاريخه بصفة عامة، وهي أداة ترسم الشعور لنا وتعرضه على أذهاننا، وهي من توفر لنا المفردات التي تجلو شخصية الأشياء، كما أن اللغة هي من تمكن الفرد للدخول في علاقات وتفاعلات اجتماعية مختلفة.كشفت دراسة قام بها باحثون في جامعة فلوريدا الأميركية أن الإشاعات والنميمة الاجتماعية قد لا يؤذيان طلبة المدارس المراهقين جسدياً، إلا أنهما يؤديان إلى نتائج ضارة على صحتهم النفسية، وقد تمتد معهم لفترة طويلة من حياتهم ومن المحتمل أن تصل إلى مرحلة الشباب.لقد تفشت في المجتمع آفة الكلام بما يضر ولا يفيد، والكل يتكلم ويدلي بدلوه، وبعضهم تصدر منصّبا نفسه ناطقا ومتحدثا رسميا ينوب عن غيره ومجتمعه!! والكلام بما لا ينفع ويضر يوقعنا في المشكلات والأزمات والمواقف المحرجة وإن تفاقمت هذه الآفة فقد تصيب المجتمعات بالخلافات والعداوات.إن علم الكلام من العلوم الراقية المهمة في حياة الإنسان، فنحن بهذا العلم نستطيع التواصل مع غيرنا، وبه نتمكن من إثبات العقائد الإسلامية بإيراد الحجج ودفع الشبه عنها، فهي احدى الوسائل التي بها نستطيع الدفاع عن مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا.إن الكلام ترجمان يعبر عن مستودعات الضمائر ويخبر بمكنونات السرائر، فعلى العاقل أن يحترز من زلل لسانه بضبطه وانتقائه لمفردات هو مسؤول عنها، كما يحرص على الإقلال منها ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وقد قال بعض الفصحاء «اعقل لسانك إلا عن حق توضحه، أو باطل تدحضه، أو حكمة تنشرها، أو نعمة تشكرها».ان الكلام من أهم وسائل الاتصال ما بين الأشخاص، وفيه من الآداب ما لا تعد ولا تحصى، فلنحرص أن يكون كلامنا لداعٍ في اجتلاب نفع أو دفع ضرر، وأن يكون في موضعه فلا نغرد خارج السرب، الناس في وادٍ ونحن في واد آخر، ثم أن نقتصر من الكلام على قدر الحاجة حتى لا يصبح مملاً ثقيلاً على من يسمعه، قال حكيم: «من كثر كلامه كثرت آثامه».وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «من كثر كلامه كثر سقطه».كما علينا أن نتوخى الحذر كل الحذر في اختيار الألفاظ والكلمات التي نريد أن نتكلم بها، لأن اللسان عنوان الإنسان يترجم عن مجهوله وهويته بتقويم لسانه واختيار ألفاظه.alwohaib
مقالات
منى الوهيب / رأي قلمي
تكلم ولكن ...!
01:48 ص