منذ كتبت (ودعوه فهي آخر أيامه) والأسئلة تحيطني: ما كل التشاؤم الذي أصابك.شرفني الدكتور القدير طارق الغزالي حرب بالتعليق في المصري اليوم على مقالي الحزين وشرفتني الأستاذة أحلام كرم في إيلاف بالتعليق عليه أيضا...الاختلاف بينهما كان واضحا لكن رؤيتهما المتفائلة واحدة.الدكتور طارق يرى ان المستقبل ما زال أمامنا فهناك عديد من النقاط يمكننا العمل عليها لإنقاذ حالة الرجعية التي أنهكت الأوطان. هناك بصيص ضوء في المفكرين والمثقفين، في خطاب الرئيس السيسي عن تجديد الخطاب الديني حسب قوله «وأعجبنى أنه في احتفال ليلة القدر أدار وجهه ناحية شيخ الأزهر ووزير الأوقاف المشغولين بمسابقات حفظ القرآن الكريم وقال لهما «ماهو اللي بيقتلونا برضه من حفظة القرآن» رؤية الدكتور حرب تعتمد على «ان مواجهة الفكر الديني المتخلف الجامد لن يكون إلا بكشف التدليس والتزييف الذي تقوم به الغالبية العظمى من تجار الدين الذين يصفون أنفسهم بالعلماء حتى يقطعوا الطريق على أي مسلم عاقل باحث مُتدبر يكشف لعبتهم الخبيثة فى تفسير وتوظيف آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية بما يخدم ما في عقولهم الرجعية المتخلفة من أفكار مريضة يسيطرون بها على عقول العامة من الناس...».أما الأستاذة أحلام فرفضت قولي: ان أرض الله واسعة ودعوتي للأقليات الدينية والفكرية للهجرة فكتبت:«أرض الله الواسعة لن تستقبلنا لخشيتها من بقايا هذه الأفكار المسممة لعقولنا»اقرأوا معي ما قالته أحلام حين وجدتني أبكي خوفا على ضياع الوطن وأمجاده.«أنا أفضل أن يجهل أبنائي كل الأمجاد إن كانت هناك أمجاد... على أن أضمن لهم الأمان الاقتصادي والحرية. أفضل ألا يعرف أبنائي من تاريخي... إلا أنه جامع لا مفرّق... أن يعيش ابني وابنتي في كنف دولة تحمي لهم مواطنتهما وتحترم حقوقهما...»وترد على قولي (بعد سنوات قليلة إن لم تحصل معجزة فستتغير الخارطة العربية كلياً. ستختفي حدود وتظهر بدائل جديدة. هذه المرة يرفض الاستعمار منحنا أوطانا لها حدود ندافع عنها ونذود) فتكتب:«انتهت خرافة الوطن المقدس... المقدّس الوحيد برأيي هو الإنسان... وأيضا دعيني أفسر بأن فكرة الحدود هي فكرة مصطنعة... قامت بها الحكومات وهي تعتقد أنها بذلك تحمي مواطنها من الغزو... إلى أن استفاقت الولايات الأميركيه أولا ثم الأوروبية بعد الحربين العالميتين... إلى أن حماية المواطن وحماية استمرارية وجودها لا تتحقق إلا بالتأمين الغذائي... والتنمية الاقتصادية التي تعتمد بشكل كبير على فكرة التبادل الاقتصادي وحرية التنقل... أوروبا أعطت الحق لمواطنيها بالانتقال من دولة لأخرى لتحسين مستوى المعيشة وتحسين وضعهم الاقتصادي... حماية لأمن كل دولة في الاتحاد... الولايات المتحدة الأميركية حافظت على أمن ولاياتها حين أعطت الحق لولاية أيوا الفقيرة في ثروة ولاية تكساس النفطية».سأعتقد أن هناك بصيص أمل في اكتشاف أعداد كبيرة من الناس للتلاعب بالدين وأن ما حدث هو نزوات لتجار بحثوا عن الملايين من وراء فبركة التأويل، لكن هؤلاء الناس كم سيلزمهم لتغيير قناعاتهم التي تشربوها من التجار ذاتهم؟ برأيي سيلزمنا على الأقل ثلاثون عاما لإنتاج جيل بعيد عن التطرف بشرط واحد هو تغيير فوري لنظام التعليم.وسأتفاءل وأصرف النظر عن الهجرة.لكن وحتى نستفيق من وهم الوطن مثلما استفاقت أوروبا وأميركا ونبني التحالفات المرجوة. ماذا تختار إن قرر الوطن الحالي ذبحك؟ ولو نفسياً؟ماذا تختار؟كاتبة وإعلامية سعوديةnadinealbdear@gmail.com
مقالات
الشكل الجديد للوطن
11:23 ص