رويترز - بساط أخضر وحدائق مترامية ورجال أمن في كل بقعة، هو أول ما يلفت النظر عندما تطأ قدمك موقع مصفاة (ميدور) أكبر معمل لتكرير النفط في مصر والأكثر تطوراً بين مصافي البلاد.في جولة لـ «رويترز» داخل وحدات الشركة المقامة على خمسة مستويات متدرجة استغلالا للطبيعة الطبوغرافية للمكان، قال رئيس مجلس إدارة الشركة محمد عبدالعزيز مبتسما، وكأنه يقرأ ما يدور في عقل الزائر «عندما تدخل ميدور تشعر بأنك في أوروبا».تغطي المصفاة الواقعة على مساحة 500 فدان في غرب مدينة الاسكندرية الساحلية نحو 25 في المئة من الاستهلاك المحلي من المواد البترولية.وتعمل «ميدور» على عدد من التوسعات لزيادة الإنتاج لتغطية احتياجات البلاد التي تعاني من نقص الوقود بجانب العودة للتكرير من جديد لحساب الغير بعد توقف هذا النشاط عقب انتفاضة يناير.وتدرس المصفاة حاليا مع ثلاث شركات عالمية عقودا للتكرير لحسابها.تحدث عبد العزيز عن نشاط المصفاة قائلا «إنتاج ميدور الحالي يبلغ 140 ألف طن بوتاجاز سنويا ومليون طن بنزين و97 ألف طن جيت (وقود طائرات) سنويا و2.1 مليون طن سنويا ديزل (سولار) و400 ألف طن فحم و55 ألف طن كبريت سنويا».وأضاف «بعد التوسعات نسعى لزيادة الانتاج الى 240 ألف طن بوتاجاز و1.3 مليون طن بنزين و197 ألف طن من الجيت (وقود الطائرات) ونحو أربعة ملايين طن من السولار».وتبلغ الطاقة التكريرية الشركة يوميا 100 ألف برميل وتسعى بعد التوسعات للوصول الى 160 ألف برميل.وتبلغ التكلفة الاستثمارية للتوسعات نحو 1.2 مليار دولار تمول بنحو 40 في المئة ذاتيا و60 في المئة من خلال البنوك ومن المفترض بدء الانتاج من التوسعات في الربع الاخير من 2017.وتمتلك الهيئة المصرية العامة للبترول نحو 98 في المئة من «ميدور» بشكل مباشر وغير مباشر، بينما يمتلك بنك قناة السويس اثنين في المئة.وقال عبد العزيز الذي يشغل منصب رئيس مجلس ادارة الشركة منذ أواخر 2013 ان «ميدور» سترسل للبنوك هذا الاسبوع أوراق التوسعات والقيمة المطلوبة، كما انها ستحصل على الدراسة الفنية والاقتصادية خلال الاسبوع الثاني من يناير المقبل من شركة «يو.أو.بي» الاميركية.وأضاف ان شركته قبل 25 يناير 2011 كانت تكرر الخام لحساب الغير مثل شركات «شل» و«فيتول» وغيرهما، لكن من بعد الثورة لم نكرر للغير والانتاج يذهب كله للسوق المحلي».وتهدف مصر الى تحقيق نمو اقتصادي يصل الى 5.8 المئة في السنوات الثلاث المقبلة، مع الابقاء على العجز في حدود عشرة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.وقال عبد العزيز ان الهدف من التوسعات الجديدة في «ميدور» هو «زيادة الانتاج لتغطية متطلبات مصر والتكرير لحساب الغير بمنتهى الراحة. ندرس الان عقودا مع 3 شركات عالمية للتكرير لحسابها»وتابع «تعاقدنا في مايو مع السودان على تكرير مليون برميل شهريا لحسابهم بسعر 8 دولارات للبرميل، لكن العقد لم يفعل حتى الان بسبب مشاكل لديهم في الحصول على الخام».ورغم أزمة الوقود في مصر أكد عبد العزيز أن شركته لا تواجه أي مشكلات في الحصول على النفط الخام وقال انها تعمل بنحو 97 في المئة من طاقتها الانتاجية الآن.وأضاف أن «ميدور» تحصل على النفط الخام من الهيئة المصرية العامة للبترول التي تورد لها خام البصرة منذ مايو، كما تحصل على امدادات من الخام العربي الثقيل والمتوسط من «أرامكو» السعودية وتحصل على الخام الخفيف من الصحراء الغربية في مصر.وأوضح عبد العزيز أن «ميدور» تحصل على الخام السعودي عبر خط «سوميد»، وأنها تعمل مع «أرامكو» السعودية لان خام البصرة الآتي من العراق يمكن أن يتوقف في أي لحظة.من جهة أخرى قال عبد العزيز ان الشركة تعاقدت على بيع 400 ألف طن من الفحم البترولي الى شركة «لافارج» للاسمنت في مصر من مايو 2014 ولمدة عام بسعر يزيد 50 دولارا على السعر العالمي.وقالت مصر انها ستسمح لشركات الاسمنت باستخدام الفحم لتوليد الطاقة لتعويض النقص في الغاز الطبيعي. لكن الحكومة لم تحدد بعد موعدا لاستخدام الفحم أو شروط استخدامه.وتعمل ميدور في مصر منذ 14 عاما وهي الاولى في مصر وأفريقيا بين معامل تكرير البترول من حيث التعقيد التكنولوجي كما أنها المصفاة الوحيدة في مصر التي تمتلك ميناء خاصا بها. ويقع ذلك الميناء في الدخيلة بالاسكندرية.
اقتصاد
تؤمّن 25 في المئة من الاستهلاك المحلي
مصفاة «ميدور» أكبر معمل لتكرير النفط في مصر
01:46 ص