رأى نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم ان "القضاء على الفكر الخبيث لتنظيم الدولة الاسلامية يتطلب اضافة الى التحالف العسكري فكرا مستنيرا منفتحا وتقديم خدمات حقيقية للشعوب". وقال الشيخ محمد بن راشد في مقال له نشر في عدد من الصحف الاماراتية ان "تنظيم الدولة الاسلامية منظمة إرهابية بربرية وحشية لا تمثل الإسلام ولا تمثل أيضا الحد الأدنى من الإنسانية الحقيقية، مضيفا ان "التغلب على هذا التنظيم ليس بالسهولة التي يمكن أن يتوقعها الكثيرون". وعلى الرغم من انه شدد على ان "البنية العسكرية للتنظيم يمكن هزيمتها خلال الفترة القريبة المقبلة بالإمكانات المتوفرة لدى التحالف الدولي الجديد، ودولة الإمارات ستكون جزءا فاعلا في هذا التحالف"، فإنه تساءل عن كيفية التغلب على البنية الفكرية لهذا التنظيم. وقال في هذا الصدد: "لا يمكن فصل البنية العسكرية عن البنية الفكرية التي قام عليها تنظيم الدولة الاسلامية وأيضا عن الظروف والبيئة التي تساعده دوما على الظهور في مناطق مختلفة من العالم"، معتبرا انه "تجسيد لفكرة خبيثة ولا يمكن هزيمة فكرة خبيثة باستخدام التحالفات العسكرية فقط". وحذر من ان يكون فكر تنظيم الدولة الاسلامية "هو أسوأ ما سيواجهه العالم خلال السنوات العشر المقبلة، فهناك فكر جاهز ومعلب وله صبغة دينية يمكن أن تأخذه أي منظمة إرهابية وتحشد له آلاف الشباب اليائس أو الحاقد أو الغاضب وتضرب به أسس الحضارة والمدنية والإنسانية التي يقوم عليها عالمنا اليوم". وحول التوجه الذي يراه نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي لمواجهة فكر تنظيم الدولة الاسلامية والتغلب عليه وغيره من المنظمات الارهابية اضافة الى العمل العسكري والحصار المالي والإعلامي وقطع الموارد وإغلاق المنافذ وضرب مراكزه وقياداته، قال ان المواجهة تتحقق "عبر ثلاثة محاور إضافية". وتابع: ان المحور الاول هو محاربة هذا الفكر بـ"فكر مستنير منفتح يقبل الآخر ويتعايش معه من ديننا الإسلامي الحنيف الصحيح الذي يدعو للسلام ويحرم الدماء ويحفظ الأعراض ويعمر الأرض ويوجه طاقات الإنسان لعمل الخير ولمساعدة أخيه الإنسان". وبين ان الشباب الانتحاري الساعي للموت بسبب إيمانه بفكرة خبيثة "لن يوقفه إلا فكرة أقوى منها ترشده لطريق الصواب"، مشيدا بتجربة المملكة السعودية وقدرتها على "تغيير قناعات الكثير من الشباب عبر مراكز المناصحة التي أنشئت". كما اعرب عن اعتقاده ان "المملكة السعودية هي الأقدر والأجدر والأفضل لقيادة هذا التغيير الفكري بمفكريها وعلمائها وما تمثله من مكانة روحية وفكرية لدى المسلمين". واوضح ان المحور الثاني لمواجهة التنظيم يتمثل في "تركيز الحكومات القوية المستقرة على تقديم خدمات حقيقية لشعوبها دون تفرقة لما ينتج عنه من القضاء على البيئة التي تنشط فيها مثل هذه التنظيمات التي تجذب الاف المقاتلين". وبالنسبة للمحور الثالث شدد على "ضرورة اقامة مشاريع ومبادرات فعالة لعلاج الإخفاقات التنموية في العديد من مناطق الشرق الأوسط كتحسين التعليم والصحة وتوفير البنية التحتية وتطوير الفرص الاقتصادية"، مؤكدا ان "التنمية المستدامة هي أكثر الحلول استدامة لمواجهة الإرهاب". وقال الشيخ محمد بن راشد في هذا الصدد ان "هناك 200 مليون شاب في منطقتنا فإما أن نغرس فيهم الأمل ونوجه طاقاتهم لتغيير حياتهم أو نتركهم للفراغ والبطالة والأفكار الخبيثة والمنظمات الإرهابية"، مضيفا ان التطور الاقتصادي والتنموي وتوفير فرص العمل ورفع مستوى المعيشة "لا تترك أي مبرر لقيام تنظيمات إرهابية وإن تم تجنيد بعض الشباب هنا وهناك". واكد انه لا يمكن لأي سياسي في العالم أن يتجاهل ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط لاسيما ان "التنظيم الذي لم يتعد عمره العشر سنوات استطاع استقطاب مقاتلين من 80 دولة حول العالم وحشد أكثر من 30 ألف مقاتل مستعدين للموت ولارتكاب أبشع أنواع الجرائم والقتل". ولفت الشيخ محمد بن راشد إلى ان "العالم بدأ يتوحد ويعمل بطريقة متناسقة لمواجهة هذا التحدي"، قائلا "لعل إحدى حسنات داعش وإيجابياتها أنها وحدت العالم وجعلت الجميع يضع خلافاته جانبا ليواجه هذا الخطر المتنامي". واعرب نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن امله في "أن يستمر العالم بنفس الروح وبنفس التصميم للتغلب على التحديات المشتركة كافة التي تواجه العالم".