المواطنون مليون و260 ألفاً والوافدون مليونان و800 ألف.كيف صارت هذه الحسبة وكيف قَبل بها المسؤولون، ولماذا علينا نحن القبول بها؟ ألا تعتبر خللا في التركيبة السكانية وفي توزيع الثروات والوظائف والحقوق؟ لماذا نقبل بقهر وابعاد واقصاء الكويتي في مقابل منح الوافد امتيازات لا يطالها المواطن. انظروا الى سكن وسيارات ورواتب ووظائف معظم الوافدين وقارنوها بما ينال الكويتي منها. سنجد فروقا كبيرة مروعة. ابن البلد أولى. والأهم لماذا التقاعس حكوميا واداريا ونيابيا في حل هذه الحسبة اقتصاديا وماديا ووظيفيا وسكانيا. ألا يعتبر وجود هؤلاء استنزافا لطاقات البلد ومساحاتها الاستيعابية كبلد صغير؟ ألا يعتبرون هم السبب الرئيسي في الازدحام والاختناق المروري الذي نعانيه يوميا؟ ليست عنصرية بقدر ما أنها كلمة حق لابد أن تقال.لمصلحة من استضافة عرب للمحاضرة في المؤتمرات والملتقيات واقصاء ابن البلد من كفاءات وأدباء وأكاديميين، ذوي خبرة وثقل علمي. لمصلحة من استضافة صحافي لالقاء محاضرة تحليلية او نقدية في ملتقى فني او أدبي ومسرحي وابن البلد في بيته. وما يترتب عليه هذا الترتيب من حصول الوافد على امتيازات وخبرات وجوائز فاقدة للمصداقية. لأنها ضمن سياسة (شيلني وأشيلك) المقيتة. أي نوع من السرطان المستشري المنتشر في المجتمع نصنف هذا الفساد. ماذا نسميه. وفي أي جيوب وكروش يصب. التجار، النواب، السياسيين،.. من؟ انعدمت الوطنية والولاء والاخاء من القلوب والضمائر. الكل يتفرج، متناسيا دوره الاصلاحي الفعال، خاصة النخبة من كتاب ومفكرين عزلوا أنفسهم في مكاتبهم وأبحاثهـــم وارتدوا أقنعة الكآبة واليأس واستسلموا للفساد فصاروا امتدادا له. فإن لم تتخذ موقفا من الفساد، تكون مشاركا ومســــاهما فـــــيه. أي زمن متردٍ نعيشه وأي روح قزمة صارت تتلبسنا.الوافد يشرف على المواطن، رئيسا فوقه، يراجع ويصلح له، يأمره ويفوقه رتبة ومقاما ومنصبا وراتبا. وابن البلد يطيع ويتبع ذليلا منكسرا. أليست هذه سياسة منظمة لقتل طموح المواطن وجعله يلتزم بالصف الثاني. لا يقود ولا يكون في الريادة. بل يتفرج ولا يملك الرأي أو الصوت الفعال على التغيير والاضافة والتأليف. أليس هذا غزوا من نوع آخر مبطن وخفي.نحتاج سياسة تكويت جادة. نحتاج وضع المواطن في الصف الأمامي لا الخلفي. واعطائه الميكرفون وراية الاصلاح والابتكار والتغيير. نحتاج اعادة كرامة ابن البلد. ورفع الذل والانكسار عنه.
مقالات
د.عالية شعيب / بوح صريح
ابن البلد أولى
د.عالية شعيب
11:59 م