عندما لم تفلح كل المحاولات لتخفيف نار الأسعار في سوق السمك، كان اللجوء إلى «آخر الدواء»، فجاءت حملة مقاطعة شراء السمك تحت شعار «خلوه يخيس عندهم» ولقيت تجاوباً من المستهلكين حتى بدت شبرة السمك في سوق شرق خالية من الزبائن، وسط امتعاض وسخط من البائعين.القائمون على الحملة أكدوا انها ستستمر لعشرة أيام الى ما بعد العيد، في وقت سجل السوق انخفاضاً واضحاً في معدل البيع مقارنة بالأيام السابقة، وقد أبدى مجموعة من البائعين تذمرهم من هذه الحملة، مؤكدين ان سبب ارتفاع أسعار السمك هو «المزاد» الذي يدخله كل من هب ودب من مطاعم وجمعيات تعاونية وأسواق مركزية فترفع الأسعار ويتم الشراء لأن من سيدفع أخيراً هو المستهلك.«الراي» جالت في شبرة سمك في سوق شرق واستطلعت الآراء حيث أوضح البائع يعقوب إسماعيل أن الأسعار مناسبة جداً حيث الصيد وفير والجو حسن يساعد على دخول البحر والصيد والأسعار في متناول الجميع.وأشار يعقوب الى اسعار الزبيدي كانت 14 ديناراً واليوم يباع 9 دنانير على الرغم من منع بيع الزبيدي الايراني، لافتاً الى ان وجوده أكيد سيخفض الأسعار، مؤكداً ان حملة المقاطعة ظالمة للبائعين لأن السبب المزاد الذي يرفع الاسعار.من جانبه، ذكر حامد عيسى انه متواجد في السوق منذ 30 سنة والاسعار كانت مقبولة جداً، أما اليوم فلا يستطيع أي شخص أن يشتري سمكا نظراً لارتفاع اسعاره، مشيراً ان الحملة قد تنجح خصوصاً وان وقتها «اجازة» والناس مسافرون وهذا سيكبدنا خسائر كبيرة.وأوضح ان المزاد قديماً كان لا يدخله إلا المواطنون وأصحاب البسطات فقط أما اليوم فإن أصحاب المطاعم والاسواق المركزية والجمعيات وغيرها تدخلون في المزاد وهذا سبب رئيس لارتفاع أسعاره وطالب البائع حمادة مرسي بضرورة منع الجمعيات والمطاعم من دخول المزاد وأن يترك البيع أولاً للمواطنين ثم أصحاب البسطات وكذلك فتح المجال للاستيراد لأن كل ذلك في صالح المستهلك.أما المواطن أحمد جاسم فقد ذكر أن الأسعار غالية والتجارة غائبة عن دورها في مراقبة الأسعار والدليل أن ظروفاً تحكمها بل أصحاب البسطات مطالبا بزيادة الرقابة على بيع السمك في الكويت لأن أسعاره أصبحت تنافس الذهب مبدياً تأييده لحملة المقاطعة لأن الأسعار وصلت إلى مستوى قياسي.وأيده المواطن خلف العنزي قائلاً: المزاد هو سبب غلاء الأسعار بسبب دخوله لمن يشاء من أصحاب المطاعم والأسواق المركزية والجمعيات وهؤلاء لا يدفعون من جيوبهم لأن المستهلك وزبونهم هو من يدفع والضحية المواطن والمقيم البسيط الذي يرغب بشراء غذاء لأولاده متسائلاً هل يُعقل أن 4 كيلو زبيدي بأربعين ديناراً.كما أيد العنزي حملة مقاطعة شراء السمك لمدة عشرة أيام والتي أعلن عنها في تويتر «حتى يخيس السمك عندهم».وأبدى خالد اليعقوب استغرابه من غياب الرقابة التجارية والبلدية عن السمك الذي يُباع خلف سوق شرق وهل هو صالح للاستخدام الآدمي خصوصاً ان زبائنه من أصحاب الباصات والمطاعم ويشترون بكميات كبيرة وعلى عينك يا تاجر.أما أم الخليل فقد عبرت عن سعادتها بأسعار السمك وقالت «الحمد لله الأسعار حلوة وعلى الزبون أن يكاسر البائع فأنا أخذت كيلو الزبيدي بـ 6 دنانير بالرغم أن السعر المعلن 9 دنانير، مشيرة إلى أن لا فرق بين الزبيدي الكويتي والإيراني، فالاثنان يدخلان المعدة وينطبخان بالجدر نفسه وعاشا في بحر واحد.وأشارت أم الخليل إلى أن الحملة صعب نجاحها لأن الكويتيين يعشقون السمك خصوصاً في الإجازة.أما حامد حمادة فقال: لقد نجحت الحملة نوعا ما في خفض أسعار السمك من الأيام السابقة وأتوقع أن الأسعار ستنزل أكثر مع زيادة الوارد من الصيد ورجوع الميد إذا ثبت سلامته بعد النفوق الذي تعرض له الاسبوع الماضي.
محليات
الحملة أتت أكلها فأحجم المستهلكون عن سوق السمك وسط سخط البائعين
قاطعوه ... فـ «خلّوه يخيس عندهم» !
05:25 م