في بيروت، مساع متواصلة على خط إخراج مجلس النواب من «سباته» التشريعي من ضمن استراتيجية فصل «مساريْ» الانتخابات الرئاسية «المعلّقة» وعمل البرلمان تمهيداً لإرجاء الانتخابات النيابية المقررة في 16 نوفمبر المقبل. وفي نيويورك لقاءات مستمرة لرئيس الحكومة تمام سلام مع كبار المسؤولين المشاركين في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة تتناول الواقع اللبناني المأزوم وآفاق الوضع الاقليمي في ضوء الحرب المعلنة على «داعش» في العراق وسورية وارتداداتها المحتملة على «بلاد الأرز» التي باتت ترتبط بهذه الحرب من خلال ملف العسكريين الاسرى لدى «داعش» و«جبهة النصرة» وايضاً من خلال الواقع العسكري في جرود بلدة عرسال والمخاوف من تجدُّد المواجهات هناك. وفيما تشهد بيروت وباريس وضع اللمسات الاخيرة على الجلسة التشريعية التي يفترض ان يعقدها البرلمان منتصف الاسبوع المقبل مع تمسّك كتلة الرئيس سعد الحريري الذي التقى في العاصمة الفرنسية الرئيس فؤاد السنيورة والوزيرين نهاد المشنوق وأشرف ريفي ونادر الحريري والنائب السابق غطاس خوري واحمد الحريري بأن انتخاب رئيس للجمهورية «اولاً» ثم إجراء الانتخابات النيابية، تترقب الاوساط السياسية كلمة الرئيس سلام امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة اليوم ثم مشاركته في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان وهو الاجتماع الذي يشكل مناسبة لتجديد «المظلة الدولية» للوضع اللبناني وتأكيد استمرار الاحتضان له من خلال تفعيل المساعدات للجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب وللنازحين السوريين الذين صار عددهم (نحو مليون ونصف المليون) «قنبلة موقوتة» تنذر بمضاعفات كثيرة امنياً واجتماعياً، وايضاً عبر تأكيد وجوب إنهاء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية.وكان سلام التقى في نيويورك الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في حضور وزير الخارجية جبران باسيل واثار معه موضوع الهبة السعودية بقيمة 3 مليارات دولار للجيش اللبناني والمراحل التي قطعتها الاتصالات في هذا الشأن، كما بحث مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الوضع في المخيمات والتنسيق القائم بين الحكومة اللبنانية والسلطة الفلسطينية، تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك.واذا كان سلام يبلغ مَن يلتقيهم ان لبنان معني بالحرب على «داعش» من زاوية «دفاعية»، برز موقف لوزير الخارجيّة السوري وليد المعلّم الذي نقلت تقارير عنه قوله مع توقُّفه في بيروت التي انتقل عبر مطارها الى نيويورك ليشارك في اجتماعات الجمعيّة العموميّة للأمم المتحدة، انه لا يجوز للبنان أن ينأى بنفسه عن مواجهة الارهاب، «والمطلوب تعاون لبناني - سوري بغية التصدي لهذا الارهاب الذي لا حدود له، ويشكل خطراً على البلدين»، مبدياً ارتياحه حتى الآن الى ضربات التحالف الدولي، ومشيراً الى ان «تنسيقا يجري مع دمشق حول المجريات الميدانية لهذه العملية».وقد أثار هذا الموقف ردود فعل عدة في بيروت حيث اعتبرت اوساط قوى 14 آذار ان «ما كان مضمراً حتى الامس القريب صار معلناً والنظام السوري يريد جر لبنان الى تنسيق امني معه يشكل اعترافاً به»، ومعربة عن خشيتها من «مفاجآت أمنية في اطار توريط لبنان ومحاولة جعل هذا التنسيق ضرورة تحت ضغط وقائع لاهبة».كما ردّ وزير الزراعة أكرم شهيب (من كتلة النائب وليد جنبلاط) على كلام المعلم، مشدداً على ان «لبنان يتصدى وسيظل يتصدى للإرهاب ولإرهاب نظامه الذي لا حدود له، وشكل ويشكل خطراً مؤكداً ليس فقط على لبنان وسورية، إنما أيضاً على كل دول المنطقة وعلى العالم والإنسانية، تماما كالإرهاب الذي صنعه وحالفه وأمن له الملاذ الآمن لضرب الثورة السورية ويدعي مواجهته، في وقت لم يطلق باتجاهه رصاصة واحدة، فيما واجه أحرار سورية بكل أدوات القتل وأسلحة الدمار، ويواجه كل صوت حر بكل أدوات القمع، وآخر مآثره تخوين الفنانة السورية أصالة التي أعلنت يوماً أنها مع الشعب السوري ضد جلاديه».وفي موازاة ذلك، أوردت صحيفة «وولرد تريبيون» الاميركية ان الولايات المتحدة وافقت على طلب الحكومة اللبنانية مد الجيش اللبناني بـ 18 مروحية من طراز «هيوي – 2» مع توفير التدريب اللازم وقطع الغيار. ونقلت عن وكالة التعاون الامني الدفاعي الاميركية ان اقتراح بيع هذه الطائرات سيمكن لبنان من مواجهة التحديات الحاضرة والمستقبلية التي تفرضها التهديدات الامنية الداخلية وعلى الحدود وستحل هذه المروحيات محل اسطول من طراز «يو اتش -1 اتش» في الجيش اللبناني الذي اشترى بالفعل منصة «هيوي – 2». وصرح مسؤولون بأن وزارة الخارجية الاميركية وافقت على طلب الحكومة اللبنانية تزويدها مروحيات بمبلغ يقدر بـ 180 مليون دولار وان ثمة مخاوف في الكونغرس الاميركي من ان تقع هذه المروحيات في ايدي «حزب الله».وأفادت تقارير صحافية في بيروت ان لدى الجيش اللبناني عدداً من طوافات «هيوي - 2» حاليا وان الجيش يطلب ان تكون الطوافات الجديدة مزودة بالاسلحة والصواريخ اللازمة.