أشار مسلمون بارزون في استراليا الى ان مجتمعهم "مستهدف بشكل غير عادل من جانب جهات انفاذ القانون، ومهدد من جانب جماعات يمينية. وان السياسات المتشددة الجديدة التي تطبقها حكومة كانبيرا لمحاربة الاسلاميين المتطرفين يمكن أن تجيء برد فعل".ووضعت السلطات الاسترالية في حالة تأهب قصوى منذ أن قامت الشرطة الاسبوع الماضي بمداهمات واسعة النطاق لمكافحة الارهاب والتي أحبطت ما تقول الحكومة انها مؤامرة لتنظيم الدولة الاسلامية المتشدد لقطع رأس أحد العامة في عملية اعدام علنية.ويسعى رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت الى سلطات أمنية جديدة للتصدي للخطر الذي تشكله الجماعات المتطرفة وشددت السلطات اجراءات الامن في الاماكن العامة ومنها البرلمان والمطارات والاحداث الرياضية.ويصر ابوت على أن هذه الاجراءات لا تستهدف المسلمين لكن محامي الدفاع في القضايا الجنائية ادم حودة ومقره سيدني يقول انه "أصبح واضحا بالفعل أن تلك الاجراءات أسفرت عن تمييز بين المواطنين.وضرب مثالا على ذلك ما حدث من احتجاز ثلاثة مسلمين ملتحين في سيدني يوم الجمعة الماضي خلال مبارة للرجبي لمجرد أن أحد المتفرجين أبلغ الشرطة بأنهم يستخدمون هواتفهم المحمولة بشكل "مريب".وقال حودة: "الواقع انهم استهدفوا بسبب مظهرهم. اذا تم استدعاؤهم لمجرد انهم كانوا يلعبون بهواتفهم.. فهذا شيء سخيف".ويقول زعماء مسلمون في أحاديثهم الخاصة ان "التوترات العرقية يمكن أن تتصاعد بسرعة وتخرج عن نطاق السيطرة". وفي عام 2005 تطور عراك بين سكان كرونولا الذي تقطنه غالبية من البيض ومجموعة شبان مسلمين لبنانيين من المنطقة الغربية لسيدني -والتي استهدفتها المداهمات الامنية الاخيرة- الى اضطرابات دامية استمرت عدة أيام وشارك فيها الاف.وفي وقت سابق من الاسبوع حذر رئيس الوزراء الاسترالي من أن الخط الرفيع بين الحرية والامن "قد يعدل". وكان يشرح سلطاته الواسعة الجديدة لشن حملة على أنشطة مشتبه بها للمتشددين.وذكر ابوت ان "هناك 60 استراليا على الاقل يحاربون في الشرق الاوسط في صفوف الدولة الاسلامية أو جماعات متشددة أخرى بالاضافة الى 100 استرالي اخر يؤيدون تلك الجماعات".وتعتقد السلطات أن 20 على الاقل عادوا الى استرليا ويشكلون خطرا أمنيا، وفي وقت سابق من الشهر ولاول مرة رفعت وكالة الامن القومي مستوى التهديد الى "مرتفع" وهذا المقياس يضم أربع درجات.وكانت المطارات من الاماكن التي زادت فيها اجراءات الامن، ويقول عدد كبير من المسلمين انهم مستهدفون بعمليات التفتيش الطويلة والمكثفة.وقال مفتي استراليا ابراهيم أبو محمد يوم الجمعة انه يفكر في رفع دعوى قضائية بعد احتجاز أحد الائمة الكبار لأكثر من ساعتين مما أدى الى عدم لحاقه بالطائرة التي كانت ستقله الى السعودية لأداء الحج.وأصدر وزير الهجرة الاسترالي سكوت موريسون بيانا قال فيه ان "الضباط سيحاولون عدم ازعاج المسافرين المسلمين لأداء الحج"، لكنه طالب بالصبر.وقال: "الامن له الاولوية على عملية التعامل مع الركاب في المطارات".وذكر المحامي حودة انه يفكر في رفع دعاوى قضائية باسم نحو 20 شخصا احتجزوا في المطارات واستجوبوا عن صلات بالإارهاب.وأضاف: "رئيس الوزراء يظل يذكرنا أن القوانين التي يحاول تمريرها لا تستهدف المسلمين لكن ما هو أثرها الفعلي.. المستهدفون هم مسلمون مئة بالمئة".
خارجيات
مسلمو استراليا يشكون من الحملة الأمنية ويرون فيها أبعادا طائفية
08:54 م