فيما تستعد باسمة لخوض مجموعة من الأعمال، بعضها غنائي والآخر مسرحي غنائي، بعد النجاح الكبير الذي حققته من خلال مشاركتها في برنامج «شكلك مش غريب»، أبدت استعدادها لخوض تجربة التمثيل بعدما اكتشفت أنها تمتلك موهبة ثانية إلى جانب موهبتها الصوتية.بصراحتها المعهودة - النارية أحياناً - تحدثت باسمة لـ «الراي» عن «دهاليز» الفن، وأشارت إلى أنها لم تُظلم، ولكنها رفضت تقديم تنازلات، مبينة أنها كانت ترفض أن يجري التعامل معها تحت مبدأ «اعطينا لنعطيكِ»، ومؤكدة أن كرامتها أهمّ عندها من فنها.باسمة تحدثت عن تجربتها في برنامج «شكلك مش غريب»، فكشفت عن علاقتها بهيفاء وهبي، وبالزملاء الذين شاركوها التجربة، مشيرة إلى أن الكل غاروا منها، بعدما تقمصت شخصية اديث بياف وسواها من الشخصيات المهمة، كما أكدت أنها كانت منافِسة للجميع، ولكن أحداً لم ينافسها.? بعد التميّز اللافت الذي أظهرتِه في تقمص الشخصيات في برنامج «شكلك مش غريب»، هل من جديد فني تستعدين له؟- مشاريعي كثيرة ولاتزال قيد التحضير، ولا يمكن أن أتحدث عنها إلا بعد أن تصبح جاهزة. في المقابل، لديّ أغنية جاهزة سأقوم بتصويرها خلال الأسبوعين المقبلين، وهي تتميّز بأسلوبها الإيقاعي الراقص، كما سأقوم بجولة فنية إلى البحرين مع الفنانين إلياس وغسان الرحباني لإحياء حفل فني، بالإضافة إلى عمل فني آخر سيجمعني بالفنان غسان الرحباني.? ومَن سينتج لك الأغنية؟- للأسف سأنتجها على حسابي الخاص لعدم وجود شركات إنتاج. شركات الإنتاج التي تتعاقد مع الفنانين «ما باعرف شو عم بيصير فيها»، ولا أعرف كيف تحصل الاتفاقات معها، حتى أنها تفاجئني.? تفاجئك بأي معنى؟- هي لا تكون شركات إنتاج وتصبح فجأة شركات إنتاج. هي ليست شركات معروفة، وأنا أفضّل أن أعمل بمفردي على أن أتعامل مع شركات لا أعرفها.? بالعودة إلى برنامج «شكلك مش غريب»، لا شك أنك أبدعتِ فيه؟- فعلاً، حتى أنني فوجئت بنفسي. شاركت في البرنامج مع أني لا أعرف شيئاً عن الموضوع، وقبلت به كي أسلّي نفسي والناس، وقد ترددتُ كثيراً قبل أن أتخذ قراري بالموافقة على المشاركة ولم أقبل بالعرض على الفور. فأنا لا أجيد التقليد، ولكنني وجدت أنني «بعرف قلّد ونص».? لا شك أن هيفاء كانت منطقية وموضوعية وذكية جداً في التعاطي مع النجوم الذين شاركوا في التقليد؟- لا يمكنها إلا أن تكون كذلك. هيفاء فنانة لبنانية وأنا أيضاً فنانة لبنانية، وفي النهاية كلنا نجوم. لقد سُئلت كثيراً عن مواضيع تتعلق بي وبهيفاء، وكان جوابي لكل الصحافيين «كلنا نجوم... ما حدا أحسن من حدا» في البرنامج. كلنا نجوم عرب وكلنا من المستوى نفسه وهذا ما شجّعني على المشاركة في البرنامج بثقة عالية.? لكن السؤال الذي ردّده الكثيرون «كيف تقبل باسمة أن تحكم هيفاء عليها» بالرغم من أن هيفاء نفسها أكدت أكثر من مرة أنها لا تحكم على صوتك عدا عن أنها أشادت كثيراً بموهبتك؟- وأنا كان جوابي واحداً «كلنا نجوم وما في حدا أحسن من حدا»، وهيفاء كانت ذكية جداً في جوابها عندما قالت «دوري ليس تقييم الأصوات وكلنا نجوم جايين نتسلى ونمضي وقتاً مسلياً وأنا دوري التحدث عن لوحة فنية». حتى أنها لم تكن في موقع تقديم لوحة استعراضية. برنامج «شكلك مش غريب» ترفيهي وهدفه التسلية «ونحنا مش قابضينها جدّ» وجواب هيفاء كان ذكياً وجوابي أيضاً كان ذكياً.? هل «استصعبتِ الموضوع في بداية الأمر؟- لقد «هوّنوا» عليّ الأمور عندما قالوا لي إن التعاطي سيكون ذكياً ولن يكون على الصوت. لو أن البرنامج كان غنائياً، لما كنتُ شاركت فيه. هو كان برنامجاً جديداً وفكرته حلوة ونحن تسلينا كما سليّنا الناس. الناس أحبوني وأنا أبدعت فيه، ولم أخرج منه خاسرة، بل شاركت فيه وخرجت رابحة بحلقتين فزت بهما بشرف وجدارة و«لم آخذهما من أحد».? كل الناس كانوا يتساءلون عن سبب ابتعادك وعدم تقديمك إصدارات فنية جديدة، فهل يمكن القول إن برنامج «شكلك مش غريب» سلّط عليك الأضواء مجدداً؟- كلمة إصدارات بالجملة مستحيلة، لأنه لا توجد شركة إنتاج. وأي فنان يصدر ألبوماً تضرب له فيه أغنية واحدة و»الباقي على الزبالة». الفنان الذكي هو الذي يطرح «سنغل»، وأنا أحضّر لأغنية وسأتبعها بأخرى وثالثة ورابعة. هذه هي قناعتي، وأنا مرتاحة جداً لأنني أعتمد هذه الاستراتيجية. أنا أعمل وفق ما تمليه عليّ قناعاتي ولا أنتظر الفنانين الآخرين كي يطرحوا أعمالهم.? أنت مبتعدة منذ فترة ليست بقصيرة؟- طرحتُ أكثر من أغنية في الفترة الأخيرة، بهدف التواجد وليس أكثر. لكن الأغنية الجديدة التي أحضرها مغايرة ومختلفة تماماً عن كل سابقاتها ولا شك أنها ستشكل عودة قوية لي، لأنها تتوافق مع ذوقي خصوصاً أنها أغنية راقصة. كما أحضّر لعمل مع غسان الرحباني. التحضيرات مستمرة وأنا لست وحدي، بل سيكون إلى جانبي الفنانان الياس وغسان الرحباني، كما أحضّر لعمل آخر مع غيرهما. عندما يعمل الفنان بمفرده، من دون شركات إنتاج، لا يمكنه أن يصدر ألبوماً كاملاً. عدا ذلك، «ما شاء الله»، الملحنون اللبنانيون أسعارهم عالية جداً و«ما بقى فيكي تقولي مرحبا لحدن... معليش ياخدونا بحلمن».? كم يطلبون ثمن اللحن الواحد؟- 25 ألف دولار. لا يمكن الاقتراب من أي ملحن لبناني صف أول، لأن أسعارهم فوق الريح.? لماذا لا تتعاملين مع ملحم بركات؟- عُرض عليّ هذا الأمر 3 مرات، ولكن الظروف لم تسمح لنا بالالتقاء مجدداً. أنا من النوع الذي لا يركض ولا يُقْدم إلا على العمل الذي يقتنع به. من خلال الفن والنجاحات أنا أحقق متعتي. أنا لا أنتظر أحداً، وربما هناك فنانون كثر ينتظرونني. وأنا أتمنى التوفيق للجميع. أقدّم أعمالي بقناعة، ولكنني لا أعيش هوس الفن الذي يعيشه غيري، بل أحب أن أشتغل الفن بهذه الطريقة وهذه هي قناعاتي، ولو أنني لم أكن كذلك لكنت وجدتني «مدبْرسة» (من depression)، أي محبطة ومبتعدة ولا أظهر في المقابلات. صوتي هو الذي يفرض نفسه، وهو وحده يمثل وجودي الفني.? هل ترين أن التلفزيون في هذه الأيام بات حاجة ضرورية بالنسبة إلى الفنانين، بمَن فيهم النجوم الذين يتنقلون بين حفل فني وآخر؟- بعدما ولّت أيام البرامج التلفزيونية، عادت اليوم لتفرض نفسها مجدداً. الفن كموج البحر «بيروح وبيرجع». الدنيا كلها تغيرت والحياة الفنية لم تعد فيها لذّة. عندما أسجل أغنية، لم أعد أتلذذ بها، بل أفعل ذلك كي أظل موجودة فنياً. لم يتعد هناك متعة في الكلام واللحن، وعندما يتحول الفن من متعة إلى مهنة لا يعود فناً. في هذه الأيام غاب الشغف، ولكنني أظل حالة خاصة لأنني عندما أدخل الاستوديو أعيش حالة غريبة، ولكنني في الوقت نفسه أحزن عندما أغادره لأنني أعود إلى الحقيقة والواقع وهي أن الفن تحول مهنة «وبيع وشراء» وهو لم يكن كذلك في السابق.? ما سبب الظلم الذي لحق بك كفنانة؟- هو ليس ظلماً. أنا لم أثق بشخص، بداية من سيمون أسمر وحتى إحدى شركات الإنتاج. لم يحبني أحد من قلبه إلا وكانت لديه نيات سيئة ومصالح شخصية... هذا الكلام أقوله بصراحة.? ماذا تقصدين بعبارة مصالح شخصية؟- «أعطيني لأعطيك».? وماذا كانوا يطلبون؟- «ما بعرف شو في براسن». أنا لا أعيش هذه النيات السيئة، ولا يمكن أن أعشق على حساب كرامتي وعملي.? كلام خطير جداً؟- أنا لا أساوم على كرامتي.? هل تلقيتِ عروضاً تمثيلية بعد ظهورك في برنامج «شكلك مش غريب»؟- تلقيت عروضاً مسرحية.? تقصدين مع الفنانين الياس وغسان الرحباني؟- وغيرهما، ولكن لا يمكنني أن أذكر أسماءهم إلى أن تتضح الأمور.? هل ستقدمين أعمالاً استعراضية؟- أكيد! أحلم بالتواجد على مسرح غنائي، لأنني أشعر بأنني سأبرع مهما كانت فكرة العمل. أنا أحب المسرح الغنائي حتى لو تطلّب تمثيلاً. المهم أن يكون هناك غناء.? لا تحبين التمثيل؟- أصبحت لديّ حشرية لخوض التجربة، وكثيرون قالوا بعد خوضي تجربة «شكلك مش غريب» إنني يجب أن أخوض تجربة التمثيل. التقمّص هو تمثيل لأنه يتطلب تقمّص شخصية حقيقية والتخلي عن الشخصية الحقيقية.? ولا شك أنك نجحتِ بتقمص أهم الشخصيات، كأم كلثوم واديث بياف؟- تقمصتُ أصعب الشخصيات.? من كان منافسك في البرنامج؟- انا كنت منافِسة للجميع ولكن أحداً لم ينافسني. أنا لم أنافس أحداً، ولكنني شعرت بأن الكل ينافسونني. المسألة ليست غروراً، ولكنني أتحدث عن شعوري الداخلي. لكن كلامي لا ينطبق على الجميع، وديما قندلفت كانت صديقة. عندما تقمصتُ شخصية بياف وقدمتُ غيرها من العروض الناجحة شعرتُ بغيرتهم.? عبد المنعم عمايري ألم يكن منافساً لك؟- طبعاً! هو منافس جدير وقوي. عبد المنعم ممثل رائع ومثله ديما. كل مَن شارك في البرنامج له وقعه ومجاله، والإبداع هو القدرة على اقتحام مجال ليس مجالنا وأن تتفوّقي بجدارة. كانت المنافسة بيننا شريفة وليس مجرد «لقلقة وحديث بلا طعمة». أنا أحترم الجميع وسعدتُ بالتعرف إليهم وأصبحنا أصدقاء. العمايري كان مخيفاً... صوت رائع وتمثيل رائع وتقمص بإبداع.? هل ترغبين في الإطلالة مجدداً على التلفزيون؟- طبعاً، ولكن عندما أنتهي من مشاريعي الحالية. في حال عرض عليّ مشروع تمثيلي سأقبل به، لأنني اكتشفت أنني أملك موهبة جديدة إلى جانب موهبة الغناء.? هل تابعت ميريام وهيفاء في رمضان؟- نعم. وأعجبتني هيفاء كثيراً، لكنني لم أشاهد مسلسل ميريام كي أعطي رأيي فيه. هيفاء «شطورة» بالتمثيل.? ألم يكن لديك حشرية لمشاهدة ميريام وهي تمثل؟- شاهدتُ إعلانات مسلسلها على الطرق، ولكنني لم أعرف على أي محطة سيجري عرضه. بسبب انشغالي ببرنامج «شكلك مش غريب» لم يكن لدي الوقت الكافي لمشاهدة التلفزيون، أما إعلان مسلسل هيفاء فقد شاهدته لأنه كان يتم الترويج له بعد عرض «شكلك مش غريب»، ولذلك قررتُ متابعتها وهي أعجبتني كثيراً.? عندما تمثّل هيفاء تنسين أنها مغنية؟- هيفاء «محتالة وشطورة».