الكذب والايقاع الممل لأخبار قنوات الحكومات العربية عبر توزيع الولاءات لأنظمتها بالحق والباطل وتعزيز ثقافة (استقبل وسلم وودع) فيما مضى من (الزمن الجميل).. جعل المال السياسي يتحرك في سوق الإعلام المرئي ليسرق المشاهد العربي من وطنه بعد ان ادرك انه يبحث بلهفة عن الحقيقة وما يعبر عن آلامه وسروره بعيداً عن الخداع!فكانت البداية الحقيقية لهذه القفزة المتلفزة من بريطانيا في العام 1994 عبر القناة الفضائية للـ (بي.بي.سي العربية) فبرزت المهنية والموضوعية التي يبحث عنها المواطن العربي إلى حد ما!ثم ظهرت في العام 1996 قناة الجزيرة الفضائية لتسرق الاضواء وتعبر عن المواطن المطحون فتثير جدلا عربيا انتقل ليصبح دولياً بعد ان حظيت باهتمام عالمي واسع في اعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 بعد ان اصبحت القناة الوحيدة التي كانت تغطي الحرب على افغانستان في نفس العام على الهواء مباشرة من مكتبها في كابول بل وتخصصت في بث اشرطة فيديو زعيم القاعدة اسامة بن لادن وتتحاور معه وتبث تقارير حرفية مصورة!فكانت تجربة فريدة لاعلام التلفزة العربية عززت به سماع الرأي والرأي الآخر وخلقت جدلا وفضاء مهنيا بعد تراث طويل من سماع لصوت وحيد للحكومات!وهنا ظهر صراع الحكومات وسوق جديدة للفضائيات الاخبارية يتشكل فشهدت الحرب على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ونظامه في العام 2003 تنافسا محموما بين قناتي الجزيرة وأبوظبي التي انطلقت بثوبها العربي في العام 2000 ثم ظهرت بعد ذلك تباعا مجموعة من الفضائيات الاخبارية بحلبة المنافسة ومنها العربية في العام 2003 لتتصدى لانفراد الجزيرة بالمشاهد العربي لتسحب جزءاً يسيراً لكنها لم تستحوذ على النسبة الاكبر التي توزعت على بقية المحطات حتى دخلت الحكومة الاميركية على خط الفضاء العربي فبثت قناة الحرة في العام 2004 لعلها تجد ضالتها في الترويج لبضاعتها لاسيما مع هجمة الربيع العربي بداية من تونس ومرورا على ليبيا ومصر ووصولا إلى سورية واليمن وكل يغني على ليلاه ليبقى المشاهد الحكم فينتقي ماتشتهيه نفسه ويقفل التلفاز عن مايسد نفسه!على الطاير:- ما أردنا الوصول له من سرد حكاية حرب الفضاء هذه هو التأكيد على ظهور هذا السلاح الاعلامي الاخباري الفتاك ليستخدم اليوم في بث الحقيقة تارة والكذب تارة اخرى.. وتعزيز قيادات واسقاط حكومات!لكن الحسنة الوحيدة المجمع عليها في وطننا العربي ان المواطن اليوم قد شب عن الطوق وتحرر من نغمة استقبل وودع!ومن اجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله نلقاكم!Twitter: @Bumbarkwaleed_yawatan@yahoo.com
مقالات
وليد إبراهيم الأحمد / أوضاع مقلوبة!
صراع الفضائيات ... تعزيز قيادات وإسقاط حكومات!!
09:08 م