لن أطيل في سرد المخاطر التي تحاصر اللغة العربية، والتي ناقشها الملتقى العلمي (دور التعليم والإعلام في تحقيق آمن اللغة العربية)، الذي عقد في الرياض برعاية كريمة من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالتعاون مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي، وشرفت بالمشاركة في أعماله طيلة الثلاثة أيام كنا كمن يبحث عن موسيقى هادئة تحت قصف المدافع، فكل علة من علل انحسار اللغة العربية أكبر من الاخرى، أبشعها أننا نبحث عن علاج في قلب الجزيرة العربية، فهل لك عزيزي القارئ أن تتخيل البؤس الذي تمر به (عربيتنا) ونحن نناقش ضعفها وهوانها في قلب الجزيرة العربية مهد الحضارات الزاخر بالشعراء والعلماء، ونعجز في نفس المكان الذي عاش به العرب الأقحاح أن نجد حلاً.لم يعد في الوقت متسع للوقوف أمام التحديات وقوف العاجز أو الاستسلام للحلول السهلة كمن طالب بإلغاء حركات الإعراب أو الرضوخ للواقع، ولكن علينا وبشراكة مجتمعية أن نهب لمساعدة أنفسنا في تقويم ألستنا ولا ننتظر قرارا من الأمم المتحدة لإنقاذ اللغة العربية التي تحركت أخيرا مدفوعة من المملكة العربية السعودية والمغرب، وحركت قوات حفظ اللغة العربية وادرجت تاريخ 18 سبتمبر ليكون يوما عالميا للغة العربية يحتفل به كل عام، وياليتنا قبل أن نتجه للأمم المتحدة سمعنا كلام الجاحظ عندما طالب بمراعاة مستوى الطلبة فمن كان الأجدر بالطاعة الجاحظ أم الكوري بان كي مون.من المؤكد ان القلب يستكين بان الجانب التطبيقي لحفظ اللغة العربية مكفول كفالة ربانية لارتباطها بالقرآن الكريم (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فهذا الأمر يضمن لها الخلود وبقاءها، إلا أن مؤشرات استخدام اللغة العربية يتراجع أمام قوة دفع اللهجات العامية التي برأيي أنها تشكل أحد مظاهر العنصرية في وقتنا الحالي فهناك من يطلق الاحكام بعد أن تتفوه بكلامك ليحدد بعدها طريقة تعامله معك، فالعودة للغة العربية يضمن القضاء على أحد أشكال العنصرية كما أن الدول المتجانسة لغويا أقوى اقتصاديا.فالحل الناجع لإحياء اللغة العربية القيام بخطوات عملية وواقعية لتدريسها بعيدا عن الرتابة والتقليدية، وعدم الاكتفاء بالكلام فقط أو إطلاق الشعارات وان يكون تعليم اللغة العربية مهاريا لا معلوماتيا وليس كما يحصل من تقويض لمواد اللغة العربية في مناهجنا.
محليات - ثقافة
رؤى
عرب «داعش»
08:03 ص