عاد رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام من قطر بعدما نجح في تأطير وساطة رسمية عربية وإقليمية في قضية العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و«جبهة النصرة» قوامها الدوحة وأنقرة اللتان تتجه الأنظار الى المسار الذي ستعتمدانه لحل هذا الملف الذي زادت من تعقيداته التحضيرات لـ «الحرب العالمية» على «الدولة الاسلامية».وواكبت بيروت باهتمام امس المحادثات التي اجراها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في قطر التي وصل اليها بعيد لقاءات الوفد اللبناني في الدوحة، وسط توقُّف دوائر سياسية عند توقيت الزيارة التي كسر معها اردوغان البروتوكول (لم ينتظر ان يزوره امير قطر لتهنئته بمنصبه الجديد) على وقع أصداء القرار المفاجئ لقطر بترحيل 7 قيادات من «الإخوان المسلمين» عن اراضيها من ضمن تريب علاقاتها خصوصاً مع السعودية، وايضاً في ظلّ اختيار أنقرة على ما يبدو «العمل من وراء الستارة» في اطار الحرب على «داعش» عوض الظهور في مقدمة الذين يقودون هذا «المركب» المركّب العناصر والتعقديات.ورغم عودة الوفد اللبناني من الدوحة بأجواء تفاؤلية بعدما سمع من امير قطر الشيخ تمام بن حمد آل ثاني وعداً بالمساعدة في الافراج عن المخطوفين اللبنانيين، إلا ان كل التوقعات اشارت الى ان مسار التفاوض سيكون طويلاً ومتعرجاً. علماً ان المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم بقي في الدوحة كممثل عن الدولة اللبنانية وذلك لاستكمال الاتصالات مع الجهات الامنية القطرية، ومحاولة لقاء المسؤولين الاتراك المرافقين للرئيس اردوغان، بعدما كان (اي ابرهيم) كشف عن زيارة قام بها قبل ايام الى تركيا لبحث ملف العسكريين المخطوفين منذ 2 اغسطس الماضي، كما اجرى عشية سفره الى الدوحة اتصالا بمدير المخابرات التركية فيدان حاقان.ونقلت تقارير لبنانية عن اللواء ابرهيم ان تركيا أبدت استعدادها للمساهمة في اطلاق العسكريين، مؤكداً «جدية المسعى القطري للافراج عن العسكريين»، ومشيراً الى ان «الدليل على ذلك هو ان قطر بدأت بمساعٍ جدية مع جبهة النصرة وبمساع بحدود اقل مع داعش»، وموضحاً ان «هناك تقدماً حصل خلال اليومين الماضيين في قضية المخطوفين»، ورافضاً «الإفصاح عن معطيات إضافية». وقال: «هناك شروط للخاطفين بعضها تعجيزي وبعضها معقول، والشروط تأتي من مسلحي الداخل السوري وليس من مسلحي القلمون، وهي ليست موحدة بين داعش والنصرة، لكنها بدأت تتفكك في مكان ما».ووسط توقعات بوصول وفد أمني قطري الى بيروت اليوم لمتابعة حركة الاتصالات من قرب، لفتت تقارير الى ان لبنان تلقى تطمينات بان الخطر عن العسكريين الموجودين لدى «النصرة» قد زال وان ملف التفاوض مع «الجبهة» فُصل عن التفاوض مع «داعش» الذي أعدم حتى الآن ذبحاً اثنين من الجنود المخطوفين لديه.
خارجيات
«عيون بيروت» على مهمّة إبراهيم في قطر ولقاءاته مسؤولين أتراكاً مرافقين لأردوغان
الوساطة في ملف العسكريين اللبنانيين تفصل بين أسرى «داعش» و«النصرة»
03:57 م