بعدما خاضت تجربة الغناء الوطني من خلال أغنية «لبنان ما بينقسم» مع الفنان نقولا الأسطا، تستعد الفنانة نادين صعب لطرح أغنية جديدة بأسلوب مختلف عن أعمالها السابقة، وأيضاً لطرح ألبوم يضم مجموعة من الأغنيات الجديدة، بالإضافة إلى أخرى عرفها الجمهور من خلالها من بينها «يا لاللي».صعب أكدت في حوارها مع «الراي» أن الفنان الذي لا يقدم أعمالاً جديدة بين فترة وأخرى ينساه الناس بسرعة، معتبرة أن الفن هذه الأيام يعني المال ومَن لا يملك المال من الأفضل أن يمكث في بيته حتى ولو كان صوته من أجمل الأصوات.وأشارت إلى أنها لم تحي هذا الصيف حفلات في لبنان لأن الجو العام لا يساعد، «وكانت لدي ارتباطات في الخارج، أنا أعمل بمفردي ولا توجد ورائي شركة إنتاج تدعمني، ولذلك أحاول قدر المستطاع التواجد على الساحة بالرغم من كل الظروف الأمنية والاقتصادية والسياسية». ولفتت إلى أنها ليست فنانة جديدة، بل موجودة على الساحة منذ أربع سنوات وتغني منذ 16 عاماً.• كيف تتحدثين عن ظروف ولادة ديو «ما بينقسم لبنان» الذي يجمعك بالفنان نقولا الأسطا؟- خلال إحدى الجلسات التي جمعتني بصاحب شركة «جارودي» يوسف جارودي، أسمعني أغنية «ما بينقسم لبنان» وأحببتها كثيراً ووجدتها راقية، كلاماً ولحناً. ثم أخبرني بأن هناك فناناً سيشاركني غناءها. وعندما سألتُ عنه قال لي إنه الفنان نقولا الأسطا، فأجبته بأن الغناء معه يشرّفني لأنه صاحب صوت جميل وإحساس مرهف وأستاذ في الغناء وتربطني به علاقة صداقة بعيداً عن الفن. كل شيء حصل صدفة ولم نخطط للعمل على الإطلاق.• لماذا اخترتِ أن يكون الديو الأول في مسيرتك الفنية عملاً وطنياً؟- إنها المرة الأولى التي أطلّ في عمل وطني خاص بلبنان. سبق أن قدمنا «أوبريت الكويت» و«أوبريت ليبيا»، ولكن «ما بينقسم لبنان» أعجبتني وأحببتُ أن أؤديها بعيداً عن أي تخطيط. ببساطة، أي عمل جميل يُعرض عليّ وأشعر بأنني تفاعلت معه، أُقْدم عليه. أنا لا أخطط أبداً، بل أتبع إحساسي في بعض الأمور. ولأنني شعرت بأن الاغنية جميلة وانه يجب ان اضع عليها صوتي، فعلتُ ذلك.• البعض يعتبر ان الاغنية الوطنية «موضة» تطفو على السطح عند حصول حدَث ما في لبنان ثم لا تلبث ان تختفي؟- أنا لا أتبع الموضة ولكن هناك مناسبات معيّنة لها رونقها ولا بد من التوقف عندها وتخصيصها بعمل فني. إذا لم نكن نستطيع دعم الجيش اللبناني مادياً، يمكن أن ندعمه معنوياً. وأحياناً يكون الدعم المعنوي أهم من المادي، وهذه هي المرة الأولى التي أغني فيها للوطن. أنا فنانة «لوحدي» وأحب أن أكون متنوعة في اختياراتي ونوعية الأغنيات التي أقدمها... «معليش أم كلثوم غنّت للوطن».• بدأت الإصدارات الفنية للألبومات مع نانسي عجرم وتبعتها إليسا وبعدهما راغب علامة وسيصدر وائل كفوري ألبومه الجديد؟- وأنا أيضاً أحضّر لطرح ألبومي الجديد بداية فصل الشتاء.• ألا تعتقدين أنه توقيت متأخر بعض الشيء؟- لا. خلال الصيف كنت مرتبطة ببعض الحفلات في الخارج، كما أن وضع البلد ليس مشجعاً، خصوصاً مع الذي يحصل مع الجيش في عرسال، ولم أشعر بأنني أريد أن أقدم عملاً فنياً جديداً إلا الأغنية الوطنية. وقريباً سأطرح أغنية جديدة تتميز بأسلوب مختلف عن الذي اعتاد الناس سماعه مني، وتجمع بين القليل من الطرب والقليل من الإيقاع، وأنا أعتز بهذه الأغنية كثيراً، وبعدها سأطرح الألبوم. صحيح أن الصيف كان عامراً في لبنان ولكن ليس كما في الأعوام الماضية.• في لبنان، حصل انقسام بين الفنانين حول الحفلات الفنية، فالبعض كان معها والبعض فضّل إلغاءها. أنت في أي صف تقفين؟- أنا لم أحي هذا الصيف حفلات في لبنان، لأن الجو العام لا يساعد. إلى ذلك، كانت لدي ارتباطات في الخارج. الكل يعرف أنني أعمل بمفردي ولا توجد ورائي شركة إنتاج تدعمني. ولذلك، أحاول مع مدير أعمالي وشركة «آر. ام. برودكشن» قدر المستطاع التواجد على الساحة بالرغم من كل الظروف الأمنية والاقتصادية والسياسية في لبنان.• بما أن ظروفك الاقتصادية ضيقة، لماذا تطرحين ألبوماً ولا تكتفين بأغنية «سنغل»؟- يجب أن أطرح ألبوماً. ظروفي ليست ضيقة. لست بحاجة إلى أحد، ولكن الكل يعرف أن تكلفة كل أغنية نطرحها في الأسواق عالية جداً، ويجب أن أدرس خطواتي جيداً. وينبغي أن يطرح الفنان بين فترة وأخرى أغنية جديدة كي لا ينساه الناس، تماماً كما يجب أن يطرح ألبوماً كي تكون قيمته الفنية أكبر.• هذا ألبومك الأول؟- نعم.• وهل كل أغنياته جديدة؟- بعض أغنيات الألبوم جديدة وبعضها الآخر أغنيات يعرفني الناس من خلالها.• أشرتِ إلى أن الأغنية التي ستطرحينها خلال الفترة المقبلة، ستكون مختلفة. لماذا شعرت بأن عملك المقبل يجب أن يكون مختلفاً؟- الأغنية أعجبتني. هي تتميز بمستوى عالٍ فناً وتوزيعاً ومن خلالها سأقدم أسلوباً جديداً في مسيرتي الفنية، ومختلف عن أسلوب «حبيبي بعتذر» و«يا لاللي» والأغنيات الأخرى التي قدمتُها في الأعوام الأخيرة، وهي ستشكل نقلة نوعية في مشواري الفني.• يعيش كل الفنانين هاجس خوف نسيان الناس لهم، هل هذا الكلام يعكس عدم ثقة الفنان بحضوره على الساحة الفنية؟- الفنان الذي لا يقدم الجديد، لا بد أن يبرز فنان غيره فينساه الناس.• هذا يعني أنكم مهدَّدون جميعاً؟- القصة ليست تهديداً ولكن الناس ينتظرون الجديد دائماً من الفنان وإلا سينسونه. هذا هو شعار الفن. الفن ليس صوتاً فقط، بل عملاً جديداً ومدعوماً من الإذاعات وبالفيديو كليب وبالإعلانات. لو لم أفعل ذلك في كل أعمالي السابقة، لما عرفني الناس، هذا بالإضافة إلى محبة الناس. الفنان يجب أن يظل موجوداً وإلا كان مصيره النسيان. أي عمل يجب أن يحظى بالدعم كي يصل إلى الناس إلا إذا كان «أوفر واو». يجب أن يقوم الفنان بواجباته تجاه أعماله.• يقال إن الساحة الفنية بحاجة إلى وجوه جديدة. هل ترين ان هذا الواقع هو بمثابة فرصة لك أم ضدك؟- أنا لا أحسب الأمور بهذه الطريقة. الساحة متاحة أمام الجميع، ولكن «ما بيصح إلا الصحيح». بدأتُ أنال حقي وفرصتي. أنا لست فنانة جديدة، أنا موجودة على الساحة منذ أربع سنوات وأغني منذ 16 عاماً، ولكن اسمي لم يعرف إلا بعد أغنية «يا لاللي». بقدر ما يكون الفنان قادراً على الإنتاج ويعمل بشكل صحيح ولديه إدارة أعمال جيدة، يفرض نفسه على الساحة. المال وحده لا يكفي، ويجب أن يعرف الفنان كيف يوظفه في المكان الصحيح كي يكبر اسمه أكثر.• هل ترين أن الساحة الفنية بحاجة فعلاً إلى وجوه جديدة. وهل صحيح أن الناس ملّوا من بعض الفنانين الموجودين حالياً؟ وفي رأيك ما الذي يحول دون خرق الساحة بأسماء جديدة، مع أن هذا الأمر كان يحصل في السابق، من خلال بروز أسماء جديدة كل أربع سنوات أو خمس سنوات؟- هناك فنانون اخترقوا الساحة قبل أعوام، أما بالنسبة إلى الفنانين الآخرين، كحالتي مثلاً، فأنا موجودة على الساحة. الفنان بحاجة إلى الإنتاج، ومهما كان صوته جميلاً ويضم رصيده أغنيات جديدة، فهو بحاجة إلى المال كي ينشرها. كل شيء في الحياة يشترى بالمال. إذا كنتِ تملكين المال فأنت فنانة ناجحة وإذا كنت لا تملكين المال فمن الأفضل أن تظلي في بيتك... هذا هو الفن. الفن يعني المال. وإذا لم يتوافر المال لا يمكن أن نقدم فناً ناجحاً. يمكن أن تكوني فنانة رائعة، ولكن من دون المال لن يكون لديك اسم معروف. اسمك الفني تصنعينه بالإنتاج.• هل تحزنك هذه المعادلة أم أنك اقتنعتِ بها؟- بل اقتنعتُ بها. إنه الواقع، لماذا أزعل من الحقيقة؟ أحاول أن أتجاهل الموضوع وألا أفكر فيه وأن أبحث عن منتج وأن أشتغل على نفسي أكثر. هناك فرص في الحياة هي التي توفر للفنان ما يحتاج إليه، وعليه أن يعرف كيف يستغلها إذا كانت في مصلحته.• بما أن الفن هو مال. كيف تنظرين إلى تجربة مايا دياب التي خرقت الساحة الفنية من خلال التقديم، والتي تنافس حالياً كمغنية وليس كمقدمة؟- مايا دياب إنسانة مهضومة جداً ورائعة وتتميز بأخلاق عالية وأنا «صحبة معها». مايا لديها برنامج «هيك منغني» ولا شك أن هذه الإطلالة الأسبوعية حوّلتها إلى وجه إعلامي مشهور. مايا تطل على الشاشة منذ ثلاث سنوات، وهي مهضومة وكلها حياة وحركة وأقل شيء هو أن تحصل على الاسم الذي تتمتع به حالياً.• ولكن مايا خرقت الساحة الغنائية من خلال التقديم وليس من خلال إنتاجها الفني؟- مايا خرقت من خلال مجال التقديم الذي نجحت فيه، ولكن قبل أن يحصل كل ذلك كان هناك إنتاج لأن برنامج «هيك منغني» تطلّب مبالغ مادية ضخمة لإنتاجه، قبل أن يرى النور. ولو لم يتواجد البرنامج كيف كان من الممكن أن تطل؟ كله مكمل لبعضه. في الأساس أُعدّ البرنامج لها وهو لا يليق إلا عليها، ولا شك أنه تطلّب مبالغ مادية ضخمة إلى أن أصبح اسمه «هيك منغني». هو لم يأت من الفراغ.• ولكن مايا ليست منافسة في مجال الإعلام، بل في مجال الغناء؟- أشعر بأنها فنانة ناجحة وأيضاً إعلامية ناجحة. هي ناجحة في كلا المجالين. مايا كانت تغني قبل أن تخوض تجربة التقديم. مايا ناجحة في كل شيء لأنها فنانة شاملة.• كما أنها خاضت تجربة التمثيل؟- وعرض الأزياء. هي شاركت في الدفعة نفسها التي شاركتُ فيها في برنامج «ستوديو الفن» عن فئة عرض الأرض ونالت ميدالية ونحن صديقتان منذ زمن «ستوديو الفن» 1996.• هل نعيش الزمن الاستعراضي؟- كلا. كل فنان لديه دور. هناك مَن يقدم الاستعراض الراقي وهناك مَن يقدم الطرب. الفن هو لكل انسان مهما كان نوع الفن الذي يقدمه، سواء كان غناء او تمثيلاً او عرض أزياء او رقصاً.• هل تابعتِ النجمات اللواتي ظهرن في أعمال درامية في رمضان؟- لم أتابع هيفاء وهبي، بل تابعت ميريام فارس وأحببتها كثيراً كممثلة وهي فنانة شاملة وتستحق كل الخير. أنا لا أعرفها كما أعرف مايا دياب، ولكنني وجدتها قريبة للقلب كمشاهِدة. مسلسل «اتهام» كان رائعاً رائعاً رائعاً. أما هيفاء، فلم أشاهد أي حلقة من مسلسلها.• لماذا؟- لا أعرف. شاهدتُ مسلسل ميريام كما تابعتُ مسلسل «لو»، ولكنني لم أتابع الحلقة الأولى من مسلسل هيفاء، وعندما لا أشاهد الحلقة الأولى من أي عمل أفقد حشرية المتابعة، ولكن لا بد أن أتابعه لاحقاً على الإنترنت. هيفاء «بتجنن» هي فنانة استعراضية وشاملة ولا شك أنها تمثل بشكل جيد لأنني شاهدت فيلم «دكان شحاتة» وأحببت تمثيلها لأنها عفوية والدور كان مناسباً لها. وأنا أتحدث هنا كمشاهِدة وليس كفنانة.
فنون - مشاهير
حوار / «لا أخطط أبداً... بل أتبع إحساسي في بعض الأمور»
نادين صعب لـ «الراي»: تنجح فنياً... بأموالك
نادين صعب
03:32 م