على مدى أربعة أيام زار وفد إعلامي قادم من الكويت مدينة مشهد المقدسة في رحلة شهدت العديد من الأنشطة والجولات في ربوع المدينة الإيرانية الشهيرة للتعرف على معالمها السياحية والتاريخية والصحية والدينية المهمة، وذلك برفقة السفير الكويتي لدى إيران مجدي الظفيري، بينما ترأس الوفد الإعلامي عدنان الراشد.أيام الرحلة كانت مليئة بالنشاطات التي جعلتنا نكتشف عن قرب الجوانب المشرقة والرائعة في هذه المدينة ولدى أبناء الشعب الإيراني، إضافة الى التطور الحاصل لدى إيران على مختلف الصعد... وفي هذه السطور نتعرف على بعض من معالم هذه المدينة:المستشفى الرضويففي اليوم الأول من الرحلة اتجهنا إلى المستشفى «الرضوي» الذي يعد من أكبر المستشفيات في مشهد، وذلك للتعرف على ما يقدمه المستشفى من خدمات طبية متنوعة ومتطورة، ويضم أقساماً عدة منها قسم جراحة القلب والقسطرة وقسم التعقيم المركزي وقسم النساء والولادة وقسم «رويان» للدراسات ووحدة الجراحة الفائقة والمختبر وقسم الأشعة بكافة أنواعها وقسم التأهيل الوظيفي.الفردوسيوزار الوفد مجمع مقبرة الشاعر الإيراني الفردوسي الطوسي المدفون فيها حيث كانت بالأصل بستانه الخاص، وقد استلهم تصميم المقبرة من الهندسة المعمارية للدورة «الهخامنشية» و«الاشكنانية»، وزينت الطبقة السفلى منها بقصة من الملحمة الشعرية «شاهنامه» الأسطورية التي كتبها الشاعر والمسماة «هفت خان رستم» كما يزين جدرانها رسومات منحوتة تروي فصول الملحمة.كما تضم المقبرة متحفا يحوي مجموعة من آثار الشاعر التي وجدت في مدينة طوس اضافة الى بعض الوسائل التي تبين كيف عاش الشاعر الفردوسي حياته، وكذلك بقايا الملحمة الشعرية «شاهنامه».شانديزوفي منطقة «شانديز» السياحية كانت جولة مميزة تضمنت زيارة مشروع «بديده شانديز السياحي» الذي لا يزال قيد الانشاء ومن المقرر أن يضم مركز تسوق تراثي وشققاً فندقية سكنية وكذلك فندق خمس نجوم ومركز ثقافي وحديقة مائية وترفيهية وحديقة ومعرض للزهور ومنتزه مغلق ومبانٍ للمكاتب.ثم تناول الوفد الإعلامي مأدبة غداء في في مطعم «بديدة» بحضور مدير عام شركة التنمية الصناعية والسياحية الدولية لمشروع «بدبدة شانديز» محسن بهلوان، واستمتع الوفد بالمأكولات الإيرانية الشهيرة مثل «الريش» و«الجلو كباب» والمقبلات الشهية.مقام الإمام الرضاوتخللت الجولة زيارة لمقام الإمام الرضا عليه السلام ثامن الذي يرقد جثمانه في مدينة مشهد، واتسم المقام بضخامته وفخامته إذ يجتذب سنويا 25 مليون زائر منهم مليونا ونصف المليون من خارج إيران ليعيشوا أجواء وطقوساً إيمانية مؤثرة.ويقع مرقد الامام الرضا عليه السلام في وسط مدينة مشهد والتي تبعد مسافة 924 كلم عن العاصمة طهران، ويحيط به دوار تتفرع منه شوارع تؤدي إلى جميع أرجاء مدينة مشهد، ويحد المقام من الشمال محلة نوغان، ومن الجنوب شارع الإمام الرضا ودوار بيت المقدس، ومن الجنوب الغربي شارع نواب صفوي، ومن الشمال الشرقي شارع آية الله الشيرازي.وبنيت في مدينة مشهد عمارات شاهقة، ولا يزال صوت القرآن يسمع من مآذن هذه المدينة، فقد كانت تعد معلما في قراءة القرآن على مر العصور خاصة في عصر السيدة كوهرشاد وهذا يرجع إلى وجود روضة ثامن الحجج عليه السلام.ورغم مرور السنوات القرون إلا أن صوت القرآن لا يزال يتردد من مآذن المدينة، لا سيما نداء القرآن من مآذن الحرم الرضوي. ومن أبرز مسؤوليات العتبة الرضوية المقدسة نشر رسالة آل البيت عليهم السلام، وتكريم الشعائر الإسلامية في العالم الإسلامي.المعرض الدائم التابع للروضة الرضوية المقدسةوقام الوفد بزيارة «الروضة الرضوية المقدسة» التي تحتضن مرقد الامام علي بن موسى الرضا الذي يعد من أهم المزارات الدينية في جمهورية ايران، ويزوره ملايين الزوار كل سنة.وزار الوفد المعرض الدائم التابع للروضة الرضوية والذي يقدم معلومات عن المؤسسات العلمية والثقافية والصناعية والتجارية والخدمية التابعة لادارة الروضة كالجامعات والمكتبات والمستشفيات والمراكز الصحية والنوادي الرياضية ومصانع لمواد البناء ومصانع للسجاد وشركات خدمية للروضة وهي عبارة عن أوقاف كثيرة وضخمة وذات ميزانية كبيرة.كما زار الوفد المتحف الرئيسي التابع للروضة والذي يحوي آثارا ثمينة ونادرة ويضم المبنى 11 مخزنا تضم جوانب مختلفة منها خزانة الطوابع والنقود الورقية وخزانة الأصداف والحلزونات وانتاجات الفنون التشكيلية وغيرها.سوق الرضاوجال الوفد الإعلامي في سوق الرضا الذي يضم الكثير من المنتوجات وخصوصاً البهارات والزعفران والشوكولا، وتناول الوفد «البستني» و«الفالودة» وهما من أنواع «الآيس كريم» الشهيرة في إيران.المجمع الرياضيفي الروضة الرضويةوفي اليوم الثاني من الرحلة زار الوفد الإعلامي المجمع الرياضي للروضة الرضوية، والذي تم بناؤه بدعم من الوقف الرضوي، وتبلغ مساحته 290 ألف متر مربع، ويضم متحفا رياضيا وصالة للعروض ومواقف للسيارات، و»الزورخانة القديمة» وهو اكبر مجمع لممارسة رياضة ايرانية قديمة وتعني بيت القوة في الشرق الأوسط، وأيضا مجمع أحواض السباحة ويتضمن أقساما للرجال والنساء والاستاد الرياضي لكرة القدم الذي يتسع لـ30 ألف متفرج، ويضم بالإضافة إلى ملعب كرة القدم صالات مختلفة لجميع الألعاب وهي مفتوحة للعامة لممارسة الرياضات في 14 صالة وهناك صالات للكرة الطائرة والسلة واليد. ويضم المجمع 250 ألف عضو ويهدف إلى نشر الثقافة الرياضية وليس انشاء الفرق للتنافس.طرقبة السياحيةوكان لنا جولة في منطقة «طرقبة» السياحية، وفي سوق «طرقبة التراثي» الذي يتميز ببيع الأزياء التراثية والخواتم والمسابيح والبهارات والمكسرات والزعفران والألعاب الجميلة. وجاء وقت الاستراحة في قرية «عنبران» لتناول وجبة الغداء في مطعم «بلبل عنبران»، وكان في استقبال الوفد السفير مجدي الظفيري.مترو مشهدتضم مدينة مشهد «مترو» يغطي المنطقة من شرقها إلى غربها، وفي المستقبل سيكون هناك أربعة خطوط لتغطية كافة أنحاء مشهد.وتم تدشين عمل المترو قبل 4 سنوات ويستخدمه الان يوميا حوالي 100 ألف، والفاصل الزمني بين كل قطار واخر 5 دقائق وفي أيام العطل 10 دقائق. وتعاون في بناء هذا المترو كل من إنكلترا والصين واليابان وإيطاليا.منتزه كوهسنكيوخلال زيارة الوفد لمنتزه «كوهسنكي» كان في مقدمة المستقبلين نائب رئيس بلدية مشهد الذي تحدث عن جهود البلدية في تطوير المدينة، مدللا على ذلك بتشييد المنتزه الخلاب الذي بني على صخور ضخمة على أحد جبال المدينة.وسبب تسمية هذه المجموعة يعود إلى وجود جبلين متوسطي الارتفاع فيها ويمكن مشاهدة حرم الإمام الرضا وجمال مدينة مشهد المقدسة من فوق الجبل الصخري.

مشهد في سطور

تعد مشهد «طوس سابقا» من كبريات مدن إيران ومن أعظم مدن خراسان، فتحت في أيام الخليفة الثالث عثمان بن عفان، فيها الكثير من الآثار والمزارات والمقامات وأهمها مرقد الإمام علي بن موسى الرضا، ومشهده والذي سميت به المدينة.وتقع مشهد في أقاصي اقليم خراسان في وادي كشف رود على الضفة الجنوبية من النهر، وعلى ارتفاع 985 متراً من فوق سطح البحر، على خط طول 59 درجة 37 دقيقة، وعرض 36 درجة و 16 دقيقة، يحدها من الشمال مدينة كلات نادر والشمال الشرقي تركمنستان، ومن الشرق أفغانستان ومدينة هراة، ومن الغرب مدينة نيشابور، ومن الجنوب مدينة فريمان، ويبلغ عدد سكانها نحو أربعة ملايين نسمة.

الوفد الإعلامي في مشهد

ضم الوفد الإعلامي القادم من الكويت لزيارة مشهد 50 شخصاً، هم: عدنان الراشد، عماد بوخمسين، سلماني، رابعة الجمعة، ريم الوقيان، رولا دشتي، هلال الزري، على الخريبط، كافيه رمضان، مريم جاسم، صفاء العوضي، فوزية المهيني، خديجة المحميد، فاطمة وامينة الوزان، فاطمة حسين، عباس تقي، كوثر الجوعان، الشيخة فوزية الصباح، منى طالب، أحمد الرفاعي، كرم الشناوي، نجلاء النقي، سهام الوشمي، عمر العيسى، حسن مقصيد، محمد القطامي، غادة عبدالسلام، مهدي سرور، سودابة علي، يوسف شهاب، حسن جوهر، نرمين الحوطي، بتول تقي، محمد النسعوسي، باسمة إبراهيم، طارق إدريس، فؤاد المقهوي، بشار الصايغ، محمد الحسيني، جاسم كمال، ميثم كمال، مال الله مال الله، حسين عبدالرحمن، حسين خليل، صالح جرمن، عبدالصمد مصطفى، مبارك العنزي، مشاري المطيري إبراهيم السعيدي.

بطاقة شكر

- إلى ممثل وزارة الخارجية في محافظة هورستان حسين عميدي على الاهتمام الكبير الذي أبداه منذ وصولنا إلى مشهد وحتى وداعنا في المطار، وذلك بالرغم من انشغاله بزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني والوزراء إلى مشهد لعقد الاجتماع الأول خارج طهران.- إلى المستشار محمد شهادي والدكتور عباس خامه يار على الجهد الذي بذلاه من خلال تسهيل جميع الأمور للوفد وحرصهما على مرافقتنا وتلبية جميع المتطلبات وتقديم جميع التسهيلات وإرضاء الجميع، وكذلك الشكر موصول للسيدة زكية شهابي والسيدة فرح خامه يار على ما بذلتاه من جهد في «الترجمة» وحرصهما على إظهار الوجه المشرق للمرأة الإيرانية.

«نبع الكوثر»... خدمات راقية للزوّار

أوضح مالك فندق نبع الكوثر في مدينة مشهد جاسم أشكناني أن «الفندق مصنف خمس نجوم ويتكون من برجين، البرج الأول تم تشغيلة والثاني في طور التنفيذ وسيكون جاهزا بعد سنة، ويقدم الفندق خدمات راقية للزوار، ويبعد عن الحرم 600 متر، ويتكون من 170 غرفة وشقة، ويتسع لأكثر من 600 شخص».وأضاف أشكناني لـ «الراي»: «بإمكان الزوار الحجز من الكويت عن طريق شركة الأسفار العالمية ومقرها في حولي برج الكوثر، حيث تقدم كافة الخدمات وكذلك السفر في انحاء إيران إلى طهران، أصفهان، شيراز، شمال إيران، أهواز، وتوجد لدينا 11 رحلة أسبوعيا إلى مشهد».وحول الاستثمار في إيران، قال: «في السابق كان هناك تخوف بسبب الأوضاع السياسية والأمنية، ولكن الدولة الآن فيها مقومات كافية وبإمكان أي شخص أن يستثمر فيها»، مشيرا الى ان التهديدات الأخيرة أخّرت الاستثمار في إيران، فمنذ أيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 وكذلك حرب الـ 9 السنوات أدت إلى ضعف البنية التحتية وأخّرت البلد بشكل كبير، ولكن الشعب الإيراني الذي يبلغ نحو 80 مليون نسمة استطاع ان يبني بلده على كافة الأصعدة، ويستطيع المستثمر الأجنبي أن يتملك بنسبة 100 في المئة من خلال تأسيس شركة».وأقر اشكناني بأن «هناك بيروقراطية في الأمور الإدارية ولكنها قابلة للحل، وتبلغ نسبة الكويتيين المستثمرين في إيران 60 في المئة من إجمالي المستثمرين في بناء للمشاريع ومصانع الرخام وغيرها».