لفتت أوساط سياسية واسعة الاطلاع في بيروت الى ان الواقع الأمني اللبناني سيكون امام محك شديد الحساسية في الساعات والأيام المقبلة تبعاً لتطورات قضية الرهائن العسكريين لدى المنظمات الارهابية في جرود بلدة عرسال البقاعية. اذ ثمة ترقُّب لما يمكن ان تفضي اليه الوساطة القطرية مع الخاطفين والتي غاب اي تفصيل دقيق عنها في الساعات الماضية فيما تأكد انها لا تزال مستمرة بتكتم شديد.واذ لا تكتم الاوساط خشيتها من إقدام «داعش» على تصفية عسكري آخر في اي لحظة، فإنها تشير الى ان العملية التي نفذها الجيش اللبناني اول من امس وتمكّن عبرها من استعادة السيطرة التامة على مراكز حيوية في جرود عرسال وتحديداً في المنطقة المسماة تلة الحصن ستضع المسلحين امام رسالة واضحة مفادها ان لبنان بدأ يرفع في وجوههم أوراق القوة التي يملكها باعتبار ان هذه العملية ستضيّق على المسلحين القدرة على التنقل بين الجرود حيث يتحصنون وبلدة عرسال التي تُعتبر نقطة التنفس الوحيدة لهم لوجستياً. ولذا تنتظر الاوساط السياسية الساعات المقبلة باعتبارها اختباراً لردّة فعل المسلّحين ولا سيما منهم تنظيم «داعش» الذي لم يظهر بعد ان الوساطة القطرية نجحت معه في اي امر، بل ان تصفية الجندي عباس مدلج في نهاية الاسبوع الماضي هزت الآمال المعلقة على هذه الوساطة التي عُلم انها لم تتوقف وان الوسيط المكلف من قطر (السوري ج.ح) ينتظر الرد اللبناني على مطالب الخاطفين وتحديداً حول القبول بمبدأ التبادل (بموقوفين اسلاميين) وهو الردّ الذي كانت ما زالت تحول دونه الضغوط السياسية على الحكومة من أطراف بداخلها ترفض المقايضة وتدفع نحو المواجهة في هذا الملف.وبرزت امس التقارير التي اشارت الى ان وفداً يضم 8 رجال دين من عرسال توجّه للقاء المسلحين في اطار المبادرة القطرية، وسط نفي مصادر غير بعيدة عن «داعش» ان تكون القبور الثلاثة التي قيل انه عُثر عليها في المنطقة التي تتواجد فيها «الدولة الاسلامية» تعود لعناصر من الجيش اللبناني.وفي موازاة ذلك، أطلقت «جبهة النصرة» مبادرتيْ حسن نية:* الاولى تمثلت في ما كشفه الشيخ مصطفى الحجيري (كان دخل على خط الوساطة مع «النصرة») من أنه اصطحب ليل الاثنين أهل الرقيب في الجيش اللبناني المخطوف لدى «الجبهة» جورج خوري الى جرود عرسال حيث التقوا به لمدة نحو ساعة.واذ اعلن الحجيري انه «أثناء عودتنا تعرضنا لمحاولة قتل في منطقة المصيدة، اذ اطلق النار علينا من الرشاشات لأكثر من نصف ساعة»، سأل: «هل هذا الامر يجوز؟ وهل المقصود قطع الطريق على اي مفاوضات؟ فالجيش اطلق النار عليّ واريد توضيحاً من قيادة الجيش».وأكّد أنه لا يعرف مكان وجود العسكريين المخطوفين و«جبهة النصرة» تحدد مكان ووقت اللقاء وكيفيته، مشيرا الى أن ما قام به مع أهل الجندي جورج خوري هو «واجب انساني وليست قضية علاقات ولا أحد يعلم مدى الخوف لدى اهالي العسكريين».* أما المبادرة الثانية فتجلّت في الاتصال الذي أجراه العسكري عباس مشيك بعائلته حيث اكد ان كل رفاقه المحتجزين معه بخير (عددهم بين 15 و 18)، مطالباً ذويه بـ «التحرك والتظاهر ومطالبة حزب الله بالخروج من سورية».
خارجيات
«النصرة» سمحت لعائلة رقيب مخطوف بـ «زيارته»
لبنان يرفع «أوراق القوة» بوجه خاطفي العسكريين
04:32 م