رغم التحذيرات التي أطلقتها الهيئة العامة للبيئة، تناشد فيها بلدية الكويت إيقاف العمل بمسلخ العاصمة في الشويخ، تحسباً من وجود كارثة بيئية تهدد سلامة المواد الغذائية (اللحوم) والعاملين في المسلخ، ترافقها تحذيرات أخرى من تهالك المسلخ واحتمال سقوطه نتيجة لعدم تطابق الاشتراطات الفنية والصحية والكهربائية في جميع صالاته مع الاشتراطات الموصوفة للسلامة، عمدت بلدية الكويت، بعد انتهاء العقد المبرم مع الشركة المستثمرة للمسلخ في 29 / 3/ 2013 الى تمديد العقد مرتين متتاليتين، متجاهلة جميع الكتب والمراسلات الرسمية التي تفيد بأن المسلخ غير صالح للاستخدام نهائياً، ومعطية أذنا صماء للتحذيرات التي أطلقتها الهيئة العامة للبيئة، تؤكد «وجود أمراض داخل المسلخ».وعلى أعتاب عيد الأضحى المبارك بعد حوالي الشهر تقريباً، الذي يشهد إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين على ذبح الأضاحي وفي مسلخ العاصمة تحديدا، تنطلق الصرخة الحريصة على مصلحة العباد، من منطلق بعض الكتب والمراسلات الرسمية بين بلدية الكويت والهيئة العامة للبيئة، التي توضح مدى خطورة مسلخ العاصمة والآثار السلبية المترتبة على الاستمرار في استخدامه في وضعه الحالي.فقد حذرت هيئة البيئة البلدية من خطورة إبقاء مسلخ العاصمة المركزي في الشويخ في حيز العمل لوجود مادة الإسبست التي تشكل خطراً على المواد الغذائية (اللحوم) وعلى العاملين في صالات المسلخ.وفي بداية المراسلات الرسمية بين الجهتين، أحاط نائب المدير العام لشؤون الرقابة البيئية وللشؤون الفنية بالوكالة المهندس محمد العنزي، من حصيلة الوثائق التي حصلت عليها «الراي»، أحاط مدير فرع محافظة العاصمة في كتاب رسمي صادر بتاريخ 27 اغسطس 2013 بوجود مادة الإسبست التي تطلق على مجموعة من السليكيات الموجودة بصورة طبيعية والتي تستخرج من الأرض، والتي تتكون من الأوكسجين والسيليكون والهيدروجين وايونات معدنية، لافتاً إلى أن «الاسبستوس يحتوي على 40 – 50 في المئة سيليكا إضافة إلى أكاسيد الحديد والمغنيسيوم وغيرها».وأوضح العنزي في كتابه أن «لمادة الاسبست خطورة على البيئة وعلى من يتداولها، حيث تتطاير من هذه المادة ألياف صغيرة جداً (ألياف الاسبستوس) وعند استنشاقها تسبب مرض التحجر الرئوي، وهو ما يعرف بمرض الاسبستوس»، مؤكداً أن «منظمة العمل الدولية حظرت استخدام المادة وفقاً للاتفاقية رقم 162 لسنة 1986، كما قامت دولة الكويت ممثلة بوزارة التجارة والصناعة بإصدار القرار رقم 26 لسنة 1995 في شأن منع استيراد وتداول مادة الإسبست».وتابع «ان الهيئة العامة للبيئة أكدت في كتاب سابق بضرورة الإزالة الفورية لأسقف الإسبست واستبدالها بأسقف أخرى، على أن تتم تلك الأعمال من خلال شركات متخصصة بفك ونقل الأسبست، ومن خلال اعتماد وإشراف الهئية العامة للبيئة»، مؤكداً أن «الهيئة على استعداد للتنسيق المباشر في هذا الجانب من خلال جهازها الفني نظراً لأهمية الموضوع».وفي كتاب آخر موجه من بلدية الكويت إلى مدير إدارة الإنشاءات صادر بتاريخ 27 يناير 2014، أكدت رئيس قسم الصيانة بدرية التنيب رداً على كتاب نائب المدير العام لشؤون المالية والإدارية ورئيس لجنة المشتريات الخاص بالمزايدة رقم 1-2013-2014 المتعلقة باستغلال الصالات رقم 1-2-3-4-5 لأعمال ذبح وتنظيف المواشي الواردة من الشركات والمؤسسات في مسلخ العاصمة، أن «اللجنة المشكلة لدراسة الأمر رأت من الناحية الفنية أن كل مكونات صالة رقم 1 متهالكة وأعمال التكييف والكهرباء والصحي ومضخات الهواء بها لا تصلح للعمل وغير مطابقة للشروط والمواصفات الصحية للمسلخ»، مشيرة إلى أن «عمر مكونات الصالة تجاوز الخمسين عاماً».وأضافت «ان الصالة رقم 2 الملحقة بصالة رقم 1، متهالكة بدورها من الناحية الكهربائية والصحية، ولكن مثبت بها ماكينة تكييف حالتها جيدة، والحالة العامة للصالة (سيئة)، وسقفها منخفض ما يؤثر سلباً على آلية العمل بها من تهوية وقرب الدكت من خطوط التعليق»، موضحة أن «الصالة رقم 3 والملحقة أيضاً بالصالة رقم 1 متهالكة وهي بالاساس مكان لتفريغ وشحن اللحوم من الصالة رقم 1 وتم استخدامها وتعديلها لتصبح صالة ذبح وحالتها (سيئة)».وأشارت التنيب في كتابها إلى أن «الصالة رقم 4 هي ليست صالة ذبح ولكن هي عبارة عن برادات لحوم مقسمة إلى جزءين، جزء للتبريد وآخر للتجميد وحالتها الكهربائية والميكانيكية متهالكة جداً»، مضيفة «ان الصالة رقم 5 تعتبر أحسن الصالات المذكورة مقارنة بالأخرى ويمكن العمل بها بعد القيام ببعض الصيانة البسيطة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنها على الطريقة اليدوية القديمة نفسها التي لا تتواكب مع التحديث المعمول به في المسالخ الحديثة، ولكن يمكن الاعتماد عليها بصفة موقتة لحين الانتهاء من بناء أو تحديث الصالات الأخرى».وفي رد آخر للهيئة العامة للبيئة بتاريخ 22 يناير حمل صفة ( عاجل جداً)، قال نائب المدير العام لشؤون الرقابة البيئية والشؤون الفنية بالوكالة المهندس محمد العنزي انه «بعد معاينة المسلخ وفقاً لطلب بلدية الكويت تقديم تقرير عن حالة صالات الذبح من الناحية البيئية وصلاحيتها للاستخدام، وذلك قبل معاينة المزايدين للموقع المراد استغلاله بالمسلخ، تبين أن المسلخ متهالك جداً وبعض المباني مهجورة، وأسقف المسلخ متهالكة وغير آمنة ويتسرب منها الماء، إضافة الى وجود مادة الاسبست في أسقف الصالات الداخلية والممرات والمظلات الخارجية، والذي يعتبر خطرا على صحة الإنسان ويحظر استخدامه»، مضيفاً «ان المسلخ لا يحتوي على وحدة معالجة للمياه الناتجة عن صالات الذبح، ويعتبر مخالفاً للقرار رقم 6 لسنة 2004، كما أن الثلاجات المستخدمة متهالكة جداً».واضاف «ان حوائط المسلخ متهالكة، وأبواب وأحواض التخزين متآكلة من الصدأ، إضافة لوجود روائح كريهة جداً، لاسيما أن المسلخ يفتقر إلى بيئة داخلية سليمة»، موضحا أنه «طالب بضرورة تشييد مسلخ جديد والتنسيق مع البيئة للتخلص السليم من مخلفات الاسبست بالطريقة الآمنة».