كونا - شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في مراسم تدشين الجزء الأول من خط نقل الغاز العملاق (قوة سيبيريا) لنقل الغاز من سيبيريا إلى الشرق الروسي والصين.وأعرب بوتين في كلمة بثتها قناة (ار.تي) التلفزيونية الروسية أثناء مراسم تدشين المشروع عن ثقته بأن خط أنابيب (قوة سيبيريا) لن يكون له مثيل في العالم في الأفق المنظور. ولفت بوتين إلى أهمية مشروع (قوة سيبيريا) بالنسبة لروسيا والصين من الناحية الاقتصادية، مشيرا إلى أنه سيكون أداة لتوريد الغاز إلى الصين من جهة وسيساهم من جهة أخرى في ضمان إمدادات الغاز للسكان في المناطق الروسية في سيبيريا والشرق الأقصى ويمهد الطريق في المستقبل لوصل شبكة الغاز في البلاد مع بعضها وبالتالي سيتيح لروسيا إمكانية التحكم بإمدادات الطاقة إلى الشرق أو إلى الغرب وفقا للأوضاع في الأسواق العالمية وبما يتناسب مع المصالح القومية.وأضاف بوتين أن تنفيذ (قوة سيبريا) سيدفع في طريق تنمية قطاعات مهمة في روسيا كصناعة السيارات والأنابيب والتعدين والصناعات الكيميائية كما أنه مشروع ضخم لتوظيف رؤوس الأموال وخلق أماكن عمل جديدة. ويأتي تدشين المشروع في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الروسية مع الغرب توترا فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية وقيام بعض الدول الغربية بفرض عقوبات على روسيا التي تعد أكبر مصدر للطاقة لدول أوروبا.من جانبه، أكد رئيس شركة (غازبروم) الروسية لخدمات الطاقة اليكسي ميللر الذي شارك أيضا في مراسم تدشين المشروع أن خط أنابيب (قوة سيبيريا) سيضمن إمدادات الغاز الروسي إلى الصين ويجعلها موثوقة، مشيرا إلى أن بلاده تفي دائما بالتزاماتها وكانت وستبقى موردا موثوقا للغاز الطبيعي لعملائها. وبدأت شركة (غازبروم) ببناء الخط الرئيسي لنقل الغاز (قوة سيبيريا) الذي سيمتد على طول يتجاوز 3 آلاف كيلو متر بتكلفة تقدر بنحو 770 مليار روبل (نحو 20.6 مليار دولار) وستبلغ سعته التمريرية 38 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا. يذكر أن شركة (غازبروم) الروسية كانت قد وقعت مع شركة النفط والغاز الوطنية الصينية (سي ان بي سي) على هامش زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى شنغهاي في 21 مايو الماضي صفقة لتوريد 38 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الروسي من شرق سيبيريا إلى الصين لمدة ثلاثين عاما بقيمة 400 مليار دولار.من جهة أخرى، سجل اليورو أقل سعر في عام مقابل الدولار أمس مع زيادة المستثمرين رهاناتهم على انخفاض العملة الموحدة قبيل اجتماع البنك المركزي الاوروبي هذا الاسبوع وبفعل المخاوف من الأزمة في أوكرانيا والتي مازالت تلقي بظلالها على التعافي الاقتصادي لمنطقة اليورو.ونزل اليورو الى 1.3119 دولار في اسيا ليصل الى مستويات منخفضة لم يبلغها منذ أوائل سبتمبر أيلول 2013.وبلغ أحدث سعر له 1.3128 دولار دون تغير عن اليوم السابق. وسجلت العملة أدنى مستوى لها في خمسة أسابيع مقابل الجنيه الاسترليني عند 78.96بنس بانخفاض 0.2 في المئة واقتربت من أقل سعر في ثلاثة أسابيع مقابل الين.بدورها، سجلت العملة الوطنية الروسية أمس تراجعا جديدا قياسيا امام الدولار الاميركي وادنى مستوى على الاطلاق امام اليورو خلال اربعة اشهر، بعد ان هدد الاتحاد الأوروبي موسكو بفرض عقوبات جديدة فيما تدور معارك في شرق اوكرانيا.وبعد ان تدهور الروبل الى مستوى غير مسبوق امام الدولار الجمعة، سجل أمس في بداية التبادل انهيارا جديدا ليتجاوز سعر الدولار 37.30 روبل.كما تجاوز اليورو من جهته عتبة الـ 49 روبل للمرة الاولى منذ بداية مايو.وحذر الرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو من «حرب شاملة» وشيكة اذا واصلت القوات الروسية تقدما لدعم المتمردين الموالين لموسكو بينما لوحت أوروبا والولايات المتحدة بعقوبات جديدة على روسيا.وقال بعض المحللين ان مخاطر الصراع في أوكرانيا على نمو منطقة اليورو واستمرار تدني التضخم سيضغطان على البنك المركزي الاوروبي لتقديم تحفيز جديد في مرحلة ما ان لم يكن هذا الاسبوع.وقال لوتز كاربوفيتز محلل سوق الصرف لدى «كومرتس بنك» «هناك عدة أسباب لمواصلة بيع اليورو.. أولها الوضع المتفاقم في أوكرانيا والذي قد يفضي الى مزيد من العقوبات وهو ما يزيد من مخاطر تأثر اقتصاد منطقة اليورو بالازمة، والاهم من ذلك هو اجتماع البنك المركزي الاوروبي بخصوص سعر الفائدة».واستقر اليورو فوق أقل سعر في نحو عامين مقابل الفرنك السويسري بعد أن قال توماس غوردان رئيس البنك الوطني السويسري (البنك المركزي) ان البنك مستعد للتدخل في سوق العملة لحماية سقف سعر الصرف الذي يفرضه.وسجل اليورو في أحدث التعاملات 1.2063 فرنك ليظل فوق المستوى المتدني 1.2049 فرنك الذي سجله الاسبوع الماضي على منصة التداول (اي.بي.اس) وهو أقل سعر له مقابل الفرنك السويسري منذ أواخر 2012.
اقتصاد
الروبل واليورو يدفعان ثمن الأزمة الأوكرانية
بوتين يدشّن الحلقة الأولى من خط «قوة سيبيريا»
11:16 ص