من يقوى على الصبر ويحتسب الأجر من الله عز شأنه هو الفائز في فهم علامات الرضا من الله.والله عز شأنه ذكر في محكم تنزيله «إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب» لأن الصبر هو الأساس في فهم المعادلة الربانية في التعامل مع شؤون الحياة!علاقاتنا مع بعضنا البعض تحتاج صبرا... علاقتنا مع ذوينا وأحبتنا تحتاج صبرا... وحتى الصبر ونحن نقرأ ما «يسم البدن» يحتاج صبرا.في مواقع التواصل الاجتماعي... نأتي لنبحث عن معلومة مفيدة ونفاجأ بأن السواد الأعظم يتابع «نشر الغسيل».. إشاعات وكلام «يسم البدن» وتبدأ الإثارة وكلمة من هنا وتعليق من هناك... وفي الآخر لا فائدة مما طرح.أربعة جوانب توجب على المرء المؤمن بالله مراعاتها (اللسان? الأعصاب? الشعور? النفس) فهي أساس علامات الرضا من الذات ومن الله عز شأنه إن التزمت بها.لسانك لا ينطق بشيء يخالف أخلاقيات النقد المباح والحديث المعتدل? وأعصابك لا تفقدها إن واجهت ما يغضبك ويثيرك? وشعورك لا تنساق وراءه فهو خاص بك احتفظ به? ونفسك لا تطاوعها لأن النفس أمارة بالسوء.ذكرت هذا بعد أن بلغت الحالة المزرية إلى حد مؤلم... الكل «يتحلطم» ويضخم الموضوع? أي مــــوضوع? وعلى أثره نلاحظ الهجــــــوم غــــير المبرر من الكثير في مواقع التواصل الاجتماعي التي يفترض منها أن تكون معول بناء للمجتمع وأركانه!نصبر.. وأحيانا لا نقوى على الصبر لأسباب شخصية قد تفقدنا أعصابنا وينطلق اللسان بأقصى سرعته كردة فعل نفسية حركها شعور الغضب ولا حول ولا قوة إلا بالله.لهذا السبب قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت».. إنه الأساس الأخلاقي المفروض اتباعه.فأنت عندما تؤذي مسؤولا أو أي شخص لسبب أو لآخر من تداعيات النفس البشرية فقد يكون للمدعي عليه قريب من جيرانك... ونحن جميعا قراء ونعتبر ضيوفا للمواقع التي ندخل عليها سواء المقروءة أو المسموعة، وواجب إكرامنا بقول ما هو طيب وله مردود إيجابي... وإذا لم تجد ما يمنحنا الفائدة فالسكوت أفضل.بساطتنا وعفويتنا لا يجب أن تمنحنا الجرأة في قول ما نريد في مكان عام والمجالس أمانات كذلك فبعض الأمور وإن رأيتها من جانبك «عادية» فغيرك يفسرها بشكل آخر وتضاف لها البهارات وتروج كإشاعة ضربت شخصا قد يكون بريئا مما نسب إليه.نحن لو استعذنا من الشيطان واحترمنا خصوصية بعضنا وتداولنا منهجية النقد البناء لما وصلنا إلى حالة «التحلطم» التي نعيشها وللتدليل على ذلك ما عليك سوى دخول تلك المواقع والمنتديات!وإن كانت الأمور قد بلغت حدا لا يطاق... فعلينا التحلي بالصبر والتوجه بالدعاء لرب عظيم أعلم بأحوالنا وفضل الدعاء كبير لو كانوا يعلمون.اتركوا للبعض مساحة كافية للصبر والدعاء ولا تثيرونا أكثر من الإثارة التي نعيشها بشكل يومي.. ونصبر.والله المستعان!Twitter : @Terki_ALazmiterki.alazmi@gmail.com