أعلنت «جبهة النصرة» في القلمون أنها ستبدأ «خلال أيام» حملتها العسكرية لتحرير قرى منطقة القلمون السورية الحدودية»، محذرة من أن أي مشاركة لـ «حزب الله» في القتال ضد الجبهة سيضطرها لقتل الأسرى العسكريين اللبنانيين الشيعة لديها.وبعثت الجبهة، في بيان أصدرته برسائل إلى «كل من الشيعة والسنة والمسيحيين في لبنان»، فخاطبت أبناء الطائفة الشيعية، قائلة: «انا نعلمكم أن حملتنا العسكرية من أجل تحرير قرى القلمون ستبدأ باذن الله في الأيام المقبلات وان أي تواجد لأبنائكم من الرافضة في صفوف عدونا فمعنى ذلك أنكم قضيتم حتف أبنائكم الذي بين أيدينا وقد أُعذر من أنذر».وتوجهت إلى «حزب الله» بالقول: «غداً ستكشف الحقيقة المرة ويفضحكم أتباعكم الذين ذهبتم بفلذات أكبادهم إلى معركة خاسرة».وتطرق البيان إلى عملية اطلاق الأسرى العسكريين الخمسة السنّة لدى جبهة «النصرة» والذين تسلمتهم الأجهزة الامنية اللبنانية امس، فتوجه بـ «رسالة إلى أهل السنّة»، موضحا: «قمنا باطلاق سراح أبنائكم كعربون محبة لكم فأنتم أهلنا وأنتم منا ونحن منكم».وخاطبت «النصرة» ايضاً «نصارى لبنان»، محذرة من أنه جرى «دفعكم اليها (الحرب) دفعاً وزجكم بحرب لا قبل لكم بها»، وأضافت: «انا نتوجه إلى عقلاء النصارى بأن تنزعوا شرارة الحرب التي يريد التيار الوطني الحر (بقيادة العماد ميشال عون) جركم اليها»، في اشارة إلى تحالف عون مع «حزب الله».واتهمت «التيار الحر» بأنه «حرم بأفعاله ا?خيرة عددا من أبنائكم (المسيحيين) بأن يعودوا من ا?سر (...) فالزموا الحياد بيننا وبين أحفاد المجوس، ثم كفّوا سفهاءكم عن سفاهتهم، واياكم أن تتطاولوا على مقدساتنا، أو تعتدوا على ثوابتنا فخذوا على يد المعتدين من طائفتكم ولا تتركوهم ليحققوا ما يصبّ في غير مصلحتكم، فقد قيل للشقيّ هلمّ إلى السعادة فقال حسبي ما أنا فيه، فلا تتركوه يفسد دنياكم ويذهب بشبابكم وقوداً لحربٍ بالوكالة نصيبه منها أن يتربع على سدة الرئاسة ولو لساعة واحدة».وجاء بيان «النصرة» غداة اطلاقها العسكريين الخمسة في عملية سبقها توزيع «داعش» فيديو للجندي علي الحاج حسن يوجّه فيه رسالة إلى اهله يدعوهم فيها والدولة إلى التحرك للافراج عن العسكريين «والا سيتم ذبحنا»، علماً ان الحاج حسن لم يكن ظهر في الشريط الذي نشره التنظيم اول من امس (بعيد بث فيديو للذبح المزعوم للجندي علي السيّد) لتسعة عسكريين مخطوفين لديه الامر الذي دفع الوسطاء إلى الطلب من «داعش» تقديم الدليل على ان الحاج حسن على قيد الحياة.وكشفت مصادر معنية لـ «الراي» عن «ان حزب الله قام باعتقال ثلاثة من قيادي النصرة في القلمون»، في تطور يتصل بامكان اللجوء إلى عملية تبادل محتملة بين الحزب والنصرة التي تحتجز عسكريين لبنانيين (شيعة)».ورأت هذه المصادر ان تهديد «النصرة» بقتل العسكريين اللبنانيين جاء في اطار رد الفعل على الانتقادات اللاذعة التي وجهتها «داعش» لاداء «النصرة» واطلاق بعض العسكريين في الدفعة الأولى من دون ثمن.وقالت هذه المصادر لـ «الراي» ان جبهة النصرة تحاول استعادة هيبتها، وهي التي تحتفظ بالعدد الأكبر من قواتها في القلمون، وذلك بعدما خسرت اكثر من 1500 مقاتل انتقلوا إلى «الدولة الاسلامية» بعدما كانوا جزءاً من «النصرة».وأشارت المصادر إلى ان جبهة «النصرة» لن تتردد بالتصرف بقسوة مع العسكريين اللبنانيين فقط لتثبت نفسها ولتمنع تسرب عناصرها إلى «الدولة الاسلامية»، لافتة إلى ان مطالبتها باطلاق عماد جمعة (اعتقاله كان تسبب بمواجهات عرسال) تأتي في السياق عينه رغم انه كان انتقل إلى «داعش» مع ألفي عنصر قبل ان يوقفه الجيش اللبناني في 2 اغسطس الماضي.وأوضحت المصادر ان جبهة «النصرة» تطالب باطلاق موقوفين في سجن رومية لتعزيز مكانتها في وجه «داعش»، وقالت المصادر ان «النصرة» تدرك ان مطالبتها بانسحاب «حزب الله» من القلمون لن تتحقق لأن وجود الحزب هناك هو في اطار قرار استراتيجي.