لم يخرج ملف الاسرى العسكريين اللبنانيين لدى تنظيميْ «الدولة الاسلامية» و«جبهة النصرة» من دائرة المعاينة الدقيقة في بيروت التي تلقف مسؤولون كبار فيها بارتياب وقلق ملامح تسريبات اعلامية تتعلق بهذه القضية الحساسة يُشتمّ منها وجود أبعاد تتصل بعملية توظيف او «تصفية حسابات سياسية» على خلفية استحقاقات داهمة لعلّ أبرزها الانتخابات الرئاسية.وبعد نشْر محضر التحقيقات مع الموقوف عماد أحمد جمعة الذي شكل القبض عليه في 2 اغسطس الجاري الشرارة التي أشعلت المواجهات بين الجيش اللبناني والارهابيين في عرسال وجرودها، ثم التداول بأسماء العسكريين ورجال الامن الاسرى واوضاعهم وخريطة توزُّعهم لدى الخاطفين، بدا واضحاً استياء رئيس الحكومة تمام سلام من هذا المسار هو الذي يتولى ادارة هذه القضية التي شهدت ما يشبه «خلط الأوراق» بعد تعليق هيئة العلماء المسلمين وساطتها.وقد حرص سلام امس على زيارة رئيس البرلمان نبيه بري معلناً بعد اللقاء أن «العسكريين المحتجزين هم ابناؤنا واغلى ما عندنا ولا سيما ان بينهم مَن استشهد ومنهم مَن يشكل الدرع الواقي لنا وهم لا ينتمون لا لهذه الفئة ولا لتلك وانما الى لبنان وقد وضعوا أرواحهم على كفهم وذهبوا لمواجهة الإرهاب من اجل لبنان وليس من اجل فئة او مذهب او ذاك وبالتالي هذا الموضوع يتطلب عناية كبيرة».وأكّد أن «اي كلام أو تفاصيل او معطيات يمكن ان يفرج عنها او تعرقل اي مسعى لن تكون في مكانها»، لافتاً أن «الأهالي لا يذهبون في تصاريح لتسجيل مواقف وانما يريدون حرية ابنائهم والقصة ليست اليوم او غدا وانما معركة طويلة مع ناس لا يعرفون لا دين ولا هوية ولا لون ولا مذهب، ومع الأسف تابعنا تصاريح تعتبر ان هؤلاء العسكريين منهم الشيعي والسني وغير ذلك وهذا معيب جداً».وسأل «مَن يستفيد من نشر التفاصيل المتعلقة بأوضاع العسكريين والمفاوضين، وهو ما لا يعطي نتيجة؟»، وقال: «الحكومة تتحمل مسؤوليتها كاملة وعندما نتخلى عن هذه المسؤولية نعلن ذلك غير اننا نسعى مع الداخل والخارج لضمان سلامة العسكريين المخطوفين، ومن الحرام ان نضع الامور في زوايا المذاهب او نرمي الأخبار من هنا وهناك».وترافق كلام سلام مع التداول ببيان قيل انه صدر عن «داعش» وهدّد فيه التنظيم بانه سيقتل جندياً لبنانياً كل 3 ايام «في حال استمر حزب الله، في عرقلة المفاوضات مع الحكومة اللبنانية».وبحسب البيان المزعوم: «سنقوم بقتل أول جندي لبناني أسير لدينا بعد 24 ساعة من الآن اذا لم يتم تحييد «حزب الله» عن مفاوضات تبادل الأسرى وتبدأ الحكومة اللبنانية بعمل جدي لحل الأزمة».الا ان وزير الداخلية نهاد المشنوق اعرب عن اعتقاده أنّ هذا البيان غير جدي كاشفاً تلقيّه اتصالات «موثوق بها» تؤكد أنه مفبرك، وأن لا علاقة له حتى «بداعش».وفيما لم تستبعد دوائر متابعة لملف العسكريين معاودة الاتصال مع هيئة العلماء المسلمين باعتبارها قناة تفاوض من شأنها أن توفر مسلكاً آمناً للتواصل مع الجماعات المسلحة، نقل النواب عن الرئيس بري بعد لقاء الاربعاء النيابي انه يركز في هذا الوقت في الدرجة الاولى «على العمل لتوفير كل الدعم للجيش اللبناني في معركته ضد الارهاب»، وانه تلقى وعودا من سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن بالتجاوب مع هذا الطلب، واضعاً اتصاله بالرئيس سعد الحريري اول من امس في هذا السياق.وأمل بري في «ان تتوافر الظروف اكثر لمواجهة خطر الارهاب، ومنها بوادر الحوار او فتح باب التقارب بين السعودية وايران الذي يعتبر عنصرا مهما في بلورة وتحسين هذه الظروف».
خارجيات
بري مرتاح للتقارُب الإيراني - السعودي
سلام «غاضب» من التعاطي السياسي - الإعلامي مع ملف العسكريين اللبنانيين الأسرى
02:13 م