شن الجيش الإسرائيلي، امس، غارات جوية على قطاع غزة اثر سقوط 3 صواريخ أطلقت من القطاع غرب مدينة بئر السبع، فيما أمرت تل ابيب وفدها الى مفاوضات وقف نار دائم في القاهرة بالعودة الى بلادهم.وقال احد شهود في قطاع غزة ان «طائرات الـ اف 16 الاسرائيلية اطلقت صاروخا على الاقل على ارض زراعية في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة».وتابع ان «المقاتلات الاسرائيلية شنت غارة جوية استهدفت ارضا مفتوحة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وغارتين اخريين على مدينتي خان يونس ورفح جنوب القطاع» ما أسفر عن اصابة طفلين، ودفع بآلاف الفلسطينيين إلـى الفرار من منازلهم.وردا على هذا التصعيد، اعلن مسؤول اسرائيلي حكومي ان «اسرائيل امرت وفدها المفاوض في القاهرة بالعودة الى اسرائيل».واكد الجيش الاسرائيلي في بيان استهداف مواقع «ارهابية» في قطاع غزة.وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو امر الجيش بالرد بعد سقوط 3 صواريخ اطلقت من قطاع غزة على منطقة بئر السبع جنوب اسرائيل خلال التهدئة.وقالت ناطقة باسم الجيش: «سقطت 3 (صواريخ) في ارض مفتوحة في منطقة بئر السبع».واكدت الشرطة عدم وقوع اضرار او اصابات.وكان الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهــوم هدد في وقت سابق بأنه «إذا لم يفهم (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو جيدا رسالة ومطالب غزة عبر لغة السياسة في القاهرة فإننا نعرف الطريق التي نجبره بها على فهمها».وتوصل الفلسطينيون والاسرائيليون، ليل اول من امس، الى اتفاق يقضي بتمديد وقف النار في قطاع غزة لمدة 24 ساعة اضافية لاستكمال محادثات غير مباشرة الهدف منها التوصل الى هدنة دائمة.ونفت مصادر سياسية إسرائيلية، ما تردد عن التوصل إلى تفاهمات مع الولايات المتحدة في شأن رفع الحصار عن قطاع غزة تدريجيا وإعادة إعمار القطاع بدعم دولي.وذكرت وفق ما نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن «الوفد الإسرائيلي إلى مفاوضات القاهرة الذي يضم شخصيات أمنية تلقى توجيهات بالإصرار على الاحتياجات الأمنية لإسرائيل».ويأتي ذلك في ظل اخبار عمدت اسرائيل الى تسريبها حول زيارة متوقعة لوزير الخارجية الاميركي جون كيرى لتل ابيب واتفاق سري اميركي - اسرائيلي لرفع الحصار عن قطاع غزة تدريجيا رغم نفي الوفد الفلسطيني في القاهرة احراز اي تقدم خلال المفاوضات.ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر حكومية اسرائيليلة أن «كيري ساهم في التوصل لسلسلة من الاتفاقيات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتشمل الى جانب رفع الحصار عن غزة تدريجيا عدم معارضة اسرائيل على تحويل رواتب الموظفين المدنيين من حركة حماس العاملين في قطاع غزة واعادة تأهيل القطاع من خلال مساعدات دولية».وذكر القيادي البارز في حركة «حماس» عزت الرشق الذي يشارك في المفاوضات في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «صعوبات واجهت المفاوضات بسبب تعنت الاحتلال»، مشيرا الى ان تمديد الهدنة لمدة لـ 24 ساعة جاءت بناء على طلب الوسيط لإعطاء فرصة إضافية».واكد رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض عزام الاحمد للصحافيين في القاهرة: «حتى الآن لم يحدث أي تقدم فى المطالب الفلسطينية. ايضا هناك أصابع خفية تحاول وضع العراقيل أمام المبادرة المصرية».والقى الملامة على تاخر التوصل الى اتفاق على «مناورات ومماطلات الوفد الاسرائيلي» التي قال انها حالت دون اي تقدم في المفاوضات حتى الان. وحذر من عدم التوصل لاتفاق نهائي، مشيرا إلى أن «الأوضاع ستتفجر في غزة».من جهته، اكد الناطق باسم حركة «حماس» سامي ابو زهري: «هناك تعثر مستمر في مفاوضات القاهرة بسبب استمرار المماطلة الاسرائيلية وعدم توفر اي ارادة اسرائيلية للتوصل الى اتفاق حقيقي».وذكر مصدر قريب من المفاوضات الجارية في القاهرة ان «فشل المفاوضات جاء لرفض اسرائيل شمل قضيتي المطار والميناء في الاتفاق».واضاف: «اقترح الجانب المصري صيغة لتأجيل كل القضايا المطروحة من الطرفين الى شهر بعد وقف النار ولكن الاحتلال الاسرائيلي رفض هذا. وخوفا من اعلان الفشل اقترحت مصر مد الهدنة لـ 24 ساعة لمواصلة المفاوضات».وفي الدوحة، صرح سفير فلسطين في قطر منير غنام، امس، ان رئيس رئيس السلطة محمود عباس سيتوجه مساء اليوم الى الدوحة لاجراء مشاورات حول المفاوضات للتوصل الى هدنة دائمة في قطاع غزة.واضاف ان «عباس الذي كان من المقرر اصلا ان يتوجه مساء الاربعاء الى الدوحة سيتطرق مع امير قطر تميم بن حمد ال ثاني ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل الى «التطورات الاخيرة في المفاوضات» بين اسرائيل والفلسطينيين حول هدنة دائمة و«جهود الاغاثة واعادة الاعمار في قطاع غزة». وتابع ان عباس سيتوجه بعد الدوحة الى القاهرة.الى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس»، امس، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاول الأسبوع الماضي إخفاء مشروع اتفاق وقف النار الذي تقدمت به مصر عن حكومته.ونقلت عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أنه «خلال الاجتماع المسائي للحكومة الخميس الماضي واجه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان نتنياهو بنسخة من المقترح المصري كان تلقاها وطلب توضيحا من نتنياهو في شأنها».وذكرت أن «ليبرمان فاجأ نتنياهو بهذا، وأن هذه كانت المرة الأولى التي يسمع فيها أعضاء الحكومة عن تلقي إسرائيل مشروع اتفاق لوقف النار من المصريين وطالبوا بنسخ منه حتى يتسنى لهم مراجعته». وأشارت إلى أن «أجواء عاصفة اعقبت ذلك ووجد نتنياهو نفسه في موقف دفاعي».من ناحيته، حض العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اول من امس، على تكثيف جهود بلاده لتهيئة الظروف لاعادة الزخم لعملية السلام، حسب ما افاد بيان للديوان الملكي.
خارجيات
تل أبيب تأمر وفدها المفاوض في القاهرة بالعودة
غارات إسرائيلية على قطاع غزة إثر إطلاق صواريخ منه
04:35 م