مرّة جديدة «ينشغل بال» الزعيم الدرزي اللبناني النائب وليد جنبلاط بالوضع في محافظة السويداء السورية (ذات الغالبية الدرزية) والتي تعيش منذ أيام حالة من التوتر العالي في أعقاب اشتباكات مسلحة بين أبناء احدى بلداتها ومجموعة من البدو المدعومين من معارضين سوريين يأخذون على بعض أهالي المنطقة المشاركة في قتال المعارضة ضمن ميليشيات موالية لنظام الرئيس بشار الأسد.فـ جنبلاط الذي يصوغ كل تموْضعه الداخلي لبنانياً انطلاقاً من «الخطر الوجودي على لبنان وكل دول المنطقة» الذي يمثله «الارهاب الداعشي الزاحف على المنطقة»، وجد نفسه في الايام الاخيرة امام واقع خطير أفرزته الأحداث التي اندلعت في السويداء مع محاولة مجموعات بدوية متمركزة في مناطق تواجد الفصائل المسلحة المعارِضة في منطقة اللجاة الاستيلاء على كل من قرية داما الأثرية (37 كيلومتراً شرق السويداء) والدير الروماني المجاور لها، ما ادى الى مواجهات ادت الى ما لا يقلّ عن 15 شخصاً من أبناء طائفة الموحدين الدروز و«لجان الحماية الشعبية» قيل ان نصفهم من المشايخ و4 شبان نعاهم حزب «التوحيد العربي» الذي يترأسه الوزير اللبناني السابق وئام وهاب.وفيما كان الزعيم الدرزي يقابل في لبنان المخاوف من تمدُّد «داعش» الى قرى درزية في البقاع الغربي رافضاً منطق «الأمن الذاتي» والتسلّح، اذا بأحداث داما التي توّجت حالات توترٍ في المنطقة الواقعة شمال غرب السويداء نتيجة حالات خطفٍ متبادل منذ فترة، تضعه على تماس مباشر مع دعوات صريحة أُطلقت من المئات من شباب السويداء بينهم عدد من المشايخ مطالبين النظام السوري بتوفير السلاح المتوسط والثقيل لمواجهة تمدُّد البدو.ولاقى جنبلاط الدعوات التي تعتبر «ان النظام السوري يحاول دفع أذرع له، أو متعاونة معه، إلى الهجوم على أطراف محافظة السويداء لدفعهم للانخراط في معاركه الدموية وحتى يدفع الدروز للاعتقاد بأن الحرب ستطولهم، وأن عليهم الوقوف أكثر إلى جانبه»، فاعلن ان «الأحداث التي تشهدها منطقة السويداء تعكس الأساليب التي يجيد النظام السوري لعبها وترتكز إلى تأليب المناطق والطوائف والمذاهب على بعضها البعض وإشعال نار الفتنة المتنقلة بما يتيح له إعادة بسط سيطرته وسطوته الأمنيّة والسياسيّة في مواقع مختلفة من سورية».ولفت الى انه «في اللحظة التي يسقط فيها الدروز في الفخ الذي ينصبه النظام ويسيرون في نظريّة الأقليّات التي روجها ويروجها النظام، يكونون قد تخلوا عن كل تراثهم القومي والوطني والتاريخي في النضال من أجل سورية عربيّة موحدة تعدديّة متنوعة».واضاف: «مرّة جديدة، أكرر أن أمام العرب الدروز الاختيار بين الانتماء المذهبي الضيق والمقيت الذي يستخدمه النظام السوري ويترجمه من خلال عناصر ما يُسمّى الدفاع الوطني في مواجهة أهلهم في حوران وبقية المناطق التي ترمي لاذكاء نار الفتنة، وبين الانتماء العربي والقومي العريض. فالهوية المذهبيّة لا تحمي الأقليّة الدرزيّة المنتشرة بين لبنان وسورية وفلسطين المحتلة وبعض المناطق الأخرى، إنما وحدها الهوية العربيّة الجامعة التي تصون هذه الطائفة في إطار محيطها السياسي والجغرافي الطبيعي».ودعا جنبلاط «كل فاعليات ومشايخ الدروز للتحلي بأعلى درجات المسؤوليّة والوعي والعقلانيّة لبناء تفاهماتٍ وتحقيق مصالحات مع المحيط لأن في هذه السياسة ما هو أجدى من توسل السلاح من النظام الذي يريد استخدام الدروز وغير الدروز في إطار حربه العبثيّة التي أدّت إلى قتل ما يزيد على مئتي ألف مواطن سوري وتدمير سورية بأكملها تقريباً فيما يعيش رأس النظام في برجه العاجي».وختم: «واضحٌ أن سياسة استغلال الطوائف والمذاهب التي اعتمدها النظام لم ترحم حتى الطائفة العلويّة ذاتها، كما سائر الطوائف الأخرى، وقد تكبّدت هذه الطائفة ما يزيد على أربعين ألف قتيل من الجيش فضلاً عن الخسائر المدمرة التي لحقت بها جرّاء سياسات النظام في علاقاتها السياسيّة والاجتماعيّة مع سائر مكونات المجتمع السوري الذي يعيش أصعب الظروف وأقساها في تاريخه المعاصر».
خارجيات
حذّر من الوقوع في «فخ» النظام السوري ورفض التسلّح
جنبلاط «على خط» أحداث السويداء
02:31 م