تعرض صالات السينما في بيروت مجموعة من الأفلام التي استقبلها مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، واحتفل بها كأعمال متميزة، فالأول تجربة إنتاجية رائدة وراءها جامعة مع 7 مخرجين من طلابها وأمام الكاميرا باقة من الممثلين المحترفين، والثاني يزينه اسم العالمي عمر الشريف، والثالث لامس الأوسكار ولم ينله.«وينن»: عدة عروض خاصة متفرقة ما بين بيروت، دبي، وموناكو، تمهيداً لعروضه البيروتية في أكتوبر المقبل، والموضوع شاغل لبال اللبنانيين منذ العام 75 بداية حرب الآخرين على أرض لبنان وصولاً إلى العام الحالي عن الذين اختطفوا وعذّبوا وتم إخفاؤهم ليطرح السؤال الكبير: وينن، لكن من دون صدى أو جواب. سبع مواهب أنجزت هذا الفيلم إخراجياً: ناجي بشارة، رجا بيروتي، زينة مكي (هي نفسها الممثلة بطلة فيلم: حبة لولو، لـ ليال راجحة)، طارق قرقماز، كريستال إغنادييس، ماريا عبد الكريم، وسليم هبر.وكل منهم أدار ممثلين مخضرمين أمام كاميراه من خلال هذا الترتيب: ( كارول عبود ورودريغ سليمان - لطيفة وأنطوان ملتقى وتقلا شمعون وليليان نمري - دياموند بو عبود وإيلي متري - كارمن لبس وجوليان فرحات - ندى أبوفرحات وطلال الجردي - زياد صعيبي وجوزيف سلامة ولورا خباز).النص تولاّه الفنان جورج خباز (له نصوص كل مسرحياته، ومعها: القديسة رفقة، وفيلم: غدي) والذي حوّله من نص تلفزيوني إلى عمل سينمائي قسّم إلى سبعة أقسام تولىّ كل واحد منها مخرج وكانت النتيجة مبهرة فعلاً.«روك القصبة»: شريط للمغربية ليلى مراكشي، أحب نصّه العالمي عمر الشريف الذي يحضر في عدة لقطات مع بداية الشريط لكن الأحداث التالية بالكامل تتحدث عنه كونه كبير العائلة المحترم الذي ما إن يتوفّى حتى تظهر كل السلبيات الاجتماعية عنه أولاً أن له ابناً من خادمة المنزل (راوية - أو فاطمة هراندي)، وثانياً أن هذا الابن أقام علاقة مع إحدى بنات كبير المنزل وهي لا تدري أنه أخوها فانتحرت، وثالثاً ظهرت خلافات الأم مع بناتها في شكل واضح وأمام المعزّين على مدى ثلاثة أيام من التعازي.المخرجة اللبنانية نادين لبكي تلعب أحد أدوار الفيلم كواحدة من البنات وتثبت أن أداءها وجمالها كممثلة يعادلان موهبتها كمخرجة رائعة. معها: هيام عباس، والمغربيات: مرجانة العلوي، لبنى أزبال، وراوية. يموت الكبير فتظهر كل الشوائب تاركاً وراءه فوضى عارمة.«عمر»: للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد صوّره بعد ثماني سنوات على عمله الرائع: الجنة الآن. وقد كان بين الفيلم ونيل أوسكار أفضل فيلم أجنبي ناطق بغير الإنكليزية مسافة بسيطة جداً، لكنه لم ينله معوّضاً عن ذلك بالصخب الذي أحدثه أينما عرض، خصوصاً نيله المهر الذهبي من مهرجان دبي السينمائي.الفيلم يتحدث عن قصة حب بين مراهقين، عمر (آدم بكري - نجل الممثل محمد بكري) ونادية (ليم لوباني) يفصل بينهما الجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل لعزلها عن العرب في الأرض المحتلة. يواجه عمر الذي يعمل خبّازاً العديد من الأخطار بسبب الجدار ومشاركته في عمليات ضد الإحتلال وآخر مشاهده طلقة رصاص في رأس الضابط الإسرائيلي يؤدّي دوره منتج الفيلم (مليون ونصف المليون دولار) وليد فاروق زعيتر. وفي الأدوار: سامر بشارات، وإياد حوراني.