لم تخرج بلدة عرسال (البقاع الشمالي) من دائرة الاهتمام العالي في بيروت وسط جهود كبيرة تُبذل لإنهاء ملف العسكريين وعناصر الامن المخطوفين (عددهم نحو 36) لدى تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» وبدء عملية مسح الأضرار في البلدية بمتابعة مع «تيار المستقبل» استعداداً بدء ورشة إصلاح ما دمّرته «حرب الايام الخمسة» بين الجيش اللبناني والارهابيين في البلدة وعلى تخومها وفي جرودها.وعلى وقع تكرار قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي إن «مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية كانوا يدبرون لتحويل لبنان إلى عراق آخر بإثارة فتنة طائفية بين السنة والشيعة مما يعرض وجود لبنان للخطر ولكن الجيش ضربهم وكسر مخططهم وغيّرنا مجرى التاريخ»، لفت ما نقلته صحيفة «السفير» عن رئيس الحكومة تمام سلام من إن «ثمة توارد أفكار بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري في ما يخص فكرة الاتصال بالقيادتين القطرية والتركية لمساعدة الحكومة اللبنانية في قضية الإفراج عن العسكريين المحتجزين لدى المجموعات المسلحة في عرسال وجردها».وأوضح سلام أنه سبق له أن اتصل بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل خليفة وعرض معه التطورات اللبنانية وخصوصا مخاطر الإرهاب من بوابة عرسال «فأكد لي الشيخ تميم دعم بلاده الثابت للبنان انطلاقا من مشاعر الأخوة التي تربط بين البلدين، ولكنه أشار لي إلى أن التواصل بين قطر والمجموعات السورية المسلحة على أرض سورية قد توقف كليا منذ فترة»، كاشفاً، اي سلام، إنه حاول خلال الأيام الماضية الاتصال بنظيره التركي رجب طيب أردوغان «لكن انشغال الأخير بالانتخابات الرئاسية التركية حال دون اكتمال التواصل»، مؤكدا أنه سيعاود الاتصال بالقيادة التركية للغاية نفسها.وفي موازاة المساعي لبت ملف المخطوفين، عاد العماد قهوجي عبر «رويترز» ليرسم المخطط الذي كان يرمي اليه المتشددون «اذ كانوا يهدفون إلى تحويل بلدة عرسال إلى حربة ينطلقون منه لمهاجمة قرى شيعية مجاورة مما يثير عاصفة طائفية من نار كانت ستدمر لبنان»، وقال «كان عندهم هدف هو القيام بفتنة سنية شيعية. كانت لديهم خيارات عدة إما مهاجمة بعض القرى الشيعية ويصيروا على تماس بين السنة والشيعة ويعملوا فتنة إما أن يضربوا الجيش ويصيروا على تماس سني شيعي حسب اعترافات الموقوف (عماد احمد) جمعة»، وأضاف «كان الهجوم مخططا له وليس صحيحا أن توقيف معه كان السبب باندلاع المعارك. هو جاء إلى عرسال ليعمل الترتيبات النهائية للهجوم. عندما أوقفناه في عرسال اختاروا أن يبدأوا بالجيش ليربحوا عتادا وذخائر ويصبحوا على تماس بين عرسال واللبوة (بلدة شيعية) ويصيروا على تماس سني شيعي». وتابع: «الفتنة الموجودة في العراق كانت انتقلت الى لبنان مئة في المئة».ونفى التكهنات بأن فرصه في تولي الرئاسة تعززت، وقال «الشيء الذي يحصل أضخم بكثير من قصة رئيس الجمهورية والمساومة على رئيس، واضاف: «لو نجح هؤلاء في العمل الذي كانوا يقومون به لكانت رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء ورئاسة مجلس النواب تفاصيل لا أحد ينظر إليها».في موازاة ذلك، زار عدد من نواب «المستقبل» عرسال غداة استقبال الرئيس الحريري وفدا من ابناء البلدة اكد امامهم التبرع من ماله الخاص بمبلغ 15 مليون دولار لبناء المدارس والمستشفى وما تحتاجه البلدة من مشاريع ضرورية.واعتبر وفد «المستقبل» النيابي أن «اهالي بلدة عرسال تعرضوا لمؤامرة خبيثة ولكنهم استطاعوا تجاوز هذه المرحلة الصعبة بالاعتماد على الدولة»، مؤكدا أن «الاجهزة الامنية أحبطت مخططاً خبيثاً وخطيراً هدفه النيل من السلم الاهلي وخلق فتنة وجر البلد نحو ويلات شبيهة بويلات سورية والعراق».واشار الى أن «رسالة الحريري رسالة اعتدال واهل عرسال اهل التسامح والاعتدال»، مشددا على أنه «يجب توسيع نطاق عمل القرار 1701، بحال لم يملك الجيش القدرة العملانية والتكنولوجية المفروضة، والاستعانة بقوات اليونيفيل (على الحدود مع سورية)، ونحن ضد اي نازح يحمل سلاح لان ذلك سيؤدي الى مشاكل عديدة».وكان الحريري اكد امام وفد اهالي عرسال وفاعلياتها «أن المخطط الذي كان مرسوماً لضرب عرسال واستقرارها والتعايش مع محيطها انكشف»، متعهداً بعدم تكرار الأخطاء التي حصلت في الماضي.
خارجيات
سلام اتصل بالشيخ تميم وأردوغان لمحاولة إنهاء ملف الأسرى العسكريين
قهوجي: المتشدّدون أرادوا تحويل لبنان إلى عراق آخر
12:37 م