بعد ساعات من تلبية دعوة مصر الى «هدنة جديدة» في قطاع غزة، دخلت حيز التنفيذ، ليل أول من أمس، قادت القاهرة، أمس، مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل الى اتفاق وقف نار شامل ودائم في قطاع غزة.وذكرت مصادر مقربة من المفاوضات، ان «الجلسات ستكون مطولة ومكثفة لاستغلال هدنة الــ 72 ساعة».ويشارك في المفاوضات وفد إسرائيلي رفيع المستوى يضم عددا من المسؤولين الأمنيين، وصل على متن إحدى الطائرات الخاصة.وقال رئيس الوفد الفلسطيني في القاهرة عزام الأحمد: «أبلغنا الجانب المصري أن الوفد الإسرائيلي وصل إلى القاهرة، وبالتالي ستستأنف المفاوضات بين الجانبين عبر الراعي المصري»، مطالبا الوفد الإسرائيلي بـ «عدم المماطلة، واستغلال كل دقيقة، في ظل الهدنة الجديدة التي تسمح بالتوصول لحلول أفضل، خصوصا في ظل عدم وجود مطالب جديدة للفلسطينيين».وقال عضو الوفد الفلسطيني عزت الرشق: «نستأنف المفاوضات على أساس التمسك بكل كلمة من مطالبنا لأنها حقوق أساسية سرقها العدو دون وجه حق».ووصل إلى القاهرة، كبير المفاوضين الفلسطينيين، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، مبعوثا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قادما من عمان في زيارة لمصر تستغرق يومين.كما استقبلت القاهرة مساء أمس، رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي السيناتور مايك روجز لبحث الأوضاع في غزة.وبحث الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي خلال لقائه، أمس عريقات «تطورات القضية االفلسطينية وما يتصل بالمفاوضات الجارية بالقاهرة حاليا بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي لوقف دائم للنار على قطاع غزة».وقدم عريقات تقريرا تفصيليا حول ما تم خلال مفاوضات التهدئة التي ترعاها مصر وما سبقها من مفاوضات للتوصل إلى اتفاق حول تثبيت وقف النار على القطاع.كما بحث العربي، خلال لقائه، أمس، مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط روبرت سري، تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا القضية الفلسطينية والوضع في غزة والجهود المبذولة حاليا لتثبيت وقف النار في القطاع.في موازاة ذلك، دعا مجلس الجامعة العربية مصر الى مواصلة جهود تثبيت اتفاق الهدنة الذي توصل اليه الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي واستئناف المفاوضات غير المباشرة للتوصل لاتفاق نهائي من شأنه انهاء العدوان الاسرائيلي على غزة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.واكد المجلس في بيان صدر في ختام أعمال الاجتماع الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين لبحث تداعيات العدوان الاسرائيلي على غزة انه «سيبقى في حالة انعقاد دائم». واضاف ان «الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي قدم تقريرا حول الجهود الديبلوماسية العربية المبذولة على المستوى الدولي لوقف العدوان العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة وتوفير الدعم للموقف الفلسطيني».وذكر ان «عريقات قدم تقريرا عن الاوضاع في غزة وما خلفه العدوان الاسرائيلي من شهداء وجرحى وخسائر هائلة في منازل المدنيين والبنية التحتية والمرافق العامة والمساجد والكنائس المدارس والمستشفيات وعربات الدفاع المدني وسيارات الإسعاف».وتابع أن «عريقات طالب خلال الاجتماع بالقيام بتعبئة عربية ودولية لفتح جسور برية وجوية وبحرية لايصال المساعدات لإغاثة غزة».وأجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري، ليل اول من امس، اتصالاً هاتفيا مع عباس، كما تلقى شكري اتصالا من نظيره النرويجي، وتناول الاتصالان آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية والجهود التي تقوم بها مصر لتثبيت التهدئة واستئناف المفاوضات غير المباشرة.وأكد شكري لصحيفة «المصري اليوم»: «نحن ندعم أي جهد يؤدي إلى حماية الشعب الفلسطيني».وأضاف: «أي جهد كان سيؤدي إلى وقف الأعمال العسكرية وحماية الشعب الفلسطيني مصر دعمته، فليس لنا مصلحة في التشبث بمبادرة مصرية وإعاقة أي طرف في القدوم لتحقيق الهدف الذي نسعى إليه، وهو وقف الحرب».وكشف سفير فلسطين لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي، عن اتفاق أبرم بين مصر وفلسطين والنرويج لعقد مؤتمر المانحين لإعادة إعمار قطاع غزة في شرم الشيخ بداية سبتمبر المقبل، بعدما تم الاتفاق على نقله من النرويج إلى الأراضي المصرية.وفي غزة، فتحت المحال التجارية أبوابها وبدت حركة السير عادية بينما كانت العائلات النازحة تعود الى منازلها التي أجبرت على تركها خلال الهجمات الاسرائيلية وعبروا عن أملهم في أن تستمر هذه الهدنة بعد سلسلة فاشلة من اتفاقات لوقف اطلاق النار.وكانت اسرائيل كثفت غاراتها، ليل اول من امس، على مختلف مناطق قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط مزيد من القتلى قبيل دخول الهدنة الجديدة الى حيز التنفيذ.وذكرت مصادر طبية وامنية فلسطينية ان «4 فلسطينيين قتلوا، فيما جرح 25 آخرون على الاقل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة بعدما قصفت الطائرات منزلا فيها بالصواريخ ودمرته بالكامل، اضافة الى مقتل 3 فلسطينيين في خان يونس جنوب القطاع».واعلنت «كتائب القسام» انها نفذت هجمات صاروخية على المدن الاسرائيلية بينها تل ابيب.وذكرت في بيان: «ردا على جرائم الاحتلال بحق المدنيين وقصف المساجد والمنازل، كتائب القسام تقصف تل ابيب وعددا من المدن والمغتصبات (المستوطنات) الصهيونية برشقات من الصواريخ».ووصل 4 جرحى فلسطينيين اصيبوا بجروح خطرة في اثناء هجوم اسرائيل على قطاع غزة لتلقي العلاج في مستشفيات انقرة، فيما ينتظر وصول آخرين لاحقا.وقتل فلسطيني من ناشطي حركة «فتح» برصاص الجيش الاسرائيلي، امس، في بلدة قبلان شمال الضفة الغربية.وقال مصدر امني ان «زكريا الاقرع (24 عاما) قتل في تبادل لاطلاق النار عندما حاصره الجيش الاسرائيلي في منزل لساعات في البلدة الواقعة جنوب شرقي نابلس».