كثّف الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط من تحركاته «الميدانية» ولا سيما في الجبل في إطار تدارُك المخاطر التي عبّرت عنها معركة عرسال لجهة اقتحامها من مسلحين سوريين من «داعش» و«جبهة النصرة» وسط تقارير تتخوّف من امكان تمدُّد متشددين الى قرى درزية في البقاع الغربي في إطار المعارك المستعرة في المقلب السوري وتحديداً جبهة القلمون والزبداني.وعلى وقع تقارير عن «تصدي قرويين لمتشددين اسلاميين في ?راشيا?» وهو ما نفاه نائب راشيا والبقاع الغربي الوزير وائل أبو فاعور وأهالي المنطقة، حرص جنبلاط خلال الجول التي قام بها الاحد في عاليه على الدعوة إلى التهدئة رافضاً منطق التسلح والامن الذاتي ومعتبراً «ان الدولة اللبنانية وحدها تحمينا»، مشيداً «بتضحيات الجيش اللبناني في عرسال».وجاءت حركة جنبلاط لتلاقي الاتصالات واللقاءات التي يجريها في لبنان وخارج في إطار البحث عن مخارج للمأزق السياسي ولا سيما ملف الانتخابات الرئاسية في ضوء الدينامية الجديدة التي أطلقتها عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت.وفيما اشارت تقارير الى ان جنبلاط أوفد الوزير ابو فاعور ونجله تيمور الى جدة لاجراء محادثات مع القيادة السعودية في شأن آخر التطورات في لبنان ووسط الاستعدادت لزيارته «بيت الوسط» للقاء الحريري، يُنتظر ان يستكمل الزعيم الدرزي لقاءاته التي بداها مع الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله ثم العماد ميشال عون بزيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع والرئيس امين الجميل والنائب سليمان فرنجية في اطار المساعي لكسر المراوحة في الملف الرئاسي.وقد رحّب الزعيم الدرزي أمام مناصريه في عدد من قرى عاليه برجوع زعيم «تيار المستقبل» داعياً الى الانفتاح «لأن هناك الكثير من القواسم المشتركة التي تجمعنا»، معتبراً التدخل في سورية غلطة «أتمنى أن تصحح بالحوار الداخلي».وفي الملف الرئاسي، اشترط انتخاب رئيس جديد للجمهورية، للسير بالتمديد للمجلس النيابي «بضعة أشهر لأسباب تقنية»، آملاً، أن تساعد عودة الحريري مع الرئيس بري والدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون وكل الفاعليات، ومع السيّد حسن نصر الله «الأمين العام لحزب الله» الى التوصل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومعلناً «عيب علينا كسياسيين، أن نكون عاجزين عن انتخاب رئيس».واضاف: «هدف زيارتي هذه المنطقة، هو التنبه الى الخطر، الذي يمكن أن نشهده من قبل التطرف، ورأينا ما حصل في عرسال، وهنا لا بد من التوضيح يجب التمييز بين المتطرف وبين أهل العقل بين كل الطوائف، وبالتحديد أهل السنة».وقال: «هناك مجموعات بشرية أتت من سورية، وخربت بيوت أهل عرسال. الجيش استشهد أبطال له، دافع، قاوم، واليوم الجيش دخل عرسال. وهذا أفضل دليل أنه كانت وستبقى حمايتنا هي الدولة اللبنانية والجيش اللبناني»، مضيفاً: «اليوم لدينا موضوع اللاجئين السوريين، هناك فارق بين المتسلل الذي يريد ان يستخدم اللاجئين السوريين لأغراضه الإرهابية، وبين اللاجئ الذي لا يستطيع العودة والحرب قائمة»، مؤكدا «لا نريد أن يتحول مشروع محاربة الإرهاب، وهذا عمل الدولة، الى حساسية أو عنصرية تجاه اللاجئ المواطن السوري، الذي ليس لديه مكان يعود إليه».وتابع: «هناك موضوع الدروز، أنا أعطيت في الماضي، والآن أعطي توجيها أو ملاحظة، مستقبل جماعاتنا في سورية مع غالبية الشعب السوري، أنا لا أقلل من قيمة الأقليات وبالتحديد الأقلية العلوية، التي قادها رئيس النظام الى الهلاك (...) وأقول لجماعاتنا أن ينتبهوا وأن يحضنوا اللاجئين، ويكونوا عند حسن الظن، وحسن الجوار مع كل الجيران. في حوران ليس هناك داعش، في الوقت الحاضر هناك النصرة، وهناك علاقات حسن جوار. ولا ينبغي أن نتهور خصوصا في مناطق راشيا وحاصبيا، حذار التهور والتدخل في شؤونهم، ليس لنا أي علاقة. لديهم عقلاء مشايخ العقل وغيرهم ووجهاء يعرفون كيف يتدبرون أمرهم، وأتمنى أن ينظروا الى المستقبل».وأردف: «لقد استقبلنا أغلبية الشعب السوري، لقد كان خطر معين في منطقة حلب، زال الخطر، وهناك ثوار جيش سوري حر ونصرة وغيرهم والعلاقات جيدة. ولكن يجب أن نتدارك بالإتصالات مع سماحة شيخ العقل والأمير طلال أرسلان ووئام وهاب، لنتوصل الى تهدئة الأمور»، مشيرا «سمعت بعض التصريحات، لم يكن لها أي لزوم، إنه علينا أن نتسلح، ونحن أقوياء»، سائلا «نتسلح ممن؟»، مجيبا «نحن تحمينا الدولة اللبنانية، وهي فقط، ونحن عرب لبنانيون، وباسم هده الدولة، وهذا الكيان اللبناني».وختم: «أنا مرتاح لأن فوقنا مظلة أمنية وجيشنا رغم خسائره الكبيرة إستبسل وانتصر في عرسال، لذلك أرفض أي دعوة من أي كان حول ما يسمى الأمن الذاتي. وأقول لبعض الشرائح من المواطنين في راشيا وحاصبيا: إن ما يحصل وراء الجبل هو حرب، والجرحى يأتون الى شبعا، ولا نستطيع ان نمنعهم، فهذه قضية اخلاقية انسانية فوق كل إعتبار».
خارجيات
يتهيأ لزيارة الحريري وجعجع والجميّل وفرنجية
جنبلاط رفض تسلّح الدروز و«الأمن الذاتي»
12:38 م