ليس من العدل والإنصاف أن نحمّل عشرات الألوف من الشهداء والجرحى والمنكوبين الذين هُدمت بيوتهم على رؤوسهم، ودمرت ممتلكاتهم أمام أعينهم وكانوا تحت حصار دام سنوات، براً وبحراً وجواً، من الأعداء والأشقاء، أن نحملهم وزر تصريح لعملاء صدام أثناء الغزو العراقي الغاشم للكويت، فلا نهب لنصرتهم ولو بالدعاء.ومن الظلم والجور أن يُشمت بمصابهم ودمائهم الزكية فقط لأنهم تحت سلطة تحمل الفكر الإخواني، وتخرج من مصر الكنانة وسلطنة صلاح الدين الأيوبي - محرر المسجد الأقصى من الصليبيين - من تشكر رئيس الوزراء الإسرائيلي وتهنئه على جرائمه البشعة في حق الفلسطينيين.لقد صمدت غزة وأهلها أكثر مما صمدت أربعة جيوش جرارة في أربع حروب مع العدو الإسرائيلي، وكلفت إسرائيل نسبياً عدداً أكبر من الضحايا والدمار مما فعلت تلك الجيوش، بل وصلت نيرانها تل أبيب ومدناً إسرائيلية عديدة، وللمرة الأولى تخرج المظاهرات في دول الغرب تهاجم إسرائيل وتدعو لنجدة الشعب الفلسطيني.أما الفشل والفضيحة فلكل دكاكين الجهاد والمقاومة والصمود والممانعة التي صمتت صمت القبور، الذين لقنتهم البارونة سعيدة وارسي الوزيرة البريطانية باستقالتها من الحكومة احتجاجاً على صمت حكومتها درساً قاسياً في كيفية الانتصار للحق ونصرة المظلوم وكانت أشجع وأكثر أثراً مما فعل هؤلاء الصامتون جميعا.