«بنك الدم... بلا دم» وعلى وشك الإفلاس... هذا ما كشفت عنه استشارية أمراض نقل الدم ومراقب الخدمات الطبية والتوجيه في بنك الدم المركزي الدكتورة رنا العبد الرزاق، بعد الاعلان عن وجود عجز كبير في أعداد أكياس الدم والدعوة التي أطلقها للتبرع.وقالت العبد الرزاق اثناء جولة لـ «الراي» في مبنى بنك الدم ان البنك وفر اكثر من 1700 كيس دم ومن جميع الفصائل قبل شهر رمضان المبارك تحسبا لقلة عدد المتبرعين اثناء الصيام وفترة العيد، حيث المعدل الطبيعي لعدد المتبرعين ما بين 250 الى 300 متبرع يوميا، مشيرة الى ان قلة أعداد المتبرعين خلال رمضان وعطلة العيد أوجدا عجزا في توفير أكياس الدم حيث بلغت قرابة 200 كيس دم من اصل ألف كيس يفترض تخزينها في البنك، وذلك لتغطية احتياجات المستشفيات الحكومية والخاصة.وأوضحت ان عملية التبرع ذاتها عملية سهلة وان المضاعفات المصاحبة لها بسيطة جدا، فهي لا تتجاوز ألما بسيطا اثر وخزة ابرة التبرع مع امكانية الشعور بدوار خفيف جدا يتم التغلب عليه بشرب السوائل مباشرة عقب التبرع، وليس لعملية التبرع مضاعفات تؤثر في المدى الطويل اطلاقا، لافتة الى ان التبرع بالدم يخلص الجسم من الحديد الزائد فيه والذي يتسبب في اكسدته، بالاضافة الى الاستفادة الشرعية للمتبرع لأنه يساهم في انقاذ أرواح تحتاج نقل الدم.وقالت العبد الرزاق اننا قادرون حاليا على توفير احتياجات المرضى من الدم في المستشفيات الحكومية والخاصة قدر الامكان، وبالرغم من ذلك اطلقنا حملة بضرورة التبرع شملت الجهات الحكومية والخاصة والافراد من مواطنين ومقيمين للتبرع لإرجاع المخزون الطبيعي للدم، ولمواجهة اي طارئ قد يحدث بحيث لا يقل المخزون عن الف كيس دم من جميع الفصائل، وقد استجابت لنا الكثير من الجهات من وزارة الدفاع والحرس الوطني ووزارة الكهرباء وبعض الشركات الخاصة ومجاميع تطوعية وكذلك الافراد المتبرعون، حيث زادت اعدادهم خلال هذه الايام في خطوة مبشرة على وصول الرسالة وإيمانهم بأهمية التبرع، مبينة ان ما يثلج الصدر ان هذه الحملة تجد صدى لدى القيادات العليا في هذه الجهات الحكومية مقدمة الشكر والتقدير لهم ومشددة على ضرورة ايضاح الرسالة بأهمية التبرع من الناحية الشرعية والصحية وألا يتقدم المتبرع لهذا العمل من اجل مكافأة مادية او اجازة من العمل موضحة ان الخطورة في الامر ألا يعطي المتبرع معلومات صحيحة عن حالته الصحية طمعا في الاجازة او المكافأة ما قد تعود عليه بشكل سلبي.ودعت العبدالرزاق الجمهور إلى التوجه للتبرع بالدم زكاة له عن صحته وألا ينتظر أن يكون هو بحاجة للدم لمساعدة أحد من أهله أو أصدقائه - لا سمح الله - لأن هناك المئات من المرضى في المستشفيات ينتظرون هذه القطرات من دمه لإنقاذ حياتهم خصوصاً بعد زيادة معدلات إجراء العمليات والحوادث والأمراض كفى الجميع شرها.وطالبت العبدالرزاق وزارة الصحة بضرورة تخصيص أفرع للبنك في مستشفى الجهراء والصباح بالإضافة إلى ضرورة ايجاد مبنى خاص للبنك أو توسعة الموجود حالياً، حيث إن عدد الأسرة قليل بحجم أعداد المتبرعين ولا مواقف سيارات كافية وحتى المختبرات لا تسع للعمل ولا مكاتب كافية للموظفين والفنيين الذين تجاوز عددهم 400 موظف وموظفة بالرغم من مطالباتنا الكثيرة للوزارة وللأسف لا تنظر لنا بعين التقدير الذي نستحقه، خصوصاً وان عملنا أساسي ومهم لأي مريض ومعترف به في المنظمات الصحية العالمية حيث حازت إدارة خدمات نقل الدم على الاعتراف الدولي من الكلية الملكية البريطانية لتدريب الأطباء وعلى شهادة M.R.C.PATH في علوم وأمراض ونقل الدم، كما يعتبر بنك الدم المركزي مرجعاً دولياً لمنظمة الشرق الأوسط.وعن عودة المكافأة المادية (10) دنانير التي كانت تصرف للمتبرع وألغيت في 2006 أفادت العبدالرزاق انه لا نية لعودة هذه المكافأة لأن الأساس بالتبرع أن يكون هدفاً إنسانياً ودون مقابل مادي لأن الدم عضو من أعضاء الجسم وبيعه مجرم قانونياً، بالإضافة إلى أن التبرع وحتى يكون سليماً يجب أن يعرف المتبرع أن دمه لانقاذ حياة إنسان آخر وليس لمردود مادي خصوصاً وان قطرة من دمه أغلى من أي مبلغ يصرف له، وبالرغم من شكرنا وتقديرنا لوزارة الدفاع على تبرعها واستجابتها للحملة، إلا اننا ضد اعطاء إجازة يومين للمتبرع لأن الوازع سيكون الاجازة وليست انقاذ حياة انسان، وقد لا يعطي معلومات دقيقة عن صحته لأن الهدف هو الاجازة، ومع ذلك نحن نكرم المتبرعين المتميزين بشهادة تقدير.وعن سؤال من هم أكثر الرجال أم النساء بالتبرع فقد أوضحت العبدالرزاق ان سن التبرع مفتوحاً من 17 سنة وقد تصل إلى الستين بالنسبة للمستمر في التبرع ولا يقبل من شخص كبير في السن أن يتبرع إذا كان أول مرة للمحافظة على صحته، مشيرة إلى أن نسبة النساء المتبرعات في الكويت تصل إلى أقل من 10 في المئة بالرغم أن النساء المتبرعات في بريطانيا تصل نسبتهن إلى 50 في المئة.بدورها، قالت الدكتورة أسماء رأفت ان البنك يستقبل المتبرعين بعد تعبئة النموذج الخاص بذلك والاجابة عن الأسئلة الموجودة موضحة أن الاجابات يفترض أن تكون بـ «لا» ما عدا سؤالين بـ «نعم» وهما هل تشعر بصحة جيدة؟ وهل مازلت مصراً على التبرع بعد الاجابة عن الأسئلة؟ ثم يقاس له الضغط وهيموجلوبين الدم وضربات القلب، ثم يدخل صالة المتبرعين لأخذ الدم منه بمراقبة وعناية الممرضة المختصة.بدوره، قال المتبرع أحمد ذياب انه دائم التبرع بالدم للمحافظة على صحته ولانقاذ المحتاجين خصوصاً بعد ازدياد حوادث السيارات والمشاجرات وغيرها، موضحاً أن عملية التبرع تتم بكل يسر وسهولة وبخدمة ممتازة ولا تأخذ أكثر من نصف ساعة داعياً الجميع إلى تلبية الدعوة وسرعة التوجه للتبرع.من جانبه، قال المتبرع عبدالله المنصوري إن التبرع صدقة عن الصحة وأجرها عظيم لانقاذ روح محتاجة إلى كيس دم بالإضافة إلى أن التبرع يؤكد لك نعمة الصحة والعافية وتمنح التقارب الإنساني مع البشر لأنك لا تعرف أين يذهب دمك فقط انك متأكد أنه سينقذ حياة انسان بحاجة إلى الدم طالباً إدارة البنك بضرورة توسعة صالة المتبرعين خصوصاً وقت الحملات وفتح أفرع جديدة للتسهيل على المتبرعين.
محليات
مراقبة الخدمات الطبية الدكتورة رنا العبدالرزاق أفضت لـ «الراي» بالكثير وأكدت القدرة على تلبية احتياجات المرضى واستصرخت المتبرعين
«بنك الدم»... على وشك الإفلاس!
02:38 م