نجا الفنان عاصي الحلاني وقدّم مسرحيته «عاصي والحلم»، بين أعمدة قلعة بعلبك على مدى ثلاث ليال، واحدة لأهل المدينة واثنتان للجمهور العريض الذي قصد عاصي من الجوار القريب، ومن أنحاء لبنان بعدما كان رفض الصيف المنصرم تقديم العمل نفسه في خان الحرير (المكان البديل) عن معبد باخوس في القلعة الأعرق تاريخياً وفي مجال إحياء المهرجانات الفنية والاستعراضية.ويبدو أن عاصي وحده سيعرض في بعلبك مع تسارع وتيرة التطورات الأمنية في منطقة عرسال التي تبعد أربعين كيلومتراً عن مدينة الشمس والمهرجانات، والناس يدركون المخاطر التي تنتظر الجميع في أي لحظة، ما دفع لجنة مهرجانات بعلبك لأن تنقل حفل المطربة العالمية أنجيلا غيورغي من القلعة إلى مسرح كازينو لبنان حفاظاً على أرواح الفنانين والمتفرجين من أي تطورات عسكرية مفاجئة، وذهب الجمهور إلى الكازينو وارتضى المشاهدة داخل صالة السفراء بالكازينو بدل الهواء الطلق في بعلبك.ويبدو أن الفنانين الأجانب أكثر دراية بطريقة حماية أمنهم الشخصي من غيرهم، لذا كان الطلب باستبدال القلعة بمكان آخر لتقديم العمل المسرحي الفرنسي الضخم (La Musica deuxième) مع النجمين جيرارد ديبارديو وفاني آردان، في مكان مضمون أمنياً، لذا اختير الكازينو، وبقي موعد العرض في 31 أغسطس الجاري، وطلب من حاملي بطاقات بعلبك استبدالها، على أن يكون اللقاء في الكازينو. هذه الفوضى العارمة تسببت في بلبلة، وهددت العروض المتبقية بالانتقال أو ربما الإلغاء استناداً إلى نوع التطورات التي تشهدها المنطقة على مرمى حجر من بعلبك، وهي مشاكل لا تهدد بيت الدين ولا بيبلوس أو بقية المهرجانات البعيدة جغرافياً عن الأماكن الملتهبة منذ أيام.