هي قاعدة مجربة: إذا رأيتم وافدا، أو باشا بالتحديد، تتم ترقيته بسرعة الصاروخ، ويقفز راتبه للأعلى قفزات ضفدعية، ويحصل على امتيازات خاصة كالسيارة والسكن المجاني وغير ذلك، ويتواجد اسمه في كشوفات اللجان المختلفة (لدواعي الهبر والهبش)... فاعرفوا بأن الباشا هذا قد وجد «مستمسكا» على رئيسه، وبدأ بمساومته وتهديده، ونجح في ذلك! وهذا بالضبط ما يحدث في بيت الزكاة، ما بين نائب المدير العام لبيت الزكاة (المدير العام ينطق ولا يكتب، ولا وجود له على أرض الواقع) وما بين الباشا ناظم النهري الذي يتلذذ بظلم الموظفين الكويتيين، فيضطرون لتقديم الشكاوى لديوان الخدمة المدنية، فتعاد لهم حقوقهم! تكررت غطرسة الباشا كثيرا، ولا ألومه بصراحة، بل ولا ألوم أي باشا غيره، إذا أسرف في امتهان كراماتنا، فغالبية كبارنا لا يجرؤون سوى على الطعن في اخوتهم الكويتيين، مثل عبد الرحمن العوضي وبقية الرخوم، في حين أن هؤلاء المسؤولين الكبار يغنون للباشوات «نبوس القدم ونبدي الندم»، وإن لم يرض الباشوات عنهم، فلا مانع من أن يرتدي مسؤولونا أولئك بدلات رقص حمراء وخضراء تكشف عن مفاتنهم إرضاء للباشوات.أعرف بأن أحدا لا يستطيع التدخل وتعديل الاعوجاج في بيت الزكاة، لسبب بسيط، وهو أن بيت الزكاة ليس إلا جزءا من نصيب الاخوان المسلمين في دولة (أو شركة) الكويت. والاخوان المسلمين في الكويت لا يملكون من أمرهم شيئا. الأمر عند الأصل، والأصل في مصر. والباشا ناظم النهري جاء من المصنع الأم للإخوان المسلمين، ليشرف على أحد مصادر التمويل. فتحوّل إلى مصاص من الدرجة الأولى. يمص الفلوس مصا جما. مصّته والقبر. حمانا الله وإياكم منه ومن مصّه! الباشا هذا بلغ به العنفوان إلى الدرجة التي تسمح بإصدار الشيكات باسمه، في مخالفة صريحة لقوانين الأرض والسماء... رجل حصل على سيارة على حساب بيت الزكاة، وبدلات، ولجان لا تعد ولا تحصى، وغالبية لجانه تجتمع أيام العطل لمضاعفة المكافأة، ولم يحمد الله على النعمة، بل أخذ يتعسف في قراراته ضد الكويتيين، وأمام مسؤولي بيت الزكاة الذين يشاهدون المنظر ويطأطئون رؤوسهم، ويمسحون شواربهم... هاهاهاي... امسحوا شواربكم أكثر، بارك الله فيكم.هنا، توفر الدولة «لبن العصفور» لناظم باشا النهري ولوجدي باشا غنيم ومن شابههما من الباشوات من أموال النفط، ويحرم من أموال النفط أبناء القطاع النفطي نفسه! إذ يتلذذ وزراء النفط المتعاقبون في «ترقيصهم» بكثرة مواعيد إقرار بدلاتهم وكوادرهم. ويحرم من أموال النفط كذلك العاملون في محطات الكهرباء وتقطير المياه، والذين يستحقون، في نظر وزير الكهرباء، الرجم حتى الموت لو انقطعت الكهرباء أو المياه عن البلد، لكنهم لا يستحقون التكريم مع زملائهم العاملين في حملة ترشيد بعدما «عدّا الصيف على خير»!إذاً، أرى أن ليس أمام أبناء قطاعي النفط والكهرباء والماء سوى التقدم بكتاب استجداء واسترحام إلى ناظم باشا النهري علّه يأمر الحكومة بالنظر لمطالبهم، أو فليتحول الجميع إلى باشوات وهوانم، ليتحول بعض مسؤولي الدولة وقتذاك - بعد أن يمسحوا شواربهم - إلى مارد الخاتم: «شبيك لبيك، نفط الكويت بين ايديك».***أمس، أعلنت لجنة حقوق الإنسان البرلمانية عن عدم سماح وزارة الداخلية لها بزيارة سجن الابعاد! وهذا لا تفسير له سوى أن حقوق الإنسان في سجن الإبعاد «حياتكم الباقية». ماتت... الغريب أن هذا الخبر جاء في اليوم نفسه الذي نشرت فيه الصحف لقاء رؤساء تحريرها مع وزير الداخلية الذي تحدث برومانسية عن حقوق الإنسان، فجاءه الرد من سجن الإبعاد... «كاش»ّ! فلنتابع سويا لنرَ: هل تلامس تصريحات وزير الداخلية الصدق الحار، أم هي للاستهلاك المحلي في مدينة الكويت وضواحيها.
محمد الوشيحي alwashi7i@yahoo.com