سارعت الدوائر المراقبة في بيروت الى قراءة ما بعد الـ «ميني حرب» التي دارت على مدى نحو اربعة ايام على تخوم الحريق السوري في عرسال اللبنانية وجرودها، وبدت هذه الدوائر مهتمة بـ «فحص» التداعيات السياسية لـ«كرة النار» التي لم تنطفئ تماماً على الحدود الشرقية للبلاد وبإمكان تحولها «صدمة كهربائية» لاخراج الواقع السياسي الداخلي من «الغيبوبة» الخطرة التي تجلت بعض مظاهرها في تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية منذ مايو الماضي واحتمال التمديد للمأزق السياسي - الدستوري عبر تمديد اضافي للبرلمان.ورغم المظهر الايجابي المتمثل بمكرمة المليار دولار السعودية كدعم فوري للجيش اللبناني، فان ثمة شكوكاً فعلية تحوط الدينامية السياسية المستجدة التي تسعى الى إحداث خرق في الملف الرئاسي على قاعدة الحاجة الى تجنيب لبنان المزيد من الاخطار الناجمة عن امكان دخول نادي «الدول المشتعلة» في المنطقة، اي على غرار ما هو حاصل في سورية والعراق وليبيا واليمن وغزة.فاللقاءات في دارة رئيس الجمهورية «السابق» ميشال سليمان، وحركة النائب وليد جنبلاط، واستقبالات الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، وزيارات الرئيس السابق امين الجميل... كلها مؤشرات الى حراك يفيد من «وهج» احداث عرسال الخطرة، لكنه لن يفضي على الارجح الى تأمين النصاب السياسي الكافي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فهذه المسألة ربما تكون «اكثر استراتيجية» في المنطقة.وقد أعربت مصادر سياسية واسعة الاطلاع في بيروت عن اعتقادها ان الجانب السياسي لمواجهات عرسال قد أسفر عن وقائع جديدة شديدة الأهمية من خلال الدعم الجديد الذي تلقاه الجيش عبر الهبة السعودية الجديدة والتي لم تقف دلالاتها عند الدعم الفوري للجيش في حاجاته الملحة فحسب بل اكتسبت دلالة سياسية اهم وأوسع مدى. ذلك ان الخلاصة التي عبّر عنها رئيس الحكومة تمام سلام من ان المساعدة السعودية اثبتت ان لبنان ليس متروكا وحده في المواجهة عكست الانطباع اللبناني العام الذي واكب هذا التطور. كما ان المصادر توقعت ان تطلق المساعدة السعودية وتيرة أوسع من الدعم الاميركي والفرنسي علماً ان جلسة مجلس الوزراء امس ناقشت في جانب منها أسباب تأخر عملية التسليح الفرنسي للجيش وفقا للهبة السعودية الاولى التي بلغت ثلاثة مليارات دولار.وشكّلت المكرمة السعودية والزيارات الوداعية التي يقوم بها السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري مناسبة لمواقف ذات أبعاد مهمة. وكان بارزاً ان قائد الجيش العماد جان قهوجي، المطروح اسمه بقوة كمرشح توافقي للرئاسة، انطلق من هبة المليار دولار الجديدة التي ثمّنها ليعلن انه يتوقع «أن يساهم دعم المملكة المتواصل للبنان في تسريع معالجة قضية الفراغ الرئاسي، والذي يتسبب في تعطيل مؤسساتنا الدستورية عن أداء دورها بالشكل المناسب، لانه كلما تأخر الفرقاء السياسيون في التوصل إلى ترشيح شخصية توافقية زادت المخاطر على لبنان بسبب شغور منصب الرئاسة»، معرباً «عن اعتقاده «أن دعم الدول المحيطة وتحديدا المملكة على وجه الخصوص، سوف يضاعف جهود المسؤولين السياسيين في التعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية وتجاوز الأزمة الراهنة».وفي سياق غير بعيد، برز موقف لزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، المصرّ على انتخابه رئيساً للجمهورية، اذ طلب من عسيري خلال استقباله اياه نقل تحياته وشكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على «المواقف الأخوية التي يتخذها تجاه لبنان ورعايته ودعمه الدائم له، ولا سيما المكرمة السخية التي أمر بها للجيش والتي سيكون لها الأثر الإيجابي المباشر في تحصين الامن والاستقرار وتعزيز الوحدة الوطنية في ظل هذه الظروف».وفي الإطار نفسه، اعلن النائب وليد جنبلاط الذي التقى عسيري وقدّم له ميدالية كمال جنبلاط تكريماً أنه «مرة جديدة تثبت السعودية انحيازها الدائم لاستقرار لبنان وأمنه»، مشدداً على أنه «حتى يومنا هذا لا تزال السعودية تدعم مشروع الدولة في لبنان من خلال وقوفها على مسافة واحدة بين اللبنانيين جميعاً ودعم الأجهزة الرسمية وفي طليعتها المؤسسة العسكرية وذلك عبر الاتفاق السعودي - الفرنسي - اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار لدعم الجيش وأخيراً هبة بقيمة مليار دولار لمساعدة لبنان على دحر الارهاب»، ومنوّهاً بـ «المواقف السياسية الوطنية الشجاعة التي أطلقها ويطلقها الرئيس سعد الحريري وتصديه المباشر والفوري لأي محاولة للتشويش على الجيش اللبناني في مواجهته للإرهاب وابتعاده عن التأويلات والتفسيرات المتعلقة بأسباب قدوم الإرهاب الى لبنان وتركيزه على معالجة الخطر الداهم الذي يهدد الكيان اللبناني».وأبرق رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى خادم الحرمين الشريفين مثمناً «الموقف المشرّف لجهة دعم سيادة لبنان واستقلاله وحريّة شعبه وإعلانه العزم على المسارعة في تنفيذ الدعم الاستثنائي للجيش اللبناني الذي اقترن بالفعل عبر إصدار الأمر بتقديم مساعدة للجيش اللبناني وقوى الأمن بقيمة مليار دولار أميركي».واذ اعتبر جعجع ان المواقف التي عبّر عنها العاهل السعودي عقب الأحداث التي تتعرض لها منطقة عرسال «لم تشكّل عنصر مفاجأة لدينا، ونحن جزء من الشعب اللبناني الذي يعي ويقدّر دعمكم المتواصل للبنان»، حيّا خادم الحريم الشريفين «لما يمثلهُ من اعتدال ومن صورة للإسلام الحق في وجه من يحاولون، بحسب قولكم، خطف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف، والكراهية، والإرهاب».

وفاة النائب السابق أحمد حبوس متأثراً بإصابته برصاصة في رأسه

| بيروت - «الراي» |توفي النائب اللبناني السابق أحمد حبوس امس، بعد ايام على نقله الى المستشفى مصاباً بطلق ناري في الرأس.وتضاربت في حينه التقارير حول ملابسات إصابة حبوس، النائب السابق عن المقعد العلوي في طرابلس في دورتي 1996 و2000. ففي حين رجّحت معلومات أن النائب السابق قد يكون اطلق النار على نفسه، أفادت تقارير أخرى أن الاصابة حصلت خلال تنظيفه مسدسه حيث اخترقت الرصاصة وجهه من تحت عينه واستقرت في الرأس.وحبوس، كان يُعد من الشخصيات الأبرز لدى الطائفة العلوية، لكنه ليس في صف آل عيد الممسكين بالطائفة والموالين للنظام السوري ولا خصومة له معهم.