تواصلت في بيروت المساعي للوصول إلى وقف إطلاق نار على قاعدة سلّة من الشروط التي تصبّ في مصلحة السيادة اللبنانية.وتقاطعت المعلومات، امس، عند استمرار المسعى الذي تقوم به مجموعة منفاعليات عرسال باشراف من رئيس الحكومة تمام سلام ومن وزير الداخلية نهاد المشنوق ووزير العدل أشرف ريفي للتوصل الى حل في عرسال، وسط تأكيدات بان لا علاقة لقيادة الجيش اللبناني بهذا المسعى وقد تقبل به او لا تقبل.وحسب المعلومات يقوم المسعى على وقف اطلاق النار وانسحاب جميع المسلحين من عرسال والإفراج عن الأسرى من العناصر الأمنية، علماً ان الرئيس سلام كان اوضح أن «شروط الدولة واضحة، وأولها انسحاب المسلحين إلى الجرود ومنها إلى خارج الأراضي اللبنانية، وتحرير أسرى القوى العسكرية والأمنية... الوضع صعب وخطير وهناك محاولات لوقف إطلاق النار ونأمل نجاحها... اننا لا نمانع أن تقوم بعض الجهات بمساع تؤدي إلى وقف النار وانسحاب المسلحين من عرسال... هذه المساعي تحتاج إلى متابعة ريثما تنضج».وفي حين توجّه وفد من هيئة العلماء المسلمين، أمس، الى وزارة الدفاع حيث التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي وبحث معه في شأن وقف اطلاق النار في عرسال، زار مفتي البقاع الشيخ خليل الميس رئيس الحكومة واعلن بعد اللقاء انه «يجري العمل على مبادرة لوقف اطلاق النار في عرسال» قبل ان يتوجّه مع النائب جمال الجراح (من كتلة رئيس الحكومة السابقة سعد الحريري) والامين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير للاجتماع بقهوجي.وكانت تقارير اشارت الى ان الوساطة بدأت، أول من أمس، عبر عدد من المشايخ الذين اتصلوا بالوزيرين المشنوق وريفي وبقائد الجيش، لكن المراجع الرسمية رفضت الدخول في تفاوض مباشر مع المسلّحي، مما أدى الى اقتراح ان تتولى الامر مديرية المخابرات أو فرع المعلومات، وهذا الامر لقي اعتراضاً من الجيش، فترك الامر أخيراً للعلماء بالتنسيق مع اللواء محمد خير.وتركزت نقاط التفاوض على 3 نقاط: وقف النار، اطلاق المخطوفين والموقوفين لدى الطرفين أو إخضاع بعضهم من المطلوبين لمحاكمة مخففة، انسحاب المسلحين الى خارج بلدة عرسال. وقد عرضت هذه النقاط في الاجتماع الامني الطارئ الذي عُقد، أول من أمس.من ناحيته علّق «حزب الله» على الإعتداءات التي تعرّض لها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في منطقة عرسال، معلناً «ان استمرار الجرائم التي ترتكبها جماعات إرهابية منظّمة، مدعومة بغطاء خارجي وبتبرير داخلي، هي دليل على الخطر المحدق بلبنان وكل أهله، دون تمييز بين منطقة وأخرى، أو طائفة وطائفة، أو مذهب ومذهب آخر، وهو ما ينبغي أن يتكاتف اللبنانيون جميعاً لمواجهته، بعيداً عن إيجاد التبريرات أو التماس الأعذار لهذه الجماعات الإرهابية، وهي التي ارتكبت من الفظائع ما لا يقبله عقل أو دين أو عرف».